شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

يا لطف الله الخافي

حسن البصري

 

لم يكتب لأبناء سوس متابعة مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الليبيري التي كانت مقررة يوم السبت الماضي بملعب أدرار بأكادير، فقد حال الزلزال دون إجراء هذه المباراة، وفي اليوم الموالي للهزة الأرضية التي ضربت بلادنا، هرع لاعبو وأطقم المنتخب المغربي إلى المركز الجهوي لتحاقن الدم بأكادير للتبرع بقطرات دمائهم مساهمة منهم في إنقاذ أرواح المتضررين من الزلزال. وعلى نفس منوال التضامن الوطني قررت أندية مغربية التوجه إلى مراكز تحاقن الدم للمساهمة في هذا الجهد الإنساني.

من جهته ألغى البطل المغربي في رياضة الكيك بوكسينغ بدر هاري، النزال الذي كان سيجمعه مساء السبت  الماضي بالإنجليزي جيمس ماكسويني تضامنا مع ضحايا زلزال الحوز. وألغيت دورات تكوينية ومباريات ودية في مراكش. بسبب نكبة الزلزال فقدت فرق رياضية في الحوز بعض عناصرها، كما فقدت ملاعبها المتربة الهشة، وأصبحت مهددة بموسم أبيض، بعد أن مات أنصارها تحت الأنقاض.

من المفارقات الغريبة أن يلغي زلزال الحوز مباراة دولية في ملعب بأكادير، هذه المدينة التي ارتبطت في تاريخ الكوارث الطبيعية بزلزالها المدمر الذي ضربها ليلة 29 فبراير 1960، وكأن الرعب الساكن في وجدان أبناء المدينة سيتجدد. لكن أم المفارقات أن ترفض «الكاف» تأجيل مباراة الكونغو وغامبيا، على الملعب الكبير في مراكش، رغم الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.

اعتقد مسؤولو منتخبي الكونغو وغامبيا، أن مباراتهما ستتأجل بدورها على غرار مواجهة منتخب «أسود الأطلس» ضد ليبيريا، لكن ملتمس التأجيل قوبل بالرفض، وطلب من الفريقين حث لاعبيهم على مصادرة فرحهم حين يسجلون أهدافا في مباراة تحت رائحة الزلزال.

في زلزال الحوز وهزة أكادير مات آلاف الضحايا منهم من أنعم عليهم بقبور وشواهد وأدعية، ومنهم من دفنوا في حفرة جماعية، ومنهم الراقدون تحت التراب الذين استعصى انتشالهم من تحت الأنقاض، لكن نادرا ما تنبش الذاكرة الرياضية في ضحاياها تلك المآسي، وكأن الرياضة غير معنية بالحدث، أو تعتبر الزلزال مجرد خصم شرس كبدها خسارة في عقر الدار ثم انصرف يبحث عن ضحايا جدد في مدينة وقرية أخرى.

قبل يوم الزلزال المرعب لأكادير، خاض فريق حسنية أكادير مباراة ضد الفتح الرباطي على أرضية ملعب سوس، انتهت بفوز الحسنية بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وفي رحلة عودة الفريق الرباطي إلى العاصمة رافقه أحد لاعبي الحسنية على متن الحافلة فكان من الناجين.

قضى عدد من لاعبي الحسنية نحبهم فضلا عن مسيرين كانوا يبحثون، في اجتماع بأحد مقاهي تالبورجت، عن حلول لرحلة طويلة إلى وجدة لملاقاة المولودية، لكن المباراة لازالت مؤجلة إلى يومنا هذا، فقد أصبح الفريق في عداد المنكوبين.

بقرار من ولي العهد الأمير مولاي الحسن، منح للحسنية لقب البطولة الفخري، وأعفي الفريق من إجراء باقي المباريات دون أن ينزل إلى القسم الثاني، كما تقرر إطلاق اسم رئيسه الحسين بيجوان، الذي مات وهو يمسك قلما وورقة، على ملعب سوس.

كان المرحوم الحسين بيجوان يعقد اجتماعا بمقهى «الأندلسية» في تالبورجت، وحين هوت فوق رؤوس زبنائها مات جزء من رصيد الحسنية. بعد أن نسي الناس الزلزال سيعدم ملعب سوس، بينما ظل مطلب نقش أسماء شهداء الحسنية في مدخل ملعب الانبعاث معلقا، وحين اقترح أحد نشطاء الذاكرة إطلاق اسم «ملعب 29 فبراير» على المركب الرياضي بأكادير اتهم بتحريك المواجع وربط الكرة برعب الزلازل.

ما هموني غير الرجال الى ضاعو لحيوط الى رابو كلها يبني دار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى