شوف تشوف

الرئيسيةمجتمع

وزارتا الفلاحة والثقافة تدخلان على خط قضية تدمير نقوش صخرية أثرية

وقف أشغال تهيئة ضيعة فلاحية بعد تدمير عدد من النقوش الصخرية التراثية

النعمان اليعلاوي

علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة عن تدخل وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، لوقف أشغال تهيئة ضيعة فلاحية خاصة نواحي مدينة زاكورة، بسبب ما ألحقته تلك الأشغال من تدمير لنقوش صخرية أثرية. وأشارت إلى أن قرار وقف تلك الأشغال جاء بعدما حلت لجنة وزارية بالموقع الأثري، حيث اتضح لها أن عملية التخريب طالت مختلف رسومات الحيوانات والحروف وغيرها، وبعدما دخل عدد من الفنانين المحليين والمتخصصين في الآثار على خط القضية، التي كشفها المرصد الوطني للتراث الثقافي، وطالب الجهات المعنية بنهج «مقاربة استباقية في التصدي لعمليات التدمير، التي تلاحق العديد من المواقع الأثرية في المغرب».

ومن جانبه، أكد جمال البوقعة، الباحث المهتم بأركيولوجيا الفنون الصخرية، أن التعليق الذي كان قد أدلى به بخصوص تلك الواقعة، «يجب أن يفهم في سياق يرتبط برفض المساس بهذا التراث الأثري المهم، ولا يتضمن تحميلا أو تهجما على الوزارة المعنية»، مبينا أن «الواقعة كانت مثار استنكار من الفاعلين في المجال من بينهم فنانون وغيرهم، والذين شددوا على أهمية هذا التراث الذي تزخر به العديد من مناطق المغرب، وتعليقي كان في إطار توضيح الأهمية التاريخية التراثية التي تكتسيها تلك النقوش».

وكان المرصد الوطني للتراث الثقافي قد عبر بدوره عن انزعاجه من تدمير الموقع الأثري «واخير»، الموجود بجماعة «كناوة» بضواحي زاكورة، ما تسبب في طمر الغالبية العظمى من نقوش الموقع، حسب المرصد، الذي أوضح أن هذا الموقع الأثري المسجل في فهرس مواقع النقوش الصخرية تحت رقم 158039، تبقت فيه ثلاثة نقوش صخرية فقط من العدد الأصلي الذي كان يقارب المائتين، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ«كارثة أثرية» على صعيد جهة درعة تافيلالت. وأشار إلى أن الموقع قبل تخريبه كان يضم نقوشا صخرية منجزة بأسلوب «تازينا» ذات القيمة الأثرية والتراثية والجمالية التي لا تقدر بثمن. ولم تتبق منها سوى ثلاثة نقوش من أصل أكثر من 200 نقش، أمام فداحة هذا الفعل اللامسؤول والمتهور في حق جزء من التراث المادي الوطني والإنساني.

جدير بالذكر أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل كانت قد صادقت على تقييد عدد من مواقع النقوش الصخرية في الجنوب الشرقي للمملكة ضمن لائحة الآثار الوطنية، وذلك تنفيذا لاستراتيجيتها الرامية إلى تعزيز وتثمين التراث الوطني والتعريف به، وكذا تفعيلا لمضامين المشروع النموذجي في شقه المتعلق بحماية وصون التراث الأثري والتاريخي بالمغرب. وقالت الوزارة إن تلك المواقع تكتسي أهمية بالغة من حيث قيمتها العلمية، والمتمثلة في توثيقها، بالرسوم والرموز المنحوتة أو المنقورة على الصخر للمحيط البيئي القديم الذي ساد في المنطقة، ما يجعلها وثائق علمية تستشف من خلالها مؤشرات عن البنية الاجتماعية والاقتصادية والعقائدية لمجتمعات ما قبل التاريخ بالمغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى