تتواصل الأبحاث وتمشيط أماكن متعددة بسواحل شمال أكادير بحثا عن ثلاثة بحارة أصبحوا في عداد المفقودين منذ أيام بعدما انقلب المركب الذي يقلهم خلال رحلة صيد لم تكتمل.
واستنادا إلى المعطيات، فإن البحارة الثلاثة خرجوا في رحلة صيد، غير أنهم لم يعودوا إلى نقطة الانطلاق، قبل أن يتم العثور على بقايا المركب الذي كان يقلهم، ليتأكد أنه تعرض لحادث في عرض البحر، فيما لم يتم العثور على البحارة الذين كانوا على متنه. وما زاد من فرضية احتمال تعرضهم لمكروه، هو سوء الأحوال الجوية بالمنطقة طيلة الأيام الأخيرة، إضافة إلى صعوبة المنطقة البحرية “كاب غير” التي عثر فيها على بقايا المركب الذي لفظته أمواج البحر، حيث يعرف هذا المكان حركية لتيارات بحرية قوية، كانت سببا في حوادث مميتة من قبل.
ويعيد تكرار حوادث غرق بحارة الصيد التقليدي والساحلي، إلى الواجهة قضية الإنقاذ البحري من جهة، ومن جهة أخرى انضباط رجال البحر للقوانين الجاري بها العمل، والتقيد بالنشرات التحذيرية الخاصة بسوء الأحوال الجوية، ومدى تطبيق القانون على مستوى الموانئ ونقط الصيد، لمنع الإبحار في حالة سوء الأحوال الجوية بالبحر، خصوصا وأن حادثا مماثلا سجل خلال شهر أبريل الماضي بنفس المنطقة، وذلك عندما غرقت سفينة للصيد الساحلي بالساحل الشمالي للدائرة البحرية لمدينة أكادير، وراح ضحية هذا الحادث عشرة بحارة كانوا يعملون على متنها، إذ إن الاتصال انقطع مع المركب فجأة، ليتم بعده استنفار مركب الإنقاذ “الفتح”، الذي اتجه مباشرة إلى آخر نقطة كان قد سُجل بها وجود المركب الغارق حسب الإحداثيات المسجلة، إلا أنه بعد حملة تمشيطية واسعة بعين المكان والأمكنة المجاورة، لم يتم العثور على أي دليل قد يقود إلى معرفة مصير المركب والبحارة الذين على متنه.
وبعد ذلك عُثر على شباك علقت بشباك مركب آخر للصيد بالجر على بعد مسافة قليلة من آخر مكان ظهرت فيه إشارة المركب المفقود، الأمر الذي رجح فرضية غرق المركب بمن فيه من المعدات والبحارة. وقد دخلت على خط عمليات البحث عن المركب، مروحية استطلاعية، وعناصر البحرية الملكية، من أجل تمشيط الأمكنة المفترض أن يصل إليها المركب، خصوصا في المنطقة التي سجلت منها آخر إشارة، والتي تتميز بوعورتها، وقوة أمواجها العاتية، التي تعيق حتى المراكب الضخمة.
أكادير: محمد سليماني