طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن المصالح الأمنية لدى ولاية أمن طنجة باشرت تحقيقات بخصوص ورشات وصفت بالوهمية، مختصة في شحن المخدرات عن طريق التجاويف الحديدية للشاحنات، بعدما تزايدت أخيرا هذه الظاهرة. وحسب المصادر، فإن هذه التحقيقات جاءت بالتزامن مع إحباط محاولة تهريب 730 كيلوغراما من مخدر الشيرا على متن شاحنة للنقل الدولي للبضائع، تحمل لوحات ترقيم مسجلة بالمغرب. ومكنت هذه العملية الأمنية من حجز كميات المخدرات المهربة مخبأة بعناية داخل تجاويف أعدت خصيصا ضمن حوامل البضائع على متن الشاحنة، كما أسفرت إجراءات البحث عن إيقاف سائقها، وهو مغربي الجنسية. وتم إخضاع المشتبه فيه للبحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع المتورطين في هذه القضية، وكذا تحديد باقي الامتدادات المفترضة وطنيا ودوليا لهذا النشاط الإجرامي. وتندرج هذه القضية في سياق العمليات الأمنية المكثفة والمتواصلة التي تباشرها مختلف المصالح الأمنية، بهدف مكافحة التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية.
وأوردت بعض المصادر أن هذه العملية من شأنها أن تطيح برؤوس كبيرة، فضلا عن الكشف عن تفاصيل عمليات تهريب مماثلة تم القيام بها عبر هذه الطريقة الهوليودية، وكذا شاحنات النقل الدولي المستعملة في عمليات نقل المخدرات، وامتدادات هذه الشبكة الجديدة، إلى جانب طريقة وصولها إلى غاية منطقة الفحص بـ«السكانير» للميناء المتوسطي دون أن يتم اكتشافها من قبل السلطات المختصة. وربطت المصادر بين هذه القضية وفرضيات لقضايا مماثلة لها صلة بإخفاء المخدرات بطرق مثيرة، كان أبرزها داخل التجاويف والألواح الخشبية، وذلك على غرار ملف اعتقال مالك ورشة للنجارة توجد بدوار «بني واسين» بضواحي طنجة، وهو في حالة تلبس رفقة اثنين من مساعديه بإخفاء وتخزين شحنات كبيرة من مخدر الشيرا، ضمن ألواح خشبية معدة للتصدير خارج المغرب. ويتحدد الأسلوب الإجرامي المستخدم من طرف أعضاء هذه الشبكة في تجاويف ألواح حديدية أو خشبية موجهة للتصدير، وإخفاء المخدرات بداخلها، مع إعادة تركيبها وطلائها بمواد كيميائية، في محاولة لتفادي اكتشافها من طرف الشرطة السينو تقنية. وأضافت المصادر أن العملية الجديدة تكشف عن وجود مستودعات جديدة لتخزين المخدرات بهذه الطرق الماكرة، ثم ورشات وهمية تقوم بإعداد هذه المخدرات في التجاويف دون اكتشافها، وهو ما جعل مسار التحقيقات يفتح على أكثر من صعيد، للوصول إلى كافة الحيثيات المرتبطة بهذه الواقعة، لإيقاف المتورطين الرئيسيين في عملية التهريب.