مكنت عمليات التفتيش التي تنجزها السلطات العمومية والأجهزة الأمنية بنقط المراقبة ووسط الأحياء بمختلف المدن المغربية، تنزيلا لحالة الطوارئ، من توقيف العديد من الأشخاص المبحوث عنهم.
وحسب مصادر جيدة الاطلاع فقد قادت صدف متعددة رافقت عمليات التفتيش المواكبة لعملية الحجر الصحي، عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي إلى إحباط محل خاص بتهريب كميات ضخمة من المخدرات والأقراص المهلوسة والخمور والكمامات المزورة، فضلا عن اعتقال أشخاص دوخوا الأجهزة الأمنية لمدة طويلة بسبب مذكرات بحث وطنية تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية وكذا قضايا إرهابية.
وسجلت خلال نهاية الأسبوع الماضي، عمليتان أمنيتان بكل من سلا والعيون أسفرت عن توقيف بارون مخدرات مبحوث عنه منذ سنوات، ومتهم خطير في قضية متعلقة بالإرهاب ظل في حالة فرار قبل اعتقاله في عز الطوارئ.
فبعد اعتقال إرهابي داعشي خطير بأبي الجعد بحر الأسبوع الماضي، عقب خرقه للطوارئ و مواجهته المسلحة للسلطات باستعمال سيف كبير للاعتداء على رجل أمن بهدف تصفيته بالشارع العام، انتهت بإطلاق النار عليه واعتقاله، قادت عملية تفتيش بإحدى نقط المراقبة مساء الجمعة الماضي، قائد حي شماعو والسلطات المحلية والمصالح الأمنية بحي سعيد حجي بمدينة سلا، إلى الإطاحة بمطلوب في قضية تتعلق بقانون مكافحة الإرهاب مزداد سنة 1988، حيث تمكنت دورية مشتركة للأمن والسلطات التي كانت تسهر على تأمين إجراءات الطوارئ الصحية من توقيف سائق دراجة ثلاثية العجلات “تريبورتور”، يشتغل بائعا متجولا بتهمة خرق الطوارئ، قبل أن تكشف عملية تنقيطه أنه مبحوث عنه في قضية إرهابية، مما استدعى إشعار جميع الأجهزة والسلطات ذات الاختصاص من أجل إخضاعه لتدابير البحث الخاصة بقضايا الإرهاب من طرف الأجهزة الأمنية المعنية، حيث تم وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية لصالح البحث تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وفي واقعة مماثلة، أطاحت مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بمبحوث عنه على الصعيد الوطني متابع بمذكرات بحث منذ سنوات تتعلق بالاتجار الدولي للمخدرات وحيازة سلاح ناري واستعماله.
ونقلا عن مصادر رسمية، فقد تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة العيون بناءً على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، زوال الجمعة الماضي، من توقيف شخص مبحوث عنه بموجب ثماني مذكرات بحث على الصعيد الوطني في قضايا تتعلق بتكوين عصابة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية وحيازة السلاح الناري، حيث كان مبحوثا عنه من طرف أجهزة الأمن والدرك الملكي بالعيون وكلميم والداخلية وطانطان والعديد من المدن المغربية.
وأوضحت مصادر أمنية، أنه جرى توقيف المشتبه فيه بمدينة السمارة، حيث أوضحت عملية تنقيطه بقاعدة بيانات الأشخاص المطلوبين قضائيا أنه يشكل موضوع بحث على الصعيد الوطني من أجل الاتجار الدولي في المخدرات وتكوين عصابة إجرامية لأجل ارتكاب جنايات وجنح، علاوة على حيازة سلاح ناري وإطلاق أعيرة نارية وإضرام النار عمدا بناقلة، وذلك بموجب ثماني مذكرات بحث صادرة ما بين سنتي 2014 و2020.
وأضافت المصادر أن إجراءات التفتيش المنجزة في هذه القضية، أسفرت عن حجز هواتف محمولة ومبالغ مالية بالعملة الوطنية يشتبه في كونها من عائدات هذه الأنشطة الإجرامية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن هذه العملية الأمنية أسفرت عن توقيف ثلاثة أشخاص آخرين، من بينهم سيدة، حيث تم إخضاعهم لبحث تمهيدي للاشتباه في تورطهم في نشاط هذه الشبكة الإجرامية، فيما تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه الرئيسي تحت الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية.
وأكدت المديرية العامة للأمن الوطني أن هذه العملية الأمنية تندرج في إطار الجهود المكثفة والمتواصلة التي تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لملاحقة الأشخاص المبحوث عنهم على الصعيد الوطني في قضايا الاتجار الدولي في المخدرات.