طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأن عدد ضحايا حريق مستشفى الرازي للأمراض العقلية بطنجة، ارتفع إلى أربعة نزلاء، بعدما أعلن، يوم الجمعة الماضي، عن وفاة نزيل رابع كان يرقد بقسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي، بسبب الحروق الخطيرة التي أصيب بها.
وأكدت المصادر أن اللائحة مرشحة في أية لحظة للارتفاع، بسبب وجود نزلاء آخرين بالمستشفى الجهوي، تم الاحتفاظ بهم نتيجة مضاعفات هذا الحريق الذي وصف بـ«المحرقة» التي هزت هذه المؤسسة الصحية.
وأشارت المصادر إلى أنه في إطار استمرار التحقيقات المتعلقة بهذه الفاجعة فإنه قد تبين أن الضحايا كانوا تحت تأثير الأدوية التي تعطى لهم، ما أدى إلى عدم شعورهم بالنيران حتى التهمت أجسادهم في «محرقة» وصفت بالبشعة.
وحسب المصادر، فإن وزارة الصحة أوفدت لجنة خاصة للتحقيق في هذا الملف، قصد اتخاذ اللازم القانون، تزامنا ووجود خالد آيت الطالب، وزير الصحة، بالمناطق الشمالية في إطار تدشين عدد من المراكز الصحية بطنجة وبالجهة عموما.
وكانت بعض المصادر قد كشفت عن تسبب سيجارة وولاعة كفرضية أولية في الحريق الذي نتج عنه مصرع ثلاثة نزلاء في بداية الأمر بمستشفى الرازي للأمراض العقلية، مؤكدة أن التحقيقات الأولية أظهرت أن أحد المرضى النزلاء يفترض أنه توصل بسيجارة وولاعة في ظروف غامضة، حيث يرجح أن أحد أفراد من عائلته مكنه منهما، أثناء زيارته إلى هذه المؤسسة الصحية، وهو ما أدى إلى الحريق المهول الذي استفاقت عليه مدينة طنجة. في وقت استمعت المصالح الأمنية إلى عدد من الأطر وأسر الضحايا، في أفق تحويل هذا الملف صوب النيابة العامة المختصة لتقرر في النازلة، وترتيب الإجراءات القانونية اللازمة.
وفي موضوع ذي صلة، انتشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، لمريضة تفترش الأرض في عز البرد القارس والتساقطات المطرية التي تهاطلت على مدينة طنجة، وذلك أمام بوابة هذا المستشفى، وعلق بعض الأشخاص الذين قاموا بتوثيق الشريط بـ«أن الضحية هي نزيلة بهذا المستشفى وخرجت في ظروف غامضة، غير أنه تم إقفال الأبواب في وجهها»، على حد قولهم.
ولاستجلاء الحقيقة أكثر حول هذه الواقعة، ربطت «الأخبار» الاتصال بمحمد حسون، مدير هذا المستشفى، حيث أكد بالفعل تسجيل هذه الواقعة، مضيفا أن الأمر من مسؤولية السلطات المحلية للتدخل، لأخذها إلى دار للعجزة، أو المركز الاجتماعي الزياتن، مؤكدا أنها ليست نزيلة بالمستشفى، وعلى أن المؤسسة تستقبل فقط البالغين بين 18 و60 سنة. وأضاف حسون أن السلطات تدخلت في وقت لاحق، وتم عرضها على الطبيب المداوم، حيث قام بفحصها، لكن تم التخلي عنها في ساحة المستشفى من طرف الأشخاص الذين كانوا رفقتها، حسب تصريحه.