الأخبار
علم لدى مصادر جيدة الاطلاع، أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، حسمت، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الخميس، ملف العصابة الإجرامية التي تتكون من أربعة جانحين، هم أبطال الفيديو المرعب الذي انتشر على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي في أكتوبر من سنة 2023، حيث وثق لعملية سطو جد خطيرة على زبون بمدخل البنك الشعبي بالدار الحمراء بمنطقة العيايدة بسلا.
وأصدرت الهيئة أحكاما قضائية بلغت 50 سنة سجنا، 36 منها وزعت بالتساوي على ثلاثة متهمين، بينهم شقيقان، فيما أدين المتهم الرابع بالحبس النافذ لمدة 14 سنة، كما قضت المحكمة بدفع المتهمين مبلغا لتعويض الضحية الذي أصيب بعاهة مستديمة قدر بـ150 ألف درهم.
وكانت فرقة مكافحة العصابات التابعة للشرطة القضائية بالأمن الإقليمي بسلا قد أحالت، في أكتوبر من سنة 2023، أربعة أشخاص من ذوي السوابق القضائية، اثنان منهم شقيقان، على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، وذلك على خلفية اتهامهم بارتكاب الجريمة البشعة التي تابع تسجيلها الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نفذوا عملية سطو مسلحة استهدفت زبونا كان بصدد ولوج وكالة بنكية بحي الرحمة بسلا من أجل إيداع مبلغ مالي قدرته معطيات الملف بحوالي 24 مليون سنتيم.
الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط بصرامته المعهودة في مواجهة جرائم السرقة والاعتداءات المسلحة، لم يتردد في إحالة المتهمين على قاضي التحقيق ملتمسا منه المتابعة في حالة اعتقال ومتابعتهم بتهمة تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقات بالسلاح ومحاولة القتل العمد، قبل أن يقرر قاضي التحقيق إيداعهم السجن بتهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة بيد مسلحة، والضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض المؤدي إلى عاهة مستديمة.
الواقعة التي التقطت كاميرا الوكالة البنكية كل تفاصيلها وتداولها ملايين المغاربة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيق “الواتساب”، كانت قد حبست أنفاس كل الأجهزة الأمنية بسلا والرباط، بالنظر لبشاعة الاعتداء الذي تعرض له الضحية بالضرب المبرح بسيف من طرف أحد المتهمين من أجل التخلي عن الحقيبة التي كانت تحوي المبلغ المالي الكبير، دون أن يتمكن منها، إلا أنه ألحق بالضحية أضرارا جسدية خطيرة، نتج عنها بتر يده.
وحسب التسجيل المتداول الذي اعتمدته الأجهزة الأمنية من أجل توقيف الجناة، وهم أربعة أشخاص من ذوي السوابق، وتتراوح أعمارهم بين 24 و 26 سنة، يتبين أن العصابة كانت تترصد للضحية بشكل قبلي، حيث طاردته على متن دراجة نارية إلى حين ركن سيارته بجانب الوكالة البنكية، قبل الهجوم عليه في واضحة النهار من أجل السطو على الحقيبة والأموال، ورغم مقاومة الضحية وتدخل مواطنين وحارس الوكالة البنكية، إلا أن أحد الجناة تمادى في الاعتداء على الضحية باستعمال سيف، قبل أن يلتحق به سائق الدراجة ويلوذا بالفرار، لتتمكن السلطات الأمنية بعد أسبوعين تقريبا من توقيف الجناة، بينهم شقيقان عشرينيان.
وقد خلفت الأحكام القضائية، الصادرة أول أمس الخميس، ارتياحا كبيرا لدى متتبعي هذا الملف، بعد إدانتهم بعقوبات سجنية بلغت في مجموعها 50 سنة سجنا، وأداء تعويض مادي يناهز 150 ألف درهم، في انتظار المرحلة الاستئنافية من المحاكمة.
