شوف تشوف

ملف الأسبوع

الوردي.. وزير الصحة السابق يستأصل الهشاشة بالعلم

عاش الحسين الوردي المنحدر من قبيلة ميضار في منطقة الريف، حياة اليتم بعد وفاة والده، إذ ظلت والدته تناضل من أجل تأمين كسرة الخبز لأبنائها، قبل أن تفكر في إلحاقه بخيرية الناظور حتى يتسنى له متابعة تعليمه، خاصة أنه كان من بين نجباء مدرسة الشريف أمزيان ومن المتألقين في ثانوية عبد الكريم الخطابي، كما عرف بتفوقه الدراسي ورغبته في بلوغ أعلى المراكز متحديا الفقر والخصاص. لا يتنكر الوردي لتاريخه ولا يجد إحراجا في الحديث عن العوز الذي طوقه، مؤكدا أنه عاش طفولة صعبة، وأن الخبز والزيت كانا طاقته الغذائية الأساسية، وكشف عن امتلاكه لمحفظة واحدة رافقته على امتداد مشواره الدراسي، قبل أن ينتقل إلى وجدة لاستكمال تعليمه.
في حوار مع صحيفة إلكترونية بالريف، قال الحسين الوردي، وزير الصحة السابق، إنه «عندما أراد الالتحاق بكلية الطب، لم يكن يملك مالا للسفر من بلدته ميضار إلى الرباط قصد التسجيل في الكلية، لأن والده توفي ولم يترك أي مال أو إرث، وإن والدته اضطرت إلى بيع زربية لتوفير مصاريف تنقله إلى الرباط. وأضاف الوردي أن والدته منحته 300 درهم، حصلت عليها من بيع الزربية، ليستقل الحافلة من الناظور نحو الرباط للتسجيل في كلية الطب، وفي أول ليلة قضاها في الرباط، في غرفة مع بعض الطلبة، اضطر إلى النوم على مقاعد».
وبدون أصباغ اعترف الوردي، خلال استضافته في برنامج «حديث رمضاني»، الذي بث على إذاعة ميد راديو، أن أخاه الأكبر هو من تكلف بإعالة الأسرة بعد وفاة والده، مشيرا إلى أنه عاش طفولة قاسية جدا. وأكد الوردي أن حلمه في الطفولة كان هو أن يصبح طبيبا ولذلك درس بدوره الطب، وفي مرحلة الدراسة كان يعيش من المنحة الجامعية التي قال إنه كان يدبرها كي يدخر مالا للعطلة الصيفية. كان الحسين يمارس نشاطين اثنين، المطالعة والسياسة، لذا انخرط في حزب التقدم والاشتراكية في أواخر السبعينات، وخلال هذه الفترة كان يعمل، بين الفينة والأخرى، بائعا للصحف وكان يجمع مالا يمنحه للمسؤول عن الخلية التابعة للحزب. وأوضح الحسين الوردي أن أول أجرة تقاضاها بعد أن عمل طبيبا داخليا في المركز الصحي الجامعي ابن رشد في الدار البيضاء، لم تتجاوز 1150 درهما. كما تحدث الوردي، خلال اللقاء الإذاعي، عن عشقه للرياضة وقال إنه في مرحلة الشباب كان يمارس رياضة كرة اليد وكرة القدم، وكان لاعبا في فريق دار الأطفال وفي هلال الناظور والمغرب الرباطي، وبعد ذلك التحق بالفتح الرباطي. وكشف الوردي أنه من مشجعي وعشاق فريق الوداد البيضاوي.
انتقل الرجل إلى ضفة الوجاهة، وبعد اعتزاله كرسي الاستوزار، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للوزير المعفى من مهامه، بعد أن التحق بعمله الأصلي كعضو بالفريق الأخصائي في التخدير والإنعاش بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى