طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأنه تم، أخيرا، الإفراج عن العدد الحقيقي للمصابين بداء السل بطنجة، حيث تبين أنها أرقام مخيفة، حيث تجاوزت، خلال هذه السنة وحدها، حدود 2000 مصاب، وهو رقم قياسي لم يسجل من قبل في السنوات الماضية، مما يطرح أكثر من تساؤل حول مدى نجاعة البرنامج الوزاري الخاص بمحاربة داء السل الذي يراهن على القضاء على الوباء في أفق 2030، خاصة وأن كل المؤشرات تدل على فشل ذلك الرهان في غياب التشخيص الحقيقي للأسباب التي تؤدي إلى انتشار المرض وتزايد نسبة الضحايا، وفق المصادر ذاتها.
وكشفت المصادر نفسها أن مركز بوعراقية بعاصمة البوغاز، الذي انطلق العمل به في عهد الحماية، بات يتيما ولم يعد يواكب التطور السكاني والعمراني الذي عرفته المدينة، حيث لم يعد يفي بالمطلوب من حيث طبيعة العمل ونوعية الخدمات المقدمة للمرضى، وكذلك البنية العمرانية وحجم الطاقة الاستيعابية. وفضلا عن الاختلالات البنيوية الناتجة عن تقادم بنايته، وغياب الصيانة والإصلاح، فإن المركز يفتقر إلى التهوية والنظافة بسبب عدم توفر المنظفين، بل حتى المنظفة الوحيدة التي كانت تعمل مدة أربع ساعات في اليوم بأجر قدره 800 درهم في الشهر، اضطرت للمغادرة بسبب تأخر شركة المناولة في أداء أجور العمال لأزيد من ثلاثة أشهر.
وأضافت المصادر أنه بسبب هذا العامل، يظل المركز يعاني من انتشار الغبار والروائح الكريهة المنبعثة من الطابق تحت أرضي الذي تحول إلى فضاء مهجور متخم بالنفايات والتعفنات وكل أنواع الحشرات الضارة، رغم علم المسؤولين بذلك، هذا إضافة إلى المشكل الذي له علاقة بالتسيير الإداري وتقديم الخدمات الطبية، حيث يشكو المركز من الضغط الشديد نتيجة النقص المهول في الموارد البشرية، وخصوصا التمريضية منها، وذلك نتيجة الموقف السلبي للجهات المسؤولة التي لا تهتم بالموضوع بتاتا، علما أنها وعدت أكثر من مرة بالتدخل من أجل إنقاذ الموقف.
وسبق للإدارة الجهوية أن التزمت عدة مرات بالتدخل العاجل لمعالجة المشكل الخاص بالطابق تحت أرضي، وحينما صدر الأمر بتدخل أفراد من العمال بواسطة شاحنة، اكتفى هؤلاء بجمع المواد الحديدية والمعدنية نظرا لقيمتها المادية، وتخلوا عن النفايات التي ما زالت تملأ المكان إلى الآن، تقول المصادر نفسها.