طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر متطابقة أن قضية ما بات يعرف بـ«ورطة اعمارة» نسبة إلى ما تورط فيه وزير التجهيز والنقل واللوجستيك عبد القادر اعمارة، بسبب تكليفه شركة للنقل البحري لتدبير ملف مغاربة الخارج، دفعت بمديرة الملاحة التجارية بوزارته للسفر نحو ميناء سيت الفرنسي في الأيام الماضية، لتهدئة الاحتجاجات التي اندلعت في صفوف الجالية، بفعل فوضى التذاكر ونفادها، فضلا عن الارتباك الواضح في تدبير الملف، بالرغم من وجود تعليمات ملكية صارمة لتفادي هذا الوضع.
وحسب المصادر، فإنه في الوقت الذي كان الجميع يترقب صدور قرارات صارمة ضد المتسببين في اعتماد الشركة موضوع هذه الاحتجاجات، فإن الوزارة لا تزال تعتمد على سياسة «إطفاء الحرائق» عبر إرسال مديرة الملاحة التجارية ووفد مرافق لها، قصد طمأنة مغاربة الخارج، في حين يشهد الميناء المتوسطي أيضا احتجاجات موازية بفعل الضغط على مكاتب الشركة المذكورة، التي لم تستعد بشكل جيد لهذه اللحظة، ناهيك عن وجود مشاكل تقنية وبشرية وغياب الموارد الكافية لتدبير هذا الملف.
وكان الميناء المتوسطي قد شهد، أخيرا، احتجاجات واسعة من طرف أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ناهيك عن مواطنين قدموا إلى شبابيك الشركة المعنية قصد اقتطاع تذاكر العودة، إلى جانب آخرين يستنجدون بأهاليهم من خارج التراب الوطني للحصول على التذاكر بسبب عطل في النظام المعلوماتي للشركة التي تم تفويضها بشكل رسمي للقيام بمهمة ملء الخطوط البحرية بين الموانئ الأوروبية وطنجة المتوسط في إطار عملية «مرحبا2021».
وكان عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، قد لجأ، أخيرا، إلى خدمات شركة مختصة في النقل البحري رغم أنها في الأصل موضوع تهرب ضريبي، وذلك قصد تسهيل عودة مغاربة العالم للمملكة، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية حسب بلاغ للوزارة. وأكدت أنها، في إطار اتفاقية مبرمة مع السلطة المينائية لطنجة-المتوسط، قامت باستئجار باخرتين بطاقة استيعابية تصل إلى ألفي راكب و500 سيارة لكل باخرة. وأوضحت الوزارة، في بلاغ، أنه عهد باستغلالها، بعد استشارة محدودة، إلى الشركة المغربية المعنية، بهدف تعزيز الخطوط البحرية المتوفرة، مشددة على أن الأسعار التي سيتم اعتمادها على متن هاتين السفينتين المستأجرتين من طرف الدولة، تتوافق مع الأسعار الأساسية البالغة 995 أورو لحزمة مرجعية “pack de référence” تتكون من سيارة و4 ركاب، مفيدة بأن هذا العرض الإضافي يمكن من رفع عدد سفن المسافات الطويلة المستغلة طيلة عملية “مرحبا 2021″، إلى 10 سفن.