محمد اليوبي
في ظل الوضعية الوبائية المقلقة التي تتميز بتسجيل أرقام قياسية في عدد الإصابات بفيروس كورونا، مازال وزير الصحة، خالد آيت الطالب، يرفض الامتثال للمساءلة البرلمانية، رغم توصله بطلبات رسمية من طرف رؤساء الفرق البرلمانية للمثول أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس المستشارين.
وأكدت مصادر برلمانية أن رؤساء الفرق وجهوا عدة طلبات إلى الوزير من أجل المثول أمام اللجنة لإطلاع المؤسسة التشريعية على تطور الوضعية الوبائية، كما وجه رئيس لجنة التعليم والشؤون الاجتماعية رسالة إلى الوزير بتاريخ 28 غشت الماضي، لتحديد موعد ملائم لعقد اجتماع اللجنة، وذلك بناء على طلب تقدمت به جميع الفرق البرلمانية قصد تدارس التطورات المقلقة والخطيرة للحالة الوبائية، والمتعلقة بعدم التحكم في المرحلة الثانية من تفشي وانتشار جائحة كورونا، وذلك على ضوء الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب. وأفادت المصادر ذاتها بأن وزير الصحة تجاهل طلب الفرق البرلمانية بإصراره على عدم الحضور أمام اللجنة البرلمانية، ما دفع مستشارين برلمانيين إلى المطالبة بتشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق، وذلك في إطار استعمال الآليات الرقابية التي خولها الدستور للمؤسسة البرلمانية.
وفي نفس السياق، يعم استياء عارم في صفوف الأُطر الطبية بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، الذي كان يديره آيت الطالب قبل حصوله على حقيبة وزارة الصحة، وأفادت مصادر طبية بأنه في ظل التطور المقلق للوضعية الوبائية تم إغلاق الوحدات الجراحية بالمستشفى، ما ينذر بأزمة خطيرة على مستوى جهة فاس مكناس، خاصة أن المستشفى يغطي حاجيات حوالي خمسة ملايين نسمة من ساكنة أقاليم الجهة. وحذر مصدر طبي من وقوع كارثة في ظل توقف الخدمات العلاجية بالمستشفى، وتأجيل مواعد علاج مئات المرضى الذين يحتاجون إلى تدخل استعجالي إما للعلاج أو إجراء عمليات جراحية، خاصة أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. واستنجدت الأُطر الطبية ببعض الفرق البرلمانية لتشكيل لجنة برلمانية استطلاعية للوقوف على وضعية المستشفى الذي تحول إلى «مزبلة» بعد التخلص من عدد كبير من الأسرة الطبية ورميها في ساحة داخل المستشفى.
ووجه المستشار البرلماني عن الفريق الحركي، حميد كوسكوس، رسالة إلى الوزير، يطالبه بزيارة ميدانية للوقوف على وضعية القطاع الصحية بجهة فاس مكناس، وخاصة بإقليم تازة، بعد انتشار شريط بمواقع التواصل الاجتماعي يفضح الإهمال الذي يتعرض له مرضى «كوفيد19» بالمستشفى الإقليمي ابن باجة. وأكد المستشار البرلماني أنه اضطر إلى مراسلة الوزير بعد استنفاد كل السبل المؤسساتية المتاحة، وقال في رسالته «لم أجد غير هذه الصيغة سبيلا لمخاطبتكم بعد أن صمت أذنكم عن طلباتنا التي وجهناها إليكم عبر القنوات المؤسساتية، بمضمون واحد ألا وهو طلب التدخل لإغاثة ضحايا كوفيد 19 في إقليم تازة، ودعوتكم لزيارة الإقليم لتفقد وضعية المنظومة الصحية المطبوعة أصلا بالهشاشة».
وأشار البرلماني إلى أن الفريق الحركي بمجلس المستشارين راسل الوزير بتاريخ 19 غشت الماضي، ودق ناقوس الخطر، وطالب الوزير بزيارة إلى إقليم تازة للوقوف على الوضع ومعالجة ما ينبغي معالجته.