الأخبار
بعد إدانته في يونيو الماضي من طرف غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط بـ24 سنة سجنا بتهمة تكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز وطلب فدية، أصدرت الغرفة الجنحية التلبسية الاستئنافية بالمحكمة نفسها، قبل يومين، حكما ثانيا في حق المتهم الفرنسي من أصل جزائري سفيان الحنبلي، حيث أيدت حكم سبع سنوات سجنا الذي صدر في حقه بالمحكمة الابتدائية بسلا، قبل أسابيع قليلة.
وتتعلق التهمة التي أدين بها سفيان الحنبلي بالاتجار الدولي في المخدرات، وهي جزء من التهم الثقيلة المنسوبة إليه إلى جانب التهمة الأساسية التي شكلت موضوع مذكرات البحث الدولية والمحلية، وهي تكوين عصابة إجرامية متخصصة في الاختطاف والاحتجاز والتعذيب وطلب فدية.
وكانت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط صعقت البارون الفرنسي ذا الأصول الجزائرية سفيان الحنبلي، بإضافة أربع سنوات للعقوبة السجنية التي أدين بها ابتدائيا، لتصبح 24 سنة سجنا.
وكانت محاكمة البارون الحنبلي، التي تابعت «الأخبار» تفاصيلها الدقيقة منذ اعتقاله في أكتوبر من سنة 2021، شهدت تطورات مثيرة، حيث خضع لتحقيقات تفصيلية ماراثونية استمع خلالها قاضي التحقيق لبارونات ومتهمين آخرين، بينهم موظفون وأمنيون متابعون ومدانون في قضايا مخدرات بمحكمة جرائم الأموال بالرباط، بعدما كشفت التحريات بعض الارتباطات بين الملفين، ليحيله قاضي التحقيق على جلسة المحاكمة التي حسمت ابتدائيا بعشرين سنة سجنا في شتنبر من سنة 2023، ثم 24 سنة سجنا نافذا خلال المحاكمة الاستئنافية التي تمت أواخر يونيو من السنة نفسها.
وكانت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء أحالت المتهم، في نونبر من سنة 2021، على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، على خلفية تورطه في تكوين عصابة إجرامية من أجل التخطيط وتنفيذ جرائم وصفت بالخطيرة وطنيا ودوليا، جعلته المبحوث عنه رقم 1 لدى الأنتربول، وتحديدا من طرف السلطات الفرنسية والمغربية، وتوبع بتهم تكوين عصابة إجرامية متخصصة في الاختطاف والاحتجاز وطلب فدية والاتجار والتهريب الدولي للمخدرات.
وكانت السلطات الأمنية المغربية أعلنت، في 23 أكتوبر سنة 2021، عن ضبط مواطن فرنسي من أصول جزائرية، مزداد سنة 1975، وذلك للاشتباه في تورطه في قضايا التهريب الدولي للمخدرات في إطار شبكة إجرامية منظمة عابرة للحدود الوطنية، والتزوير واستعماله في سندات الهوية.
ووفق معطيات مؤكدة، وردت في بلاغ رسمي للمديرية العامة للأمن الوطني، فقد كانت مصالح الأمن بطنجة فتحت بحثا قضائيا على خلفية ولوج المشتبه فيه لإحدى المصحات الخاصة باستعمال وثائق هوية مزورة، تحمل الجنسية الألمانية، بعد إصابته بجروح جد خطيرة بواسطة السلاح الأبيض، عقب نزال قوي بينه وبارونات كبار بالمنطقة، حيث أسفرت الأبحاث المنجزة وعمليات التنقيط عن تشخيص هويته الحقيقية والكشف عن مذكرات البحث المسجلة في حقه على الصعيدين الوطني والدولي.
وكشفت التحريات، أيضا، أن المشتبه فيه يشكل موضوع مذكرات بحث وطنية صادرة عن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة تطوان، في قضايا التهريب الدولي للمخدرات، كما تبين أنه كان موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر عن السلطات القضائية الفرنسية في يونيو 2021، من أجل الاتجار الدولي في المخدرات وتبييض الأموال واقتراف اعتداءات جسدية خطيرة باستعمال أسلحة.