وقاحة «الشروق» ومرارة الغروب الجزائري
الطيب حمضي
ثمة حقائق وجب التذكير بها:
الحقيقة الأولى:
هنا في المغرب لنا انشغالات كثيرة، وليس لنا الوقت للانشغال بالتفاهات أو الرد على التافهين.
نحن نحارب الجائحة وآثارها على مواطنينا واقتصادنا وعلى بلادنا، للخروج منها أقوياء وغير منهكين. نحن بصدد استخلاص الدروس واتخاذ القرارات الاستباقية لتقوية نقاط قوتنا ومراجعة نقاط ضعفنا.
نحن نبني ملكا وشعبا ومؤسسات مغرب السلم والسلام والأمن والأمان والعدالة الاجتماعية والكرامة، التي تضمن الإنسانية لكل مغربي على أرض المغرب أو بالمهجر ولكل مقيم بيننا.
نحن، بقيادة ملكنا، بصدد إنجاز المشاريع والأوراش الكبرى المهيكلة، وإطلاق أسس ثورة مجتمعية نحو العدالة الاجتماعية، بتوفير الحماية الاجتماعية لكل المواطنين المغاربة، تضمن لهم حقوقهم في الصحة والكرامة والعيش الكريم بشكل عادل وتضامني.
نحن بصدد إطلاق مشاريع ومبادرات لجعل المغرب كما كان دائما جزءا من الحلول للمشاكل الإقليمية والجهوية والدولية، تاركين للبعض أن يكونوا جزءا من المشكلة بل من المشاكل.
نحن بصدد بناء مغرب موقعه الجيوستراتيجي كقطب الرحى بين الشمال والجنوب، بين الشرق والغرب، مغرب بإفريقيا ومع إفريقيا، مغرب الشريك الأوروبي والشريك الأمريكي والشريك الصيني والشريك الروسي، مغرب الشريك لكل القوى الباحثة عن النجاح وفرص النجاح في إطار منطق رابح رابح: الربح لنا ولغيرنا.
نحن بصدد تحقيق النجاحات الدبلوماسية لخدمة قضايانا الوطنية والجهوية والإفريقية والقضايا الإنسانية العادلة.
الحقيقة الثانية:
مهما فعل بعض جنرالات العاصمة الجزائرية المتحكمين في رقاب البلاد والعباد هناك، لن نتأثر بدناءة السلوكات، ولن نحسبها على الشعب الجزائري الشقيق. نحن نبادل إخوتنا الجزائريين حبا بحب. حين نلتقي هنا في المغرب، أو في الجزائر أو في باريس أو برشلونة أو نيويورك أو جاكارتا… نحس أنهم الأقرب إلينا ويحسون أننا الأقرب إليهم، ولا شيء لا في التاريخ ولا الجغرافيا ولا المصير المشترك يبرر أية خصومة بيننا. حفنة من المتنطعين ليست هي الشعب الجزائري.
حتى وإن صار الجنرالات على هدي الدواعش في محاولة إثارة الفتن، فلن تنطلي اللعبة لا علينا ولا على إخوتنا الجزائريين. الدواعش كانوا يقومون بعمليات إرهابية وحشية في الدول الغربية، حيث الجاليات المسلمة قوية لإثارة الحقد من طرف المجتمعات الغربية ضد الإسلام والمسلمين، وخلق الصراع والحقد بين المجتمعات الغربية والمسلمين الموجودين بينهم، ودفعهم إلى تبني منطق الصراع عوض التعايش، وبالتالي السقوط في استراتيجية الدواعش.
هذه الممارسات المشينة من طرف ضعاف النفوس لن تزرع الفتنة بيننا، ولن تخلق الضغينة بين الشعبين، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من مقت المتلاعبين، من طرفنا كمغاربة ومن طرف الشعب الجزائري وشعوب المنطقة، لكون السحرة يتلاعبون بمصير الشعوب ويعطلون قطار التنمية والديمقراطية في بلدهم.
الحقيقة الثالثة:
الغيظ يقتل صاحبه. ونحن مصممون على النجاح وعلى التقدم إلى الأمام. نحن لنا مشاكلنا التي نبحث لها عن حلول، في إطار مجتمعي واع ومتماسك. نحن لنا نقاط ضعفنا نعالجها بهدوء وبثبات. لنا نقاط قوتنا نثمنها ونقويها ونحميها. لنا اختلافاتنا ندبرها بسلم وسلمية ونضال وتدافع ديمقراطي. لنا ديمقراطيتنا التي نبنيها بهدوء وطمأنينة. لنا أوراشنا ومشاريعنا الكبرى التي نبنيها اليوم، لتزيد من مكانة المغرب جهويا وقاريا وعالميا، كبلد للسلم والسلام والبناء والتعاون والتضامن.
نحن مصممون على النجاح، وذلك سيغيظ حفنة المتحكمين في رقاب الجزائر الشقيقة، ولن يضيرنا أبدا ذلك. إذا متم بغيظكم، وسنواصل نجاحاتنا حتى تموتون، نكون قد قدمنا خدمة للشعب الجزائري الشقيق، ليستريح من قبضتكم وينطلق نحو الحرية والتنمية والتقدم والاستفادة من خيرات بلاده. لسنا مسؤولين عن اختياراتكم، التي أدت إلى غروبكم السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والحقوقي. الشعب الجزائري يستحق قيادة وواقعا ومستقبلا أفضل بكثير مما تقودونه إليه.
تأكدوا أن وقاحة «الشروق» لن تخفي مرارة الغروب السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والحقوقي الذي قدتم وتقودون إليه بلد الشهداء، عوض الجنوح إلى العقل والحكمة والتبصر خدمة لشعبكم قبل شعوب المنطقة.
يقول جلال الدين الرومي «منْ يريد القمر لا يتجنب الليل، من يرغب في الورد لا يخشى أشواكه». ونحن نريد الورد والقمر لنا ولأشقائنا، وتركنا لكم الأشواك والليل تتسكعون فيه.
نافذة:
تأكدوا أن وقاحة «الشروق» لن تخفي مرارة الغروب السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والحقوقي الذي قدتم وتقودون إليه بلد الشهداء، عوض الجنوح إلى العقل والحكمة والتبصر خدمة لشعبكم قبل شعوب المنطقة