بسبب انتشار وباء فيروس «كورونا» المستجد، وجدت النساء الحوامل أنفسهن في مأزق لا يحسدن عليه، لأنه عليهن عدم التوجه للعيادات الطبية من أجل فحص الحمل، وهن اليوم غير قادرات على التبضع والتحضير للولادة، وما يزيد الخطر بالنسبة للنساء الحوامل، هو خوفهن المفرط على صحتهن وعلى صحة الجنين باعتبار أنه خلال فترة الحمل تضعف مناعة المرأة، وبالتالي فهي تعتبر من الفئات الهشة وبالتالي فهي أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وفي حالة ما أصيبت بالعدوى فالخوف يكون مضاعفا من أن لا تستطيع المقاومة، أو أن يؤثر الفيروس على الجنين.
أما في حالة استطاعت المرأة أن تنهي فترة حملها بسلام فالخوف الكبير يتعلق بشكل كبير بموعد الولادة، فهل خلال عملية الولادة قد يتعرض طفلها للعدوى، خصوصا أن الولادة تمر في المستشفيات التي تعتبر بؤرة لانتقال الفيروس بصفتها تعج بالمرضى.
وفي حالة ما إذا كانت الأم تحمل الفيروس فهل يمكن أن تحمي طفلها من العدوى خلال الولادة، خصوصا وأن الفيروس قد لا يمر من الأم الحامل لجنينها لكن الخطر الأكبر قد يحدث أثناء الولادة.
من المهم الإشارة إلى أنه في العديد من البلدان المتقدمة كأمريكا مثلا فقد قررت العديد من النساء تبني الولادة في المنزل عوض الانتقال إلى المستشفى خوفا على حدوث العدوى في المستشفيات.
وفي العديد من الحالات التي تكون فيها الأم مصابة بالفيروس فيحرص الأطباء على إخضاع الأم للعلمية القيصرية مع الحرص الشديد على ارتداء الملابس الواقية الخاصة والتي تمنع حدوث العدوى، كما يتم فورا أخذ الجنين بعيدا على أمه ووضعه في الحجر الصحي مع مراقبة مؤشراته الحيوية والقيام بالعديد من الفحوصات اليومية ويتم القيام بفحصين من أجل التأكد من خلو الطفل من المرض، بحيث يتم إخضاعه للفحص الأول ويجب على الفحص الأول أن يكون سلبيا وبعدها يتم إخضاعه للفحص الثاني الذي يجب أن يكون سلبيا أيضا وبعدها فقط يمكن وضع المولود الجديد مع المواليد المتعافين، ويمنع على الأم المصابة بالعدوى الاقتراب منه إلا بعد التأكد من شفائها تماما.
وفي حالة ما كانت الأم سليمة ولا تحمل الفيروس فيمكنها الوثوق في طبيبها وإتباع نصائحه والقيام بها لتضمن عدم حدوث العدوى لها ولجنينها ويمكن اليوم الولادة في المستشفى بشكل آمن، شريطة منع الزيارة على الأم وعدم السماح للآخرين برؤية المولود ومنع اختلاط الأم من الآخرين لتجنب حدوث العدوى.