شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةسياسية

5 دول كبرى تتسابق للفوز بالنفوذ في سوريا

البشير يسعى لإعادة الأمن والشرع يتوعد المتورطين في التعذيب

مباشرة بعد سقوط نظام الأسد، بدأت القوى الكبرى في التحرك للظفر بنصيبها في سوريا، وبسط نفوذها في الأراضي التي تم تحريرها، وتنصيب حكومة انتقالية. إذ بدأ الجيش الإسرائيلي سريعا في توجيه ضربات ضد ما وصفها بأهداف استراتيجية في سوريا، شملت مقاتلات وقطعا بحرية ومطارات، في خطوة واضحة لإضعاف أي نظام جديد يدير البلاد. في حين تتخذ الحكومة الانتقالية أولويات لضبط الأمور، واسترجاع الأمن الداخلي والخارجي في البلاد.

 

 

أعلنت الإدارة السياسية الجديدة بدمشق أن ضبط الأمن يأتي على رأس الأولويات، وأصدرت توجيهات للمسلحين باحترام المؤسسات العامة والأحياء السكنية في مختلف أرجاء البلاد. وأكد أحمد الشرع، أبو محمد الجولاني، قائد «هيئة تحرير الشام»، على ملاحقة كل من تورط في تعذيب وقتل المعتقلين في السجون السورية، وقال إن هؤلاء «لن ينالوا العفو».

 

 

سهيلة التاور

في بيان رسمي نشره التلفزيون السوري عبر قناته على «تليغرام»، أضاف الجولاني: «لن نعفو عن من تورط في تعذيب المعتقلين وتصفيتهم وكان سببا في ذلك، وسنلاحقهم في بلدنا».

وطالب الجولاني دول العالم «بتسليم» من فر إليها من هؤلاء «المجرمين لتحقيق العدالة بحقهم»، مؤكدا ملاحقتهم داخل سوريا أيضا.

وأعلنت «هيئة تحرير الشام»، في وقت سابق، أنها سوف تنشر «قائمة أولية بأسماء كبار المسؤولين في نظام الأسد، المتورطين في تعذيب الشعب السوري».

ورصدت الهيئة مكافآت مالية، لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب.

وعلى صعيد الوضع في العاصمة السورية دمشق، أعلنت «إدارة العمليات العسكرية»، التي تضم الهيئة والفصائل المسلحة، إلغاء حظر التجول في دمشق، وعودة الحياة إلى طبيعتها.

ودعت الإدارة العسكرية في بيان، السكان إلى العودة لأعمالهم، من أجل «المساهمة في بناء سوريا الجديدة».

ومن المتوقع أن يستأنف مطار دمشق المغلق منذ سقوط بشار الأسد، عمله «خلال أيام»، وفق ما أفاد مديره أنيس فلوح، وأكد فلوح قائلا: «إن شاء الله، سيتم افتتاح المطار بأقصى سرعة، لأننا نعمل بشكل مستمر».

وأضاف: «يمكن أن نبدأ بشكل سريع (بعملية) مرور الطائرات في الأجواء السورية، بعدما تم إغلاقها».

 

استئناف الحياة الطبيعية

رُصدت حركة عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى بلدهم، عبر معبر المصنع الحدودي.

ويشهد المعبر المذكور عودة كثيفة للمواطنين السوريين، عقب سقوط نظام بشار الأسد منذ الأحد الماضي.

كذلك بدأت عودة النازحين من المخيمات على الحدود مع تركيا إلى سوريا.

وقالت حكومة تصريف الأعمال السورية إن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى معظم المحافظات والمدن، مع عودة الخدمات الأساسية.

وتعهد محمد البشير، رئيس حكومة تصريف الأعمال في سوريا، بضمان حقوق جميع الطوائف في سوريا، وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد، وإعادة ملايين اللاجئين السوريين.

وأوضح أن حكومته ورثت من نظام الأسد تركة إدارية ضخمة فاسدة، «ونحن في وضع سيئ للغاية ماليا، لا يوجد لدينا سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئا ولا عملة أجنبية لدينا».

وأعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا إلغاء حظر التجوال بالعاصمة دمشق وريفها.

 

أولويات الحكومة الانتقالية

كشف محمد البشير، رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا، أولويات حكومته التي ستستمر حتى مارس المقبل، وملامح سياستها الخارجية المرتقبة، داعيا ملايين السوريين في الخارج إلى العودة لوطنهم، وذلك بعد تكهنات أحاطت بالمشهد الضبابي لمستقبل البلاد وطبيعة القيادة الجديدة.

وقال البشير في حوار نشرته صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، أول أمس الأربعاء، إن المرحلة الجديدة ستشهد «ضمان حقوق جميع الطوائف» في البلاد، محددا أولويات حكومته في «إعادة الاستقرار والأمن، وإعادة ملايين المواطنين إلى البلاد، وبسط سلطة الدولة، وتوفير الخدمات الأساسية للسوريين».

وأشار إلى أن حكومته ترث «إدارة ضخمة مبتلاة بالفساد، حيث كان الناس يعيشون حياة سيئة»، مستطردا: «لا نمتلك إلا ليرات سورية لا تساوي إلا القليل أو لا شيء.. لا نمتلك احتياطيا نقديا أجنبيا، وبالتالي فإننا في وضع مالي سيئ للغاية».

وكشفت وسائل إعلام محلية سورية، الاثنين الماضي، عن تكليف رئيس حكومة الإنقاذ في إدلب، محمد البشير، بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سوريا.

ودعا البشير أيضا «كل السوريين في الخارج إلى العودة إلى بلادهم»، قائلا: «سوريا الآن بلد حر اكتسب عزته وكرامته».

وحينما تطرقت الصحيفة إلى السياسة الخارجية، قال إنهم توجهوا إلى العراق والصين وجهات أخرى لتوضيح رؤيتهم وهدفهم المتمثل في «تحرير السوريين من بشار الأسد، ولذلك لا مشكلة لدينا مع أي شخص أو دولة أو حزب أو طائفة ممن ظلوا بعيدين عن نظام الأسد المتعطش للدماء».

ولا تقل أهمية المرحلة المقبلة التي ستشهدها سوريا عن اللحظة التي أعلن فيها سقوط نظام الأسد، وفي حين تتجه الأنظار إلى الشكل الذي ستكون عليه الحكومة الجديدة، والترتيبات التي ستضعها، من أجل المضي بإدارة البلاد، تثار تساؤلات عن ملامح المحطات التي ستحدد مصير البلاد، على صعيد الحكم والدستور والقيادة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لدى سؤاله عن إيران وروسيا والموقف من صنع سلام مع إسرائيل، لم يرد وأنهى الحوار.

 

قلق تركي

تسعى القوى الكبرى إلى تحقيق مكاسب داخل الحدود السورية في ظل تغير اللاعبين المهيمنين، بعد الانهيار المفاجئ لنظام الأسد، فقد أشارت «نيويورك تايمز» إلى وجود مصدرين رئيسيين للقلق في تركيا، هما قضية اللاجئين والأكراد الذين يعيش عدد كبير منهم في شمالي شرق سوريا، حيث تقول أنقرة إنهم مرتبطون بجماعات انفصالية كردية في تركيا.

وتستضيف تركيا نحو 4 ملايين لاجئ سوري فروا من «اضطهاد» حكومة الأسد، ويرغب رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، في إعادتهم إلى بلادهم.

ودعمت تركيا، التي كانت ذات يوم مقر الإمبراطورية العثمانية، التي شملت جزءا كبيرا من سوريا، مجموعة من الفصائل المسلحة التي تسيطر على مناطق على طول الحدود السورية- التركية. واستفادت إحدى هذه الفصائل، وهي «هيئة تحرير الشام»، التي قادت الهجوم الذي أطاح بالأسد، من الوجود العسكري التركي في المنطقة.

وذكرت الصحيفة أن أنقرة تربطها علاقات وثيقة مع «الجيش الوطني السوري» (الجيش السوري الحُر)، الذي عمل كقوة بالوكالة لصالح تركيا. وصرح قادة المجموعة في الماضي، بأنهم «تلقوا تمويلا وأسلحة» مقابل إبعاد الأكراد السوريين، الذين تعتبر أنقرة أنهم يشكلون «تهديدا أمنيا»، بعيدا عن الحدود.

ومع سيطرة «هيئة تحرير الشام» على دمشق في الأيام الأخيرة، اندلع قتال بين «الجيش الوطني السوري»، والأكراد في شمال شرق سوريا، خاصة حول منبج، وهي مدينة يسيطر عليها الأكراد بالقرب من الحدود مع تركيا.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت تركيا وافقت على «الهجوم الحاسم» الذي شنته المجموعة، بحسب «نيويورك تايمز».

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن «نظام دمشق لم يدرك قيمة اليد التي مدتها أنقرة إليه، ولم يفهم مغزاها»، معتبرا أن هناك واقعا سياسيا ودبلوماسيا جديدا في سوريا.

وتبدو تركيا الآن القوة الأجنبية الأكثر نفوذا على الفصائل المسلحة المسيطرة، ما يتيح لها تحقيق أهدافها، مثل شن مزيد من الهجمات ضد الأكراد السوريين، وإعادة اللاجئين إلى سوريا، وفق «نيويورك تايمز».

 

تحرك إسرائيلي سريع

في غضون ساعات من سقوط نظام الأسد، حركت إسرائيل قواتها إلى الجولان، وهي أراض سورية ضمتها، رغم عدم اعتراف الأمم المتحدة والعديد من الدول بذلك.

وتجاوزت إسرائيل المنطقة منزوعة السلاح لأول مرة منذ حرب أكتوبر عام 1973. كما استهدفت مخازن قالت إنها تحتوي على أسلحة كيميائية ومواقع دفاع جوي وصواريخ داخل سوريا.

وخاضت إسرائيل 3 حروب مع سوريا، وشهدت مواجهات مسلحة كثيرة معها، وتسيطر على معظم مرتفعات الجولان.

وفي أثناء الحرب الأهلية، شنت إسرائيل بانتظام ضربات جوية ضد مخازن أسلحة ومواقع تابعة لإيران و«حزب الله» في سوريا.

وفي أبريل الماضي، قصفت طائرات حربية يشتبه في أنها إسرائيلية السفارة الإيرانية بدمشق، ما أدى إلى مصرع مسؤولين إيرانيين كبار.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن قواته استولت على أراض على الجانب السوري من الحدود في هضبة الجولان، الأحد الماضي، بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وذكرت «نيويورك تايمز» أن إسرائيل تروج لعملياتها العسكرية ضد حركة «حماس» في قطاع غزة، وجماعة «حزب الله» في لبنان، باعتبارها «عاملا أساسيا» في الإطاحة بنظام الأسد. ولكن من غير الواضح ما إذا كان تشكيل حكومة جديدة في دمشق يهيمن عليها متشددون، سيجعل إسرائيل «أكثر أمانا».

 

إيران تفقد النفوذ

مع فرار الأسد من سوريا، رجحت «نيويورك تايمز» أن إيران ستفقد جزءا كبيرا من نفوذها العسكري في لبنان وسوريا، وأن آمالها في تشكيل «محور مقاومة» يمتد إلى البحر الأبيض المتوسط تلاشت، على الأقل في الوقت الحاضر.

وتعود علاقة إيران بسوريا إلى نحو 50 عاما، عندما دعم الرئيس السوري آنذاك، حافظ الأسد، إيران خلال حربها مع العراق.

ومع بناء إيران شبكة من الجماعات ذات التفكير المماثل في مختلف أنحاء الشرق الأوسط كقوة موازنة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، كانت سوريا الدولة الوحيدة التي أصبحت جزءا مما أطلقت عليه إيران «محور المقاومة».

وقال حسين سلامي، القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، الثلاثاء المنصرم، إن الجمهورية الإيرانية لم تضعف، بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

وشكلت سوريا ممرا بريا رئيسيا لإيران لنقل الأسلحة إلى «حزب الله» في لبنان. وفي المقابل، أرسلت إيران مستشارين عسكريين لدعم نظام الأسد أثناء الحرب، بالإضافة إلى مقاتلين من «حزب الله»، ولواءين تابعين لـ«فيلق القدس» الذي يشرف على أنشطة «الحرس الثوري» في الخارج، مكونين من لاجئين باكستانيين وأفغان فروا إلى إيران.

 

إشارات روسية

رجحت «نيويورك تايمز» أيضا أن روسيا ربما تفقد جزءا كبيرا من نفوذها في سوريا، مع انهيار نظام الأسد. ومع ذلك، يرى محللون أنها ستحاول على الأرجح الحفاظ على قاعدتها في طرطوس، التي تمثل الميناء الوحيد لأسطولها في البحر الأسود على البحر الأبيض المتوسط.

وخلال الحرب السورية، أولت روسيا اهتماما كبيرا بالحفاظ على حليفها في السلطة. كما اعتبرت الرئيس السوري حاجزا أمام «الفكر المتطرف»، المتمثل في تنظيمي «القاعدة» و«داعش».

وباعت روسيا الأسلحة إلى حكومة الأسد، ونشرت مقاتلين من مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة الروسية، ووسعت قاعدتها البحرية في مدينة طرطوس بسوريا، كما افتتحت قاعدة جوية بالقرب من دمشق.

وتعود العلاقات الروسية- السورية إلى الحقبة السوفياتية. ومع نهاية الحرب الباردة، وبروز الوجود الأمريكي في الدول العربية، اعتبرت روسيا حكومة الأسد حليفا استراتيجيا في الشرق الأوسط، يمكنه أن يشكل توازنا أمام النفوذ الأمريكي.

وتثير إطاحة فصائل المعارضة المسلحة السورية بنظام بشار الأسد، تساؤلات عديدة بشأن مصير الوجود العسكري الروسي.

وتسعى روسيا الآن إلى إرسال ما وصفته الصحيفة بأنها «إشارات تصالحية» تجاه فصائل المعارضة المسلحة، التي تسيطر على البلاد حاليا، مؤكدة أنه من المبكر اتخاذ أي قرارات بشأن مصير قواعدها العسكرية في سوريا.

 

الولايات المتحدة.. وجود مستمر

وفقا لـ«نيويورك تايمز»، لم تكن العلاقات الأمريكية-السورية ودية أبدا، إذ قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا في عام 1967 إبان الحرب العربية- الإسرائيلية، وأدرجت سوريا على قائمة «الدول الراعية للإرهاب» في عام 1979.

ويكمن الاهتمام الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا حاليا في القضاء على «داعش»، الذي لا يزال يحتفظ بوجوده في أجزاء من شمال شرق، ووسط البلاد.

وفي عام 2019، خلال الولاية الأولى للرئيس المنتخب دونالد ترامب، سحبت الولايات المتحدة معظم قواتها من سوريا، لكن نحو 1000 جندي من القوات الخاصة الأمريكية ما زالوا متمركزين في البلاد، حيث يعملون بشكل وثيق مع القوات الكردية السورية التي دربتها الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة الأمريكية غير متأكدة من مكان الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وقال الرئيس جو بايدن إن الجيش الأمريكي يشن غارات جوية في سوريا، لمنع «داعش» من إعادة تشكيل نفسه في الفراغ الأمني، الذي خلفه الإطاحة ببشار الأسد.

وأكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة ستدعم المنطقة، «في حال ظهور أي تهديد من سوريا خلال هذه الفترة الانتقالية».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى