مراكش: عزيز باطراح
15 دقيقة من الأمطار الرعدية كانت كافية لتحول شوارع مدينة مراكش، بعد عصر أول أمس (الاثنين)، إلى وديان جارية، تسببت في توقف محركات عشرات السيارات وسط الشوارع، ما أدى إلى شل حركة السير في مجموعة من الطرق الرئيسية داخل المدار الحضري للمدينة الحمراء.
وكانت الساعة تشير إلى حوالي الرابعة و20 دقيقة عصرا، عندما فاجأت العاصفة سكان أحياء «الداوديات»، «الرويضات»، «سيدي عباد»، «السعادة» و«الفضل» وغيرها من الأحياء بمقاطعة جليز، إذ شهدت هطول أمطار رعدية حالت دون مواصلة سائقي السيارات لسيرهم، بسبب قوة التساقطات وضبابية الرؤية، قبل أن تتحول الشوارع إلى وديان شلت محركات هذه السيارات ومعها حركة السير بأغلب شوارع الأحياء المذكورة.
هذا، وبعد حوالي 15 دقيقة، انتقلت العاصفة المطرية إلى أحياء سيدي يوسف بن علي والمدينة العتيقة، والتي تحولت أزقتها الضيقة إلى وديان جارفة جعلت بعض المواطنين يقرؤون «اللطيف» ويغادرون بيوتهم الطينية خوفا من تهدمها فوق رؤوسهم، وهي البيوت والمنازل الآيلة للسقوط.
إلى ذلك، تحولت أغلب ساحات مقاطعة المنارة التي كانت آخر موقع بلغته العواصف الرعدية، إلى أنهار من المياه التي شلت حركة السير بمدخل المدينة من جهة الصويرة، كما أن شوارع أحياء المحاميد تحولت إلى وديان جارفة، فيما أغلقت السيول معظم أحياء سوكوما. وما زاد من تفاقم الوضع، هو أن أغلب البالوعات لم تتمكن من استيعاب كمية الأمطار المتهاطلة على المدينة خلال مدة وجيزة لم تتعد 15 دقيقة، كما أن العديد من «البالوعات» وقنوات الصرف الصحي كانت مختنقة بالأوحال والأزبال، ما حال دون صرف مياه الأمطار الغزيرة. وبالرغم من تجنيد عشرات العاملين بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء من أجل شفط مياه الأمطار وصرفها عبر قنوات الصرف الصحي، فإن محاولاتهم باءت بالفشل، ما جعل أغلب مستعملي الطريق يتوقفون لأزيد من ساعة إلى حين انخفاض مستوى المياه التي غطت معظم شوارع المدينة. فضلا عن ذلك، اضطر العديد من تلاميذ مؤسسات تربوية عمومية وخاصة إلى مغادرة أقسامهم بعدما تسربت إليها السيول، وهو الوضع نفسه الذي شهدته مؤسسات إدارية عمومية وخاصة.
وصفق العديد من المواطنين للمبادرة التي قادها شرطي مرور، حيث لم تمنعه الأمطار الغزيرة المتساقطة من مواصلة عمله ومساعدة سائقي السيارات على المرور، وهي المبادرة التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي ليلة الاثنين- الثلاثاء.
وعاينت «الأخبار» عددا من السيارات التي توقفت محركاتها وسط الشوارع، واستعان أصحابها بمواطنين لدفعها بعيدا عن وسط الطريق. كما شوهدت سيارة قائد حي «مبروكة» عالقة وسط أحد الشوارع جراء ارتفاع منسوب المياه الذي تسببت في توقف محرك السيارة، ما جعل مواطنين يتجندون لدفعها بعيدا عن وسط الطريق.
العواصف الرعدية التي ضربت المدينة الحمراء، ابتداء من عصر أول أمس (الاثنين)، ضربت أيضا خلال يومي الاثنين والثلاثاء مناطق من إقليم الحوز بضواحي مراكش، كما ضربت منطقة «مزوضة» بضواحي المدينة مساء الاثنين، مخلفة خسائر مادية في منتجات فلاحية خاصة الفواكه. وتسببت هذه الأمطار الرعدية في قطع الطريق الجهوية رقم 212 الرابطة بين إمنتانوت ومزوضة.