«Leaving Neverland» .. وثائقي يقتل مايكل جاكسون في قبره
إعداد: سهيلة التاور
أثار الفيلم الوثائقي «Leaving Neverland» للمخرج البريطاني، دان ريد على القنوات قبل وبعد عرضه ضجة عارمة لدى جماهير المعجبين بالنجم الراحل مايكل جاكسون وعائلته، لتضمنه شهادات جديدة لأشخاص يصرحون بهويات مكشوفة أنهم كانوا ضحايا تحرش جنسي لسنوات من قبل ملك البوب. وبعد عرض الوثائقي، رفعت عائلة جاكسون دعوى قضائية تتهم فيها قناة «HBO» بالإساءة إليه وتشويه سمعته.
عندما تم عرض الوثائقي «Leaving Neverland» في مهرجان «صندانس» في ولاية يوتا الأمريكية كان ضربة قاضية لسمعة مايكل جاكسون بعد موته منذ 10 سنوات. فقد اتهم من قبل بالاغتصاب والتحرش بالأطفال إلا أنه نال البراءة بحكم قضائي، أما هذه المرة فنفس الأشخاص الذين وقفوا بجانبه من قبل وقدموا دلائل تخدمه هم الذين ظهروا في شريط فيديو يدينونه مبررين هذا بأنهم تعرضوا للتهديد. وتضمن الشريط أن مايكل استغل شهرته وحياة البذخ والثراء الفاحش ومزرعته التي تبلغ مساحتها 2700 فدان «Neverland» وقصره داخلها الشبيه بقلعة خيالية لحجب الكثير من الأمور والأحداث التي كانت تجري خلفها.
ومن جهتهم، عبر ورثة مايكل جاكسون عن غضبهم فرفعوا دعوى قضائية، على قناة «HBO» يطالبونها بمائة مليون دولار كتعويض عن الوثائقي. ووصفوا الفيلم بأنه إنتاج مرعب آخر في محاولة فظيعة ومثيرة للشفقة، لاستغلال أموال مايكل.
الفيلم الوثائقي الذي تصل مدته إلى 4 ساعات، يتضمن تفاصيل مرفقة بشهادات صريحة عن ممارسات للجنس فرضها جاكسون على ضحيتيه ويد روبسون وجيمس سيفتشاك، اللذين صرحا بأنه قام بتقديم الكحول لهما، وعرض المقاطع الإباحية أمامهما وهما مازالا قاصرين. وكان ملك البوب قد أنكر مزاعم الاعتداء الجنسي على الأطفال، ونال سنة 2005 حكم البراءة من تهمة الاعتداء الجنسي على غافين أرفيزو، البالغ من العمر 13 عاما. وذلك قبل أن يظهر بعد عرض الفيلم 11 ضحية جديدا يزعمون إساءة مايكل معاملتهم بتعرضهم للتحرش أو حتى الاغتصاب عندما كانت تتراوح أعمارهم ما بين 7سنوات و14 سنة.
شهادات صريحة
خلال الفيلم الوثائقي Leaving» Neverland»، الذي كان يركز على ضحايا الاعتداء الجنسي من طرف مايكل جاكسون، ظهر الضحيتان ويد روبسون وجيمس سيفتشاك بوجهين مكشوفين. فالضحية الأول، ويد روبسون، كان طفلا صغيرا معجبا بجاكسون لدرجة الهوس حيث كانت صور جاكسون تغطي كل جدران غرفته وكان يحب الرقص ويقلد كل رقصات جاكسون المشهورة. وفي الخامسة من العمر فاز بمسابقة رقص محلية وكانت المكافأة أقصى ما تخيله وهي اللقاء بجاكسون. فنشأت علاقة بينهما بتشجيع من والدة الطفل المسحورة بنجومية جاكسون. ويحكي جيمس أن التحرش الجنسي الذي تعرض له على يد جاكسون بدأ عندما كان في السابعة من العمر. وقتها دعا جاكسون أسرة الطفل إلى المزرعة وأقامت هناك لمدة خمسة أيام واستطاع جاكسون أن يقنع الوالدة بالسماح له بمرافقة الطفل لمدة خمسة أيام. أكد جيمس تعرضه لمختلف أنواع الاعتداءات الجنسية على يد جاكسون، مضيفا أنه قال له: » لقد جمعنا الله» وأخبره بأن النساء غير جديرات بالثقة وحذره من أنهما سيواجهان السجن إن كشف عن علاقتهما.
جيمس سيفتشاك، الضحية الثاني، التقى بجاكسون أثناء اشتراكه في تصوير دعاية لشركة «بيبسي» وبدأت علاقة بينهما فورا وعندما بلغ الطفل العاشرة من العمر كان يرافق جاكسون في حفلاته حول العالم وينام في نفس غرفة نومه دون أن يتجرأ أحد على التطرق إلى هذا الوضع الغريب أو تثير هذه القضية التساؤل. وكانت والدة الطفل التي كانت ممتنة لجاكسون ومبهورة بصداقته مع ملك البوب مثل والدة الضحية الأول ترى أن جاكسون بمثابة ابن آخر لها، وكانت الأم تعلم أن جاكسون وابنها ينامان في نفس الغرفة ولم تعترض على ذلك وكانت الأم التي ترافق جاكسون في حفلاته تقيم في الفندق حيثما ينزل جاكسون وغالبا ما كان يتم حجز غرفة لها في طابق آخر، بعيدا عن الطابق الذي ينزل فيه ابنها وجاكسون. ويقول الضحية جيمس سيفتشاك إن » «Neverland، المزرعة، تحققت فيها السرية التي كان يريدها جاكسون لكثرة غرفها وحجراتها التي يمكن لجاكسون أن ينفرد فيها بالأطفال ووصل الأمر بمايكل أن قال لجيمس إن والدته بخيلة وإن النساء شريرات، بهدف إبعاد الطفل عن والدته أكثر فأكثر ويصبح أكثر التصاقا بجاكسون.
ومن بين شهادات جيمس أنه أقيمت مراسم عرس في المزرعة حيث لعب جاكسون دور العريس وجيمس دور العروس، وتضمن ذلك تبادل الخواتم والعهود ولا يزال جيمس يحتفظ بالخاتم الذي أهداه له جاكسون. وكان يمطره بالمجوهرات لممارسة الجنس معه، كما كان يشاهد برفقته الأفلام الإباحية بينما كان لا يزال طفلا في السابعة فقط. كما جرى تدريب جيمس على تعاطي المشروبات الكحولية برفقة جاكسون. وبمرور السنين خرج الشخصان من حياة جاكسون بسبب تقدم سنهما، في حين كان أطفال آخرون أصغر سنا يدخلون عالم جاكسون.
دفاع المخرج عن فيلمه
ظهر مخرج الفيلم الوثائقي، الذي استغرقت صناعته 4 سنوات، ليجيب عن وابل الاستياء والغضب الذي أصاب عائلة ملك البوب ومحبيه في كافة بلدان العالم، خصوصا وأن مؤسسة ممتلكات جاكسون وصفت الفيلم بأنه ليس وثائقيا في الوقت الذي نعتت العائلة المخرج بالانتهازية، لذا قرر الدفاع عن نفسه وعن فيلمه الذي يتناول شهادات الراقص والموسيقي ويد روبسون، والممثل السابق جيمس سيفتشاك، اللذين يدعيان أنهما تعرضا للإيذاء الجنسي من قبل مايكل جاكسون، عندما كانا يبلغان 7 و10 سنوات. وصرح ريد بأن الفيلم وثائقي مدته 4 ساعات تم الإشراف عليه من قبل شخص متمرس ولديه سجل طويل في مجال التحقيقات وسرد القصص المعقدة، وهذه قصة معقدة لذا أقول إن Leaving Neverland » فيلم وثائقي بلا شك، وأي شخص لديه معرفة بهذه النوعية من الأفلام سيدرك على الفور أنه فيلم وثائقي». وأضاف ريد: »لم أصف شخصية مايكل جاكسون على الإطلاق في الفيلم الذي لم يرتكز عليه بشكل أساسي، أعتقد أنك عندما تشاهد الفيلم ستلاحظ أن قصة عائلتي واد روبسون وجيمس سيفتشاك وجاكسون عنصر من عناصر هذه القصة، لكنني لا أسعى إلى وصف جاكسون بأي صفة ولا أعلق على تصرفاته إنه ليس فيلما عن مايكل، الفيلم بحد ذاته عبارة عن تقرير عن الاعتداء الجنسي وكيف يحدث وكيف تؤثر عواقبه على الضحايا في حياتهم لاحقا». وبخصوص هجوم عائلة جاكسون يقول: »لديهم رصيد ثمين للغاية لحمايته، لا يفاجئني أنهم يخرجون للدفاع عن أصولهم». ريد الذي قدم 4 أفلام مع شبكة » HBO» لا يعتقد أن عائلة مايكل جاكسون قد شاهدت الفيلم قائلا: »تصريحاتهم لا تتفق مع ما جاء في الفيلم».
كما تلقى دان ريد مئات الرسائل الإلكترونية وحتى تهديدات بالقتل من قبل عشاق مايكل جاكسون يهاجمون الفيلم، ووصل الأمر إلى مرافقة حرس خاص للضحيتين فور مغادرتهما العرض الخاص في صاندانس. حيث صرح: خلال أكثر من أسبوع تلقيت نحو ألف رسالة إلكترونية من الصين تتضمن كلمات سيئة وتهديدات ويبدو أن الأمر منظم لأننا اكتشفنا موقعا إلكترونيا يشرح ما يجب القيام به للاحتجاج علىLeaving Neverland» ». ويدافع ريد عن ضحايا جاكسون في الفيلم، وقرر الرد على مزاعم عائلته التي وصفته بالانتهازية. فقال: «لم يتم تعويض ويد وجيم بأي شكل من الأشكال، أعتقد أن هذا أمر مهم يجب إثباته»، مضيفا: «بدأ عهد حركة #MeToo أثناء صناعة الفيلم أدت إلى تغيير نظرتنا لضحايا الاعتداء الجنسي وآمل أن الفيلم سوف يوسع ذلك المفهوم إلى الأطفال والرجال، كما آمل أن يعلم الجميع كيف يحدث الاعتداء الجنسي على الأطفال».
استياء عائلة جاكسون
في حالة من الاستياء تلقت عائلة جاكسون الفيلم الوثائقي « leaving Neverland» بعد عرضه لأول مرة في مهرجان صاندانس السينمائي، حيث أصدرت بيانا جاء فيه: «لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يمضي هذا الإعدام المعنوي، إنه ليس فيلما وثائقيا بل نوع من أنواع اغتيال شخصية أيقونية مثل مايكل جاكسون، والآن بعد وفاته يأخذ الفيلم مزاعم غير مؤكدة ويفترض أنها حدثت قبل 20 عاما ويتعامل معها على أنها حقيقة».
عائلة مايكل جاكسون قدمت دعوى قضائية ضد شبكة «HBO» تتهمها بمحاولة تدمير مسيرة نجم البوب العالمي، وطالبتها بتعويض مالي ضخم وصل إلى 100 مليون دولار، كما وجهت اتهامها لبطلي الفيلم «ويد روبسون وجيمس سيفتشاك» بتقاضيهما مبلغا ماليا ضخما للإدلاء بهذه التصاريح الخاصة بالتحرش الجنسي. وعلى الرغم من اتهام شبكة «HBO» بمحاولة تشويه مسيرة مايكل جاكسون، فإنها لم تستسلم أو تخضع لمثل هذه التهديدات، وأعلنت الشبكة في تصريحات رسمية، أن الفيلم سيتم بدء عرضه في شهر مارس، وليس هناك أي تغييرات تخص طرح الفيلم بدور العرض، والذي سيكون بمثابة فرصة للمشاهدين أن يحكموا على قضية مايكل بأنفسهم. وقد تم بث الشريط على القناة الأمريكية «إتش بي أو» يومي الثالث والرابع من مارس، والسادس والسابع من الشهر نفسه على القناة البريطانية الرابعة.
ومن جهته قال تاج إن تصرفات عمه بدت غريبة للبعض لكنه كان «بريئا جدا»، مضيفا: «سذاجته هي التي أوقعته». كما قال مارلون: «لا يوجد دليل واحد» لدعم هذه الاتهامات، فيما قالت مجموعة جاكسون العقارية إن روبسون وسيفتشاك سبق لهما أن «أقسما اليمين على أن هذه الوقائع لم تحدث»، وأضافت أنهما «لم يقدما أي دليل مستقل، ولا دليل إطلاقا يدعم اتهاماتهما، مما يعني أن الفيلم بكامله بني فقط على حديث رجلين حنثا بقسم اليمين».
خسائر مادية
عقب الاتهامات التي طالت مايكل جاكسون بخصوص الاعتداءات الجنسية على الأطفال، انخفض ثمن مزرعة «نيفرلاند»، المملوكة لملك البوب الراحل والتي تقدّر مساحتها بــ 2700 فدان، وتحتوي على قصر ضخم، ومجموعة من الحدائق، ذات المساحات الشاسعة، بمقدار الثلثين، بعد طرحها للبيع في السوق مرة أخرى. فقد طرحت المزرعة للبيع في البداية، مقابل مبلغ قدره 75 مليون استرليني، لكنها طرحت للبيع مرة أخرى، وقد تم تخفيض السعر المطلوب ليصبح 23.3 مليون استرليني، بعد الإخفاق في بيعها أول مرّة، عام 2015.
كما قررت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» اتخاذ قرار صارم تجاه ملك النجم العالمي، حيث منع راديو الـBBC» « إذاعة أي أغان لجاكسون، بعد طرح فيلمه المسيء «Leaving Neverland». وجاء القرار قبل أسبوع من بدء عرض الفيلم الوثائقي على قناة «Channel 4» وفقا لموقع«The Sunday Times» . فقد صرح المتحدث الرسمي لـ «BBC» قائلا: «نحن نهتم بما نقدم لمستمعينا من أغان لها طابع خاص، وجاء قرارنا نظرا لما تم إثباته مؤخرا من خلال فيلم وثائقي يتهم مايكل بالتحرش الجنسي، وهو مناف تماما لسياستنا والموضوع له علاقة وثيقة بما نقدمه من محتوى يحترم عقول مشاهدينا ومستمعينا».
زواج واضطرابات جنسية
كرجل عادي، تزوج مايكل جاكسون في المرة الأولى من ابنة المطرب الأمريكي الشهير إلفس بريسلي سنة 1993 وكان يواجه اتهامات بالتحرش الجنسي بالأطفال، إذ خرجت حينها وسائل إعلام أمريكية بتصريحات ترمي إلى أن زواج جاكسون كان جزءا من التمثيل للتستر على ما يخفيه من جانبه المظلم وظهوره بصورة أفضل في أعين الناس. وفي المرة الثانية تزوج من ممرضته لكنها لم تعش معه في Neverland نهائيا. وفي التجربتين لم يطل زواجه.
فقد كان مايكل جاكسون محاطا دائما بالأطفال دون أن يتساءل الناس عن الدافع وراء ذلك. وما زال الناس يتذكرون إطلالته على معجبيه عبر شرفة الفندق في برلين عام 2002 و«طفله» الرضيع «بيغي» يتدلى على صدره وسط ذهول واستغراب الناس. وكان زواجه الثاني من ممرضته التي أنجبت منه برينس وباريس عامي 1997 و1999 أما الطفل الثالث والذي ظهر في الصورة الشهيرة لإطلالة جاكسون عبر شرفة الفندق، فلا أحد يعرف من هي أمه وهل هو فعلا ابنه.