ياسمينة بادو.. «بنت لوزير وزوجة مول الما والضو»
الأخبار
هي ابنة عبد الرحمان بادو، كاتب الدولة في الشؤون الخارجية سابقا، ولد بمكناس سنة 1925، تابع دراسته بمعهد الدروس العليا بالرباط تخصص «الحقوق»، وهو من الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال، انخرط في صفوف حزب الاستقلال مبكرا وشغل مناصب سامية في وزارة العدل، كان نائبا في أول برلمان سنة 1963، عن مدينة مكناس، عين سنة 1968 سفيرا للمغرب في لبنان، وسفيرا بالمملكة السعودية ثم كاتبا للدولة في الشؤون الخارجية من سنة 1977 إلى سنة 1981.
سارت ياسمينة بادو، وهي من مواليد أكتوبر 1962، على خطى والدها ودرست الحقوق، حيث أصبحت محامية، ثم سياسية لتشغل منصب كاتبة للدولة لدى وزير التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، ووزيرة للصحة، وتدخل على غرار والدها قبة البرلمان كنائبة برلمانية عن حزب الاستقلال لدائرة الدار البيضاء أنفا.
حصلت على الباكالوريا بمارسيليا وتابعت دراستها بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث حصلت على «الميتريز» في القانون الخاص ثم على الشهادتين الأولى والثانية للدراسات العليا في قانون الأعمال. وفي سنة 1990 على شهادة الأهلية لممارسة مهنة المحاماة.
بدأت نشاطها داخل حزب الاستقلال سنة 1987 وفي سنة 2001 انتخبت عضوا في منظمة المرأة الاستقلالية وكاتبة لفرع جماعة أنفا، قبل أن تدخل غمار الاستوزار عبر بوابة الحزب الذي انتهت فيه معارضة لشباط.
رشيد الفيلالي.. ابن مقاوم يكلف بالخوصصة
شغل رشيد الفيلالي منصب وزير مكلف بالقطاع العام والخوصصة، هو ابن الهاشمي الفيلالي، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق، الذي كان يعد من رواد الحركة الوطنية ومن أوائل الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال عام 1944. في مذكراته يتحدث عبد الهادي بوطالب عن الهاشمي الفيلالي ويقول إنه ينحدر من أسرة كان الأب فيها دباغا بمدينة فاس، ولكن ابن الدباغ سرعان ما أصبح واحدا من علماء المغرب ذوي الصيت العالي ورائدا من رواد الحركة الوطنية، إذ يذكر علال الفاسي في كتابه «الحركات الاستقلالية في المغرب العربي» أن بيت الهاشمي الفيلالي كان مركز التجمعات السرية التي كان يعقدها الوطنيون في فاس خلال الثلاثينيات.
ولد الهاشمي الفيلالي عام 1912، في زمن توقيع معاهدة الحماية، وعرف بتأطير الحركة الطلابية بجامعة القرويين، حيث درس بعد هجرة أسرته من تافيلالت إلى فاس، وكذا من خلال التعليم الحر الذي كان من رواده الأوائل وعمل فيه أستاذا وموجها في كل من فاس والدار البيضاء.
بعد حصول المغرب على استقلاله، عين الراحل عضوا في المجلس الوطني الاستشاري عام 1961، ثم انتخب نائبا في أول برلمان مغربي سنة 1963 عن مدينة الدار البيضاء، وأعيد انتخابه في استحقاقات 1977 عن حزب الاستقلال. وفي حكومة المعطي بوعبيد عام 1983 عين الراحل وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية، ثم عين بنفس المنصب في حكومة محمد كريم العمراني عام 1985، ثم مستشارا بالديوان الملكي.
أما ابنه رشيد الفيلالي فقد عين في منصب وزير القطاع العمومي والخوصصة في حكومة عبد الرحمان اليوسفي، إبان ما عرف بحكومة التناوب التوافقي، وواليا لجهة سوس ماسة درعة فقد شغل منصب والي أكادير سابقا.
حرمة ولد بابانا.. محنة وزير موريتاني
منذ أن أعلن أحمد حرمة ولد بابانا الموريتاني عن مساندته لمغربة موريتانيا، فتح الرجل على نفسه جبهات مع رفاق الأمس، فقرر الاستقرار في المغرب إلى جانب محمد فال ولد عمير وادي ولد سيدي بابا ومحمد المختار ولد اباه، إلى غاية سنة 1963، تاريخ العودة إلى موريتانيا.
كان حرمة يعارض هذه العودة تماما كما عارضها الحسن الثاني الذي رفض الإذن لهم بالخروج طيلة سنة، ثم أذن لهم بعدها، فقد كان الملك يعلم ما ينتظر العائدين من جحيم، وهو ما كان حيث قضى ولد عمير في السجن بسبب الإهمال وسوء المعاملة والتهاون بعلاجه من المرض.
حصلت موريتانيا على استقلالها في منتصف الستينات، بفعل نضال جيش التحرير الذي أنشأه حرمة ودعمه محمد الخامس، حينها اعتزل حرمة السياسة وظل يتردد على المغرب الذي اعتبره بلده الثاني، من أجل إتاحة الفرصة للمغرب من أجل الاعتراف بموريتانيا، حيث كان مستبعدا أن تعترف به ما دام حرمة مقيما في المملكة، وأعلن في لقاء مع الحسن الثاني ولاءه التام للمغرب، وفي ذات المقابلة طلب حرمة من الملك إرساله إلى السعودية التي قرر الاستقرار بها. في لقاء جمع الرجلين شكر الحسن الثاني الشيخ الموريتاني على دوره الكبير في اعتناق الرئيس الغابوني السابق عمر بانغو للإسلام، بعدما قايضه على الوساطة له عند الخليجيين مقابل إسلامه.
حكم على أحمد حرمة غيابيا بالإعدام، قبل أن يقرر الرئيس المختار ولد دادا تحويله إلى السجن المؤبد مع الأعمال الشاقة ثم عفا عنه، لكنه لم يعوضه شيئا رغم مطالباته بذلك، تلك المطالبة التي تجددت بعد انقلاب 1978. بل إن النظام الحاكم رفض إذاعة بلاغ وفاته في الإذاعة الموريتانية التي قال مديرها آنذاك إن «حرمة مغربي وعدو للوطن وخائن له ولن ينعى في الإذاعة».
سبب هذا الموقف العدائي الطارئ الذي لم يظهر إلا بعد وفاة الوالد الذي كان الجميع يغازله ويزوره ويتظاهر له بالود وهو على قيد الحياة. نفس السلطات التي تعاملت مع وفاته بهذه الدونية هي التي كانت أوفدته ليتدخل لدى المغفور له الملك الحسن الثاني ليساعد موريتانيا من أجل الخروج من حرب الصحراء وقد استجاب الملك لوساطته.
بعد وفاة حرمة انتقل ابنه الشيخ المختار إلى الغابون للاشتغال في مجال الطب، بعد منعه من فتح عيادة في نواكشوط، واستغل الولد العلاقة القديمة مع عمر بانغو، لكن الحسن الثاني طلب منه القدوم والاستقرار بالمملكة المغربية ففعل.. وبعد وصوله إلى المغرب استقبله الملك ورحب به وأبدى استعداده لكل من يساعده في القيام بالدور الذي كان يقوم به والده وفي ما يتعلق برعاية الأسرة.
يقول: «الملك الحسن الثاني رحمه الله، كان له اهتمام بجميع الأحداث واطلاع واسع على مجريات الأمور صغيرها وكبيرها، فربما يكون قد علم باستحالة استقراري في موريتانيا، وأنني انتقلت إلى الغابون وأفكر في الاستقرار في السنغال، فارتأى رحمه الله أن يسهل لي مهمة القرب من أسرتي .
ولم يقتصر الأمر على محمد الخامس والحسن الثاني، بل إن مصادر مقربة من الدكتور والوزير الموريتاني الشيخ ولد حرمة ولد ببانا، نقلت أن العاهل المغربي الملك محمد السادس قد استدعى ولد حرمه الذي يوجد في المغرب في فترة نقاهة بعد إجرائه لعملية جراحية بمرسيليا في فرنسا وتكفل بجميع تكاليف علاجه والتي تعتبر باهظة جدا.