الداخلة: محمد سليماني
ما زالت تداعيات الوصف المشين الذي تعرضت له مصكولة باعمر، عضو مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، من طرف زميل لها خلال اجتماع إحدى لجان المجلس، تثير احتقانا متواصلا يوما بعد يوم.
واستنادا إلى المعطيات، فإن عضوة مجلس الجهة مصكولة باعمر تعرضت إلى عنف لفظي وسب من طرف زميلها محمد بوبكر، المنتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية المصطف في المعارضة، حيث وصفها أثناء النقاش والتدافع السياسي خلال اجتماع مشترك للجنة المالية ولجنة الشؤون الاقتصادية لتدارس برنامج التنمية الجهوية لسنوات 2023/2027، بـ«العرجاء»، ذلك أن هذه المنتخبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تعاني من إعاقة جسدية.
وأثارت هذه العبارات موجة احتقان متواصل داخل مدينة الداخلة وخارجها، حيث توالت البيانات المنددة بما اعتبروه سلوكا مرفوضا من عضو مجلس الجهة تجاه المرأة بصفة عامة، والنساء المعاقات على الخصوص.
ودخلت حوالي 20 جمعية بمدينة الداخلة على الخط، حيث وقعت بيانا استنكاريا عبرت فيه عن «استنكارها الشديد وإدانتها لما تعرضت له مصكولة باعمر، المستشارة بمجلس الجهة، من عنف لفظي وسياسي»، كما نددت بشدة بـ«التمييز الذي تعرضت له، والمس بكرامتها بسبب إعاقتها، باعتبارها شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ما يشكل سلوكا غير مقبول ومشين من قبل عضو آخر بمجلس الجهة». وذهبت هذه الجمعيات بعيدا، حيث دعت «إلى التحقيق في هذا الحادث والعمل على عدم تكرار هذه التصرفات غير الأخلاقية وغير السياسية، وتوفير بيئة سياسية تعزز الاحترام والتسامح وتضمن مشاركة جميع أفراد المجتمع بكرامة وعدالة».
كما دخلت بدورها الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب على خط هذا المشكل، مبرزة أن الجمعية ما زالت «تتلقى العديد من الشكايات المتعلقة بمواصلة العنف السياسي والتمييز داخل المجالس المنتخبة، وآخرها ما تعرضت له مستشارة بجهة الداخلة وادي الذهب من سب وشتم وتحقير، بسبب الإعاقة، وقذف بكلام ناب يندى له الجبين في اجتماع رسمي بمقر الجهة».
ورغم حالة الاحتقان التي تعرفها جهة الداخلة، بسبب هذا المشكل، وتنامي موجة الدعم المساند للعضو المستشارة التي تعرضت لهذا السب والشتم بسبب إعاقتها الجسدية، إلا أن العضو المستشار المتهم محمد بوبكر نفى أن يكون قد صدر عنه وصف مشين يحط من كرامة المرأة عموما، والمستشارة المعنية خصوصا. وأضاف العضو المستشار في بيان له أنه خلال مداخلة له في الاجتماع المذكور: «تناولت الكلمة لأقوم بإثارة النقاش عن الحيف الذي تتعرض له مدينة الداخلة من خلال مشروع البرنامج المقترح، رغم ما تعانيه من مشاكل في البنية التحية وانعدام أماكن الترفيه والملاعب الرياضية، فمدينة الداخلة تعاني من خصاص كبير، في حين يتم صرف المال العام على بعض الأنشطة أو دعم الجمعيات، أو يتم ترحيل أو برمجة بعض المشاريع ببعض جماعات الجهة، لتبقى في أغلب الأحيان مهجورة وبدون مردودية ولا منفعة على السكان». وتابع المتحدث: «بعدما التحق بنا رئيس المجلس الجهوي، ليتولى رئاسة الاجتماع، وبعد إذنه تدخلت لأكرر الملاحظات نفسها المذكورة آنفا، وهنا ستكون المفاجأة، حيث انتفضت العضوة المعنية بالأمر برد عدواني متشنج، فطلبت منها وبكل احترام ولباقة أن لا تقاطعني، مشيرا لها أن كلامي موجه إلى الرئيس، فلم يكن لها من رد إلا أن وصفتني بـ«العنصري المتعجرف والجاهل»، وغير ذلك من السب والشتم والأوصاف القدحية». وأضاف بوبكر: «احتراما مني لنفسي وتقديرا للمرأة، والجميع يعرف مكانة المرأة بالجهة وما لها من جاه وتقدير بهذه الجهة، لم أتلفظ بأي عبارة سيئة أو قدح تجاه الأخت العضوة، رغم ما أسمعتني من سب وشتم».