محمد وائل حربول
لفظ عامل متخصص في حفر الآبار وصيانتها أنفاسه الأخيرة، زوال أول أمس، بالقرب من مسجد بن يوسف بالمدينة العتيقة بمراكش، حيث رجحت مصادر خاصة تواصلت معها الجريدة أن «وفاة العامل العشريني كانت بفعل تأثره بقلة الأوكسجين إذ اختنق جراء الدخان الكثيف الذي تحدثه الآلة التي كان يشتغل بها»، إضافة إلى عوامل أخرى أدت إلى وفاته في الحين، ضمنها «الظروف الصعبة التي كان يشتغل فيها من أجل إعادة صيانة بئر خاص بأحد الحمامات الشعبية المعروفة الموجودة بالمنطقة».
وحسب المعلومات الأولية التي استقتها الجريدة، فقد أدى الحادث إلى استنفار أمني غير مسبوق بالمنطقة، حيث وصلت عناصر الشرطة القضائية والعلمية بقيادة رئيس المنطقة الأمنية أولا، قبل أن تلتحق بها عناصر السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية التي بدأت فور وصولها محاولة استخراج جثة العامل المذكور، إذ تم الاعتماد على أحد المتمرسين في الغطس، كما تم الاعتماد على عمليات متسارعة في الحفر من أجل إنجاز عملية الانتشال في وقت قياسي، فيما أكد مصدر مطلع من عين المكان أن الأتربة وبعض الأحجار كانت موجودة فوق جثة الهالك.
وبعد علمهم بالموضوع، حضر إلى مكان الحادث عدد من زملاء الهالك في العمل رفقة عدد من أقربائه وأصدقائه، الذين أجهشوا بالبكاء لحظة انتشال جثته، وطالبوا بفتح تحقيق حول ظروف وملابسات الحادث، كما طالبوا بتعويض عائلة الهالك عن المصاب الكبير الذي ألم بهم، فيما عملت عناصر الأمن على إبعاد كل المتجمهرين من الناس الذين طوقوا المكان بكثرة بعد معرفتهم بحادث وفاة عامل داخل بئر الحمام الشعبي الموجود بالقرب من مسجد بن يوسف بالمدينة العتيقة.
ووفقا للمعطيات ذاتها، فإن الشاب الهالك سقط من المكان الذي يعمل فيه على صيانة البئر وتوسعته إلى قاعه مباشرة بعد اختناقه، وهو الشيء الذي اعتبر بعض الشهود أنه هو ما أدى إلى وفاته بفعل قوة السقطة وبفعل الاختناق الذي تعرض له بداية، خاصة وأنه كان صائما، فيما فتحت مصالح الأمن بمراكش تحقيقا في ظروف وملابسات الحادث، كما كشفت المصادر عينها أن عناصر الشرطة اصطحبت معها أحد العمال الذين يشتغلون في صيانة الآبار وحفرها للدائرة الأمنية للاستماع الى إفادته في الموضوع، ناهيك عن اصطحابها وشروعها في التحقيق مع صاحب الحمام المذكور حول مدى قانونية الأشغال التي كان بصدد القيام بها.
وفي السياق ذاته، أمرت النيابة العامة المختصة بنقل جثة الهالك العشريني إلى مستودع الأموات بالمدينة الحمراء من أجل إخضاعها للتشريح الطبي، وذلك قصد التأكد من الأسباب الكامنة وراء وفاته، قبيل تكملة التحقيق التفصيلي مع كل المتدخلين في الموضوع.