أكادير: محمد سليماني
تسير وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات – قطاع الفلاحة، نحو اعتماد سيناريو تزويد إقليمي تيزنيت وتارودانت من مياه البحر المحلاة، انطلاقا من محطة تحلية واحدة، بدل بناء محطتي تحلية في الإقليمين معا.
واستنادا إلى المعطيات، فقد كانت الوزارة الوصية قد أطلقت صفقات لإنجاز دراسات تقنية حول بناء محطتي تحلية للمياه في كل من إقليم تيزنيت وإقليم تارودانت منذ ما يزيد على أربعة أشهر. وتوصلت الوزارة بالنتائج الأولية لهذه الدراسات، خلال شهر ماي الماضي، الأمر الذي دفعها إلى تبني طرح إنشاء محطة تحلية واحدة لتزويد الإقليمين معا بالمياه المحلاة، خصوصا وأن شبكة الري التي سترتبط بها ستوزع الماء على مساحة تتجاوز إلى 300 كيلومتر مربع.
ويعول على هذه المحطة المائية التي ستكلف غلافا ماليا يصل إلى 5 ملايير درهم، لإنقاذ ضيعات حوض الكردان التي أضحى ملاكها على حافة الإفلاس، بسبب شح المياه، بعدما تم توقيف تزويد 10 آلاف هكتار من الضيعات بهذا الحوض من مياه الري بسد «أولوز».
ودفعت هذه الوضعية المزرية، مجموعة من كبار الفلاحين بمنطقة الكردان، وعدد من المنتخبين بالغرفة الفلاحية الجهوية إلى عقد لقاء، قبل أسابيع، مع والي جهة سوس ماسة، بصفته رئيس اللجنة الجهوية للماء، من أجل التدخل العاجل لبحث سبل إنقاذ المشاريع الفلاحية المهددة بالزوال بحوض الكردان. وتمت خلال هذا الاجتماع الذي حضره كذلك مدير وكالة الحوض المائي لسوس ماسة، مطالبة والي الجهة ببحث إمكانية تزويد حوض الكردان بمياه السقي، ولو لمدة أسبوع أو أسبوعين، قصد المساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإنتاج الفلاحي، وبالتالي الحفاظ على الاستثمارات والعدد الكبير من فرص الشغل، سواء في مرحلة الإنتاج أو التلفيف. كما طالبوا والي الجهة بالتدخل قصد الإسراع بإنجاز محطة تحلية مياه البحر الموجهة لري سهل سوس، بهدف ضمان استمرارية الدينامية الإنتاجية، والتخفيف من حدة تراجع الموارد المائية الاعتيادية.
وكانت الشركة المكلفة بتدبير مياه سد أولوز، المزود الرئيسي لحوض الكردان بمياه السقي، قد قامت بتوقيف تزويد هذه الضيعات بالمياه، انطلاقا من هذا السد منذ حوالي عدة شهور، وذلك بسبب تناقص حقينته بشكل كبير جدا، ذلك أن العجز المائي يصل إلى أزيد من 400 مليون متر مكعب.