محمد سليماني
أنهت شركة جديدة متخصصة في تدبير النفايات المنزلية، الأزمة الخانقة التي عاشتها أحياء مدينة العيون منذ أسابيع بعد توقف الشركة السابقة التي كانت تدبر القطاع، بعد انتهاء مدة العقد. وحازت الشركة الجديدة على صفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة بجميع أحياء مدينة العيون بقيمة تبلغ 3 ملايير و 400 مليون سنتم سنويا، وتمتد هذه الصفقة الجديدة على سبع سنوات.
فوز هذه الشركة بهذه الصفقة المربحة بمدينة العيون لم يكن طريقه مفروشا بالورود، وفوز الشركة ذاتها التي تدبر النظافة بعدد من المدن المغربية والموانئ والمطارات، بتدبير قطاع النظافة بجماعة العيون لم يكن بدوره سالكا لمجلس الجماعة الذي تنفس الصعداء الأسبوع الماضي بعد بدء العمل، بل مر بمفاوضات طويلة وعسيرة، حيث إن كل طرف كان متمسكا بعدد من الشروط التي تخدمه، إلى أن تم في النهاية التوافق حول عدد من النقط.
وبحسب المعطيات، فإن أهم ما كان يطرحه والي جهة العيون- الساقية الحمراء ورئيس المجلس الجماعي، يتعلق بضرورة مضاعفة عدد الآليات المستخدمة في عمليات التنظيف والكنس وجمع النفايات المنزلية، وتنويع هذه الآليات، إضافة إلى رفع عدد العمال المستخدمين إلى حوالي 400 عامل، بعدما كان العدد في العقدة الماضية التي انتهت صلاحيتها في شهر شتنبر الماضي لا يتجاوز 103 عمال فقط، كما اشترط المسؤولان معا على الشركة ضرورة إحضار جميع الآليات المتفق عليها إلى العيون قبل يوم انطلاق العمل، وليس إحضارها بعد انطلاقه، وفي المقابل تمسكت الشركة بضرورة رفع الاعتماد المالي المخصص للقطاع للتغلب على المصاريف.
وفي النهاية تم التوافق على عدد من النقط الخلافية، حيث استجابت الشركة لكثير من الشروط، وأحضرت آليات كثيرة وأسطولا ضخما يتكون من 1435 حاوية متعددة الأشكال والأحجام، و7 حاويات حديدية، وشاحنتين لغسل الحاويات، و18 شاحنة ضاغطة كهربائية، و6 شاحنات للجمع، وشاحنات للأشغال العمومية، ودراجات كهربائية ثلاثية العجلات وأخرى ثنائية العجلات وثالثة هوائية، وجرافات وشاحنات صهريجية، وشاحنات للكنس وأخرى للغسل الآلي وسيارات من نوع (pick up).
إلى ذلك، باشرت الشركة الجديدة عملها بالمدينة التي عرفت توسعا عمرانيا كبيرا قبل أيام، بعد أسابيع عرف فيها قطاع النظافة بالمدينة نوعا من التذبذب والاختلال، وذلك بعدما رفعت الشركة السابقة يديها عن القطاع بعد انتهاء مدة العقد، لتجد الجماعة الترابية نفسها بين مطرقة تنظيف المدينة وجمع نفايات الساكنة وسندان عدم توفرها على كل وسائل العمل الضرورية، مما أغرق أحياء كثيرة في أكوام كثيرة من الأزبال والروائح الكريهة. وجراء ذلك تحولت عدة أحياء إلى نقط سوداء وسط المدينة وأصبحت ضواحي المدينة وأحياؤها مطارح عشوائية، تتراكم فيها الأزبال بشكل يومي، الأمر الذي أصبح يؤرق بال الساكنة جراء الروائح التي تنبعث منها. وحاول العمال والمستخدمون التابعون للجماعة الترابية جمع هذه الأزبال ونقلها عبر آليات الجماعة، إلا أن ذلك يفوق بشكل كبير قدرات الجماعة.