طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر متطابقة أن غياب خطة من لدن جماعة طنجة، متعلقة بصيانة دورية للإنارة العمومية بمختلف أحياء المدينة، سيكلف الجماعة من جديد مبلغ 49 مليون درهم ضمن مشروع ميزانية السنة المقبلة.
وأعلنت الجماعة عن برمجة هذا الرقم المالي، بارتفاع بمليوني درهم عن السنة الفارطة، ونبهت مصادر متتبعة إلى أن هذا يظهر غياب خطة واضحة ودورية لصيانة الإنارة العمومية في مدينة طنجة مما يعكس قصورا في التدبير الاستراتيجي لجماعة طنجة، ما يؤدي إلى تكاليف إضافية تثقل كاهل الميزانية العامة، المثقلة أصلا بعدد من الملفات ذات صلة، ما يشير إلى تصاعد النفقات بشكل مستمر نتيجة غياب إجراءات وقائية وخطة مستدامة للصيانة.
هذا الوضع، حسب المصادر، يثير القلق داخل الأوساط السياسية بالجماعة حول كيفية إدارة الموارد، وضرورة اعتماد رؤية متكاملة تركز على الصيانة الدورية كإجراء يقلل من التكاليف على المدى البعيد، ويعزز من كفاءة الخدمات العامة المقدمة بقطاع الإنارة العمومية على وجه الخصوص، سيما أن هذا يتزامن مع تسجيل اختفاء إنارة أرضية بعدد من الأماكن بالمدينة العتيقة لطنجة، والمطلة على شاطئ مرقالة رغم أنها كلفت الملايين من السنتيمات من ميزانية المجلس.
وقالت بعض المصادر إن هذا الوضع يعكس عجزا واضحا في إجراءات الصيانة والحماية، وسبق أن أطلقت الجماعة ما أسمته برنامج صيانة الأعمدة الكهربائية الخاصة بالإنارة العمومية، التي تعرضت لتخريب متعمد، إذ ستستبدل الأغطية المعدنية بأخرى من مادة بلاستيكية متينة، وذلك على شاكلة الإنارة السالف ذكرها. ورغم أن الجماعة قالت إن هذا سيؤدي حتما لوقف نزيف تهريبها وتخريبها، وجعلها مكشوفة معرضة حياة المارة، خاصة منهم الأطفال، للخطر، إلا أن غياب الرقابة والصيانة الاعتيادية من شأنه إهدار ميزانيات سنوية في هذا الشأن.
للإشارة، فقد كانت الجماعة أعلنت أنها وضعت منافذ صغيرة يصل تعدادها إلى 1500 منفذ أسفل كل عمود موجود بالشوارع الرئيسية التي تعرف حركية كبيرة للمواطنين، ولاحقا سيتم تعميم التجربة بجميع المحاور الرئيسية، بما في ذلك المناطق الخضراء والملاعب الرياضية والمجمعات السكنية.
وتسائل هذه المنظومة، كذلك، الجماعة من حيث سلامة المواطنين ومستعملي الرصيف ضد الصواعق الكهربائية المحتمل أن تنتج عن الأعمدة الكهربائية العمومية، فضلا عن الأطفال الذين يضعون أيديهم داخل هذه الأعمدة، وسبق أن غصت مواقع التواصل الاجتماعي بصور لهذه الأعمدة ويطلب المواطنون تدخل هذه المصالح لتفادي حصول حوادث مميتة.