النعمان اليعلاوي
قطعت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات الشك باليقين، بخصوص المخاوف من ارتفاع قياسي لأسعار المواشي خلال عيد الأضحى المقبل، مؤكدة أن أسعار الأغنام والماعز، وخاصة الأغنام، في أسواق المواشي هي في المستويات نفسها التي عرفها الموسم الفلاحي السابق، خلال فترة عيد الأضحى. وشددت الوزارة على أن «إجراءات حماية الرصيد الحيواني، في إطار برنامج التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية الذي أطلقه الملك في فبراير 2022، وكذا تحسين الموارد الرعوية والعلفية منذ شهر مارس، مكنا من تحسين وضعية سوق الحيوانات الحية مقارنة بالوضعية قبل شهر فبراير، حيث كانت الأسعار منخفضة بشكل خاص»، مشيرة بالنسبة إلى الأبقار المسمنة إلى أن أسعار اللحوم «ظلت عند المستويات المتوسطة المعتادة، أي 62 – 65 درهما/كلغ عند الخروج من المجازر».
وسجلت عدد من الأسواق الأسبوعية في نواحي مدينتي تمارة (سبت مرس الخير) وسلا (سوق الأحد بوقنادل)، ارتفاعا متزايدا في أسعار الأضاحي، وهو الارتفاع الذي عزاه الفلاحون إلى موسم الجفاف، ما أثر على المراعي والمحاصيل الزراعية التي يرتكز عليها «الكسابة» ومربو الماشية، زيادة على الغلاء الملحوظ الذي عرفته أثمنة الأعلاف، بحيث يشير مربو الأغنام إلى أن الزيادات في أسعار المواد العلفية تفوق 30 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، وقد تجاوزت هذه النسبة بكثير في بعض المناطق، ناهيك عن تأثر الأدوية الخاصة بالماشية بموجة ارتفاع الأسعار، مبرزين أن «تكلفة إنتاج الخروف تتجاوز الثمن الاعتيادي للبيع، ما يضطر «الكساب» إلى إضافة هامش ربح، وهو ما يسهم في ارتفاع ثمن العرض»، كما أكدوا أن «من بين العوامل التي تؤدي إلى الارتفاع القياسي للأسعار خلال مناسبة عيد الأضحى، تزايد الوسطاء (الشناقة)، الذين باتوا يتحكمون في السوق فيرفعون الأسعار أو يخفضونها، في الوقت الذي يبقى هامش ربح «الكسابة» ضعيفا جدا».
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قد شرعت في تنزيل البرنامج الاستثنائي لدعم القطاع الفلاحي في مواجهة آثار الجفاف، وذلك في إطار البرنامج الاستثنائي الذي وضعته الحكومة، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية والذي تم إقراره بشكل استباقي، وفق سبعة مجالات للتدخل ترتكز على إنقاذ القطيع (أعلاف مدعومة، وتوريد الماشية، ومراقبة صحة الأغنام).