ونحن في انتظار موجة الصقيع المقبلة 2.2
عبد الرزاق الحجوي
هذه الموجة من الحر كانت خير مناسبة لتوجيه الناس إلى دعم هذا النوع من العمل، خاصة مع الاستفحال المتواصل لأزمات العطش، وتذكير الناس بأن ألفي درهم التي لا تؤثر في ميزانية كثير من الجمهور تكفي لتغيير حياة أسرة بمدها بثلاجة جديدة، يبحث عنها المتبرع بنفسه ويستقصي عن مدخولها بتأن ليضمن نجاح العملية، فالإحسان منه الجيد والمتهور، ويحتاج إلى مجهود لتأمين مردوديته بعكس ما تظنه الأغلبية.
لقد وفرت شبكات التواصل محركا قويا في هذا الباب، لينتقل المجتمع المدني إلى ذراع رسمية للدولة في المجتمعات المتقدمة، حيث المراقبة والمحاسبة المستديمتان، غير المناسباتيتين، منعت الأصل والفرع من عدة أمراض تفرغ كل شيء من معناه ومن محتواه، فسمحت بالاستهلاك الجيد للزمن بدل أن يستهلكها بجبروته وقوته. ونحن في انتظار موجة الصقيع المقبلة، حيث سيذكرنا الصقيع بالصقيع كالعادة وبضحاياه وبمشاكله، وعلى هامش حملة السنة الماضية التي وضعت الجميع في الصورة بمساعدة هؤلاء المؤثرين الذين تفوقوا على الإعلام الرسمي رغم تواضع إمكانياتهم، ستواجه الأزمة كالعادة بمجهودات حميدة لجمع وتوزيع المساعدات الغذائية والملابس، فيستمر الوضع على حاله، رغم أن كسر المشكلة حتى مع العجز عن دفنها متاح على ما يبدو.
إن قاعدة أي حل هي تحديد حجم المشكلة لتقييم الحاجيات المادية، بعد البحث عن مفاتيح عملية للحل، فمشكلة الحطب سيحلها جهاز التدفئة بالغاز الذي يجب البحث عن أجود الأنواع منه والذي يصل عمره الافتراضي إلى عشر سنوات، فمع إعفائه من الرسوم سيقف تحت سعر ألف درهم للجملة (بمعدل مائة درهم للسنة)، ومعدل مدة موجة الصقيع لا يتجاوز ستة أسابيع في السنة ستكفيها عشر قنينات غاز، لتقف كلفة كسر هذه الأزمة السنوية في معدل خمسمائة درهم للأسرة الواحدة، مع الحفاظ على الملك الغابوي الذي على مندوبيته تخصيص جزء من مداخيل بيع الخشب للمساهمة في هذه الخطة.
أما مشكلة البهائم فعلى الدولة إما مدها في هذه الفترة بكميات من العلف، أو بناء إسطبل في كل دوار لتجميع قطعان المواشي، ولدفع الناس نحو العمل التعاوني الضروري لخفض الكلفة ولزيادة الربح، لأن الفلاحة المعاشية خارج النظام التعاوني قد أعدمت نفعها الفلاحة العصرية، والتمسك بها مجرد وهم عجز أصحابه عن التطور أو التغيير.
بعد تحديد عدد الأسر وعدد المواشي سيظهر حجم كلفة الإنشاء وكلفة التسيير السنوية، وستوزع الأدوار وتناقش آليات التنفيذ والحماية، لأن جميع المبادرات معرضة للاستنزاف وللتلف، والتحضير المسبق لذلك بوضع آليات ووسائل للحماية يجب أن يكون مخططا له منذ البداية، لعلنا ننتقل من الفعل العفوي المتقطع إلى العمل الدؤوب والمنظم الذي هو ديدن المجتمعات المتقدمة. وبمناسبة الحديث عن هذه المناطق التي رصد تقرير لجنة بنموسى أن التغطية بشبكة الجيل الرابع هي مطلب رئيسي لسكانها، فبالقياس على عدد السنوات التي تطلبها سد هذه الثغرة في دولة غنية كفرنسا، لصعوبة تغطية مناطق جد متدنية الكثافة السكانية حتى مع توفير دعم خاص وتحفيزات من الدولة، تجب دراسة إمكانية توفير عروض خاصة بهذه المناطق للإنترنت عبر القمر الصناعي، تكون مدعمة من طرف الدولة، كما يجب السماح لهم بتقاسم مشترك للانخراط الواحد تحقيقا للديمومة، نظرا لحدة الصعوبات المالية التي تواجهها هذه الفئات. فقد توفرت أخيرا عروض لهذه الخدمة بأسعار جديدة من دون دعم بكلفة تشغيل تبلغ ثمانمائة درهم للخط، ثم مائتي درهم للشهر شاملة للرسوم بالنسبة إلى صبيب 15 ميغا وثلاثمائة درهم لـ30 ميغا، وهو ما يسد حاجة أكثر من أسرة واحدة، ومع دعمها قد يكون ممكنا جعل هذه الخدمة متاحة لهذه المناطق في أقرب وقت.