علم لدى مصادر مطلعة أن مصالح الشرطة بولاية أمن مراكش تمكنت، مساء الجمعة الماضي، من إيقاف شخص ثلاثيني عرض عشرات الشباب بمراكش والنواحي لعمليات نصب نوعية وغير مسبوقة، من خلال انتحال صفات مهمة ينظمها القانون موزعة بين جهاز الأمن والتسيير الرياضي. وجرى اعتقال المتهم في وضعية تلبس بأحد المقاهي وهو يفاوض شابا، في إطار عملية نصب، على مبلغ مالي مقابل الشروع في ترتيبات انتدابه لاعبا محترفا بأحد الفرق الأجنبية، حيث تم اقتياده إلى مقر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، من أجل إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية والاستماع إليه في محاضر رسمية، بحضور عشرات الشباب الذين عرضهم للنصب، بينهم مهاجرون أفارقة، وينتظر أن يتم عرضه، صباح اليوم الاثنين، على أنظار النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بمراكش.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن المتهم المزداد سنة 1990، الذي يواجه تهمة التزوير واستعماله والنصب والاحتيال وانتحال صفة ينظمها القانون، ظل يتربص ببعض نجوم دوريات كرة القدم بالأحياء، من أجل النصب عليهم، من خلال إيهامهم بعروض هجرة واحتراف ضمن فرق أوروبية وخليجية من الدرجتين الثانية والثالثة، مقابل استفادتهم من منح وأجور شهرية كبيرة.
وكشفت تصريحات عشرات الضحايا الذين جرى الاستماع إليهم وبينهم مهاجرون أفارقة، خاصة من إفريقيا جنوب الصحراء، أن المتهم كان يقدم نفسه مسؤولا رياضيا ورئيسا لناد محلي، يشغل مهمة وكيل دولي للعديد من اللاعبين المحترفين، كما كان يحرص على مظاهر البذخ والأناقة وتوظيف سيارات فخمة مملوكة لشركات الكراء، خلال تنفيذ عمليات النصب والتفاوض مع الضحايا، حيث لا يترددون في دفع مبالغ مالية مهمة تتراوح بين 10000 و15000 درهم، من أجل ترتيبات التأشيرة وإجراءات الانتداب للعب بالدوريات الأوروبية والخليجية.
وتفيد المعطيات المرتبطة بهذه الجريمة، بأن الثلاثيني» النصاب» انتحل لاحقا صفة مسؤول أمني لمواجهة بعض الضحايا الأفارقة الذين طالبوا باسترداد مبالغهم المالية، بعد أن تبين لهم أن الأمر يتعلق بعمليات نصب.
وضمن تفاصيل إضافية حول القضية نفسها، أفادت مصادر أمنية رسمية بأن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مراكش تمكنت، يوم الجمعة الماضي، من إيقاف شخص يبلغ من العمر 31 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالتزوير واستعماله والنصب والاحتيال وانتحال صفة ينظمها القانون.
وأضافت المصادر نفسها أن المشتبه فيه كان ينتحل صفة مدير ناد محلي لكرة القدم ووكيل معتمد لأحد الأندية الأوروبية، ويقوم بنشر إعلانات وهمية تتعلق بطلبات انتداب لاعبين في كرة القدم، قبل أن يعرّضهم للنصب والاحتيال في مبالغ مالية تتراوح ما بين 10 آلاف و15 ألف درهم بدعوى توفير تأشيرات السفر ومقابل عمليات الانتداب لممارسة كرة القدم بأحد الدوريات الأوروبية الاحترافية.
وأوضحت الأبحاث والتحريات المنجزة، حسب المصادر نفسها، أن المشتبه فيه قام بانتحال صفة شرطي لتهديد ضحاياه الثلاثة المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بعدما اكتشفوا زيف ادعاءاته، فيما أسفرت عملية التفتيش المنجزة بداخل منزله عن حجز وثائق ومطبوعات مزورة وثلاثة أختام مزيفة تستعمل في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
وأكدت المصادر أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وكذا الكشف عن كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعني بالأمر .