شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

وعادت حليمة لعادتها القديمة

 

عادت حليمة إلى عادتها القديمة، وعاد بنكيران بعد خمس سنوات من الراحة المؤدى عنها بالملايين بدون مقابل عمل إلى ممارسة هوايته في البكائيات والمظلومية، بعد «السلخة» الانتخابية التي حصل عليها حزبه من سكان الحسيمة ومكناس. بنكيران الذي كان يمني نفسه باستغلال «الحملة» الافتراضية المعادية لحكومة أخنوش، ورغبته في وضع حد للسقوط المدوي للحزب الحاكم السابق لترقيع شرعيته التنظيمية والانتخابية، وجد نفسه أمام أسوأ السيناريوهات التي كان يتوقعها أي سياسي.

يعلم بنكيران قبل غيره أن حزبه على فراش الموت السريري، بفعل ما جنت على نفسها براقش، لكنه يريد أن يلبس نكسته الانتخابية رداء المظلومية والضحية، ويغلفها بسرديات المؤامرات والدسائس والمكائد التي تحاك في الخفاء من طرف وزارة الداخلية، ومن الجن والعفاريت ضده. ولذلك حينما مني حزب «المصباح» بهزيمة نكراء بالحسيمة ومكناس، لم يكلف رئيس الحكومة الأسبق نفسه كعادته عناء معالجة الأسباب الداخلية، التي جعلت مناضليه وقواعده يفرون طواعية بجلدهم السياسي إلى أحزاب أخرى، أو يتوارون إلى الخلف مفضلين الصوم الانتخابي، بل اختار رمي المسؤولية على رجال السلطة والأحزاب المنافسة والكتلة الناخبة، التي نعتها بأقدح الأصوات، متهما إياها بتلقي رشاو انتخابية ومعارضة إرادة الشعب، بينما يعلم بنكيران قبل غيره أن العطب داخلي وصراعه الحقيقي ليس مع القياد والباشوات والعمال وعزيز أخنوش والمصوتين والدولة، بل مع المجتمع الذي سئم أكاذيب وألاعيب «المصباح».

لذلك حينما ذهب بنكيران إلى الحسيمة يستعطف أهلها بمعاقبة التحالف الحكومي، والنيابة عن المغاربة بالتصويت على حزبه، جاءه الرد سريعا وقاسيا، رد مفاده قد نعارض الحكومة الحالية ونرفض إجراءاتها وننتقد بعض تراخيها في اتخاذ القرارات ونحمل في وجهها هاشتاغات، لكن لن نقبل بعودة من باع المغاربة في سوق الشعبوية، ومرر قرارات ضد مصالح المواطنين.

والخلاصة أن عملة تحميل وزارة الداخلية مسؤولية الهزيمة الانتخابية المتوقعة، لم تعد رائجة في التداول السياسي، وعلى بنكيران ومن لف لفه أن يستوعبوا قبل فوات الأوان والتحول إلى حزب منبوذ من طرف الجميع، أن لا حق لهم في مصادرة إرادة الناخبين وتشويهها بالأباطيل. ومن يزعم أن هناك خروقات انتخابية، فما عليه إلا أن يسلك كما جاء في بلاغ وزارة الداخلية الطريق الدستوري للطعن فيها، بدل الطعن الفيسبوكي الذي لا يترتب عليه أي أثر. ومن يتوهم أن لديه قواعد وأن قواعده إذا وجدت تؤمن بحكمه وتقييمه، ما عليه إلا أن يدفع بها للانتخاب والتصويت بكثافة، أما تعميق شعور بنكيران وحزبه بأنهم ضحية، فهذه سيمفونية أكل عليها الدهر وشرب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى