أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي 2022-2026، وخصصت له ميزانية تقدر بـ580 مليون درهم (58 مليار سنتيم)، ويهدف إلى القضاء نهائيا على الداء في أفق سنة 2030.
وأوضح خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، في جواب عن سؤال كتابي بمجلس النواب، أن المغرب التزم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ووضع أول خطة استراتيجية وطنية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، ترتكز على تعزيز التدابير لمنع انتقال عدوى التهاب الكبد الفيروسي، من خلال الفحص باستخدام طرق مبتكرة جديدة، والتشخيص والعلاج من خلال الأدوية الأكثر أمانا وفعالية.
وتزامنا مع إطلاق الخطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التهابات الكبد الفيروسية 2022-2026، يضيف الوزير، أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أول حملة وطنية للكشف عن التهاب الكبد الفيروسي «سي» في 28 يوليوز 2022، ويقوم المخطط على رؤية «مغرب بدون التهاب الكبد الفيروسي»، حيث يمكن لأي شخص يعاني من هذا المرض الحصول على رعاية وعلاج آمن وفعال بأسعار في المتناول. ويهدف المخطط إلى القضاء على التهاب الكبد الفيروسي كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030، وخصصت الوزارة ميزانية إجمالية لتنفيذه تقدر بـ580 مليون درهم للفترة ما بين 2022 و2026.
وتروم الوزارة من خلال المخطط خفض معدل الإصابة الجديدة ونسبة الوفيات بنسبة 50%، بالإضافة إلى تحقيق أهداف استراتيجية تتمثل في تعزيز الوقاية من المرض، من خلال تعزيز وسائل الوقاية من العدوى بالمرض في المستشفيات، والتي ترتبط بسلوكيات محفوفة بالمخاطر كالوخزات في الجلد أو الأغشية المخاطية، والحد من انتقال الفيروس في إطار برنامج الحد من مخاطر الحقن لدى المتعاطين للمخدرات عبر الحقن، وتعزيز التطعيم ضد فيروس التهاب الكبد الفيروسي «ب».
ومن بين الأهداف الاستراتيجية، كذلك، تحسين الولوج إلى الكشف عن فيروس التهاب الكبد، من خلال وضع وتنفيذ استراتيجية وطنية للكشف عن فيروس التهاب الكبد بإجراء 1.800.000 اختبار كشف لفيروس التهاب الكبد «ب» و«س» سنويا بين المجموعات المستهدفة للكشف، وتحسين الوصول إلى الاختبارات البيولوجية لتشخيص فيروس التهاب الكبد والاختبارات بالأشعة لتشخيص تشمع الكبد، وتحسين جودة التكفل بالمرضى وولوجهم للعلاج بتحسين الممارسات الطبية في هذا المجال؛ وضمان الوصول إلى الأدوية المضادة لفيروس التهاب الكبد وعلاج 10.500 شخص مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن سنويا، باستخدام مضادات الفيروسات على مستوى جميع القطاعات.
ويهدف المخطط، أيضا، إلى تعزيز الشراكة في مجال التهاب الكبد الفيروسي ووضع آليات التنسيق والحكامة للاستجابة الوطنية، من خلال إنشاء آليات التنسيق والحكامة على المستوى الوطني والجهوي، وتعزيز الشراكة والتعاون مع كل القطاعات؛ مع توفير الوسائل المالية الموثوقة والمستدامة للاستجابة للحاجيات الوطنية.
وتشير الإحصائيات إلى وجود حوالي 50 ألف مريض فقط يعرفون إصابتهم بالفيروس، فيما يوجد أكثر من نصف مليون مغربي لا يعرفون أنهم مصابون بالفيروس القاتل، حيث يصل عدد الوفيات سنويا لما يقارب 5 آلاف شخص. ورغم خطورة الوضع، لم تقم وزارة الصحة، في عهد الحكومات السابقة، بأي حملة للكشف عن المرض، وأغلب المرضى الذين يعرفون أنهم مصابون بالفيروس يكتشفون ذلك بالصدفة، من خلال الكشف عن أمراض أخرى أو تظهر عليهم بعض الأعراض الجانبية، ولذلك وضعت منظمة الصحة العالمية محاربة داء فيروس التهاب الكبد من أولويات اهتمامها في أفق القضاء عليه سنة 2030.
محمد اليوبي