حسن الخضراوي
نظم سكان جماعة العليين القريبة من الفنيدق، زوال أول أمس (الاثنين)، وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة والقيادة، شاركت فيها الساكنة بمختلف شرائحها، ورفعت خلالها شعارات قوية تنادي المسؤولين والمؤسسات المعنية بفتح تحقيق في ملف منعهم من تحفيظ أراضيهم وعقاراتهم، بدعوى تقديم تعرض كلي من أحد الأشخاص في ظروف وصفوها بالغامضة وغير المفهومة. وقال أحد المواطنين من المشاركين في الوقفة إن منعهم من تحفيظ أراضيهم تحيط به مجموعة من الأمور الغامضة التي يجب كشفها، وأن اقتصاد الجماعة أصابه الشلل بفعل القرار والتعرض الكيدي، حسب وصف المتحدث، والذي وضعه أحد الأشخاص بالمحافظة العقارية، «ما تسبب في تضرر الجميع بشكل جسيم وساهم في اتساع دائرة الإشاعات التي تقول إن الأرض التي نملكها ونعيش عليها منذ سنين هي موضوع نزاع قضائي، إذ كيف لمن يريد أن يشتري أو يستثمر بتراب الجماعة أن يقدم على الأمر في ظل ظروف كهذه؟ لذلك خرجت الساكنة لتنبيه المسؤولين بالاحتجاج السلمي والحضاري إلى أن الأمور لا يمكنها أن تبقى على ما هي عليه، وأنه آن الأوان لكشف خبايا وأسرار الملف».
من جهته، قال نائب رئيس الجماعة إن المجلس بادر إلى عقد دورة استثنائية تناولت نقطة واحدة تتعلق بهذا الملف المستعجل، وإنه تم استدعاء المحافظ الإقليمي بعمالة المضيق- الفنيدق الذي أكد أن قبول ملف التعرض من الشخص المعني تم بعد تسجيله لدعوى بالمحكمة الإدارية في الموضوع، منبها إلى أن الجماعة سبق لها أن توصلت بمراسلة من محامي المعني (تتوفر الجريدة على نسخة منها)، يطلب فيه دفاعه منع تسليم رخص البناء وأذونات البيع وكذا إيقاف منح شهادات التقسيم والتحفيظ .
وحاول المحتجون تحويل الوقفة إلى مسيرة نحو العمالة، قبل أن يتدخل القائد رفقة رئيس الجماعة ويقنعهم بأن ملفهم سيأخذ مجراه القانوني بأسرع وقت ممكن، وأن اجتماعا محليا سيتم عقده في المساء بشكل محلي لإجراء الاتصالات الضرورية والتحضير لاجتماع موسع تحضره جميع الأطراف، ويتم فيه استدعاء ممثل عن العمالة والمحافظة العقارية، كما سيتم فتح تحقيق بشكل رسمي في الوثائق التي قدمها المعني، والتي تدعي الساكنة أنها مشكوك فيها ويحيط بها الغموض .
وخاطب رئيس الجماعة حشود الساكنة بأن المجلس سيعمل ما في وسعه، بالتنسيق مع السلطات المعنية، من أجل إيجاد حل مستعجل للملف، مطمئنا إياهم إلى أن المسؤولين يعون جيدا مسألة حفظ السلم الاجتماعي، وأنهم لن يعملوا على تنفيذ أي قرار يضر بشكل مباشر بمصالح آلاف الساكنة وبممتلكاتهم.
الى ذلك، صمم سكان العليين على أنهم ستمضون في الاحتجاج بشكل سلمي حتى تحقيق مطالبهم، وأنه في حال تمت أي عرقلة للملف من جهات خفية سينفذون مسيرة نحو مقر العمالة تشارك فيها جميع الفئات.