النعمان اليعلاوي
كشفت وثائق صادرت عن السلطات الألمانية أن المخابرات المغربية حذرتها في 2016 من عملية إرهابية يخطط لها تونسي، وأوضحت الوثائق التي كشفت عنها وكالة الأنباء الألمانية أن المخابرات المغربية علمت بالصدفة عام 2016 معلومات بشأن التونسي أنيس العمري، الذي نفذ لاحقا هجوم الدهس في برلين، وذلك بسبب علاقاته بإسلاميين متطرفين منحدرين من المغرب في ألمانيا، كما أشارت الوثائق السرية إلى أن الاستخبارات المغربية توصلت في ذلك الحين بمعلومات مفصلة عن مغربي، ومغربي-فرنسي، والعمري، وكانت تركز في ذلك على اتصالات محتملة للثلاثة مع أنصار لتنظيم “داعش” في سوريا أو ليبيا أو العراق.
وبحسب الوثائق، فقد حذرت المخابرات المغربية المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألماني من أن العمري إسلامي لديه استعداد للقتال ويعتزم تنفيذ “مشروع لا يمكنه التحدث عنه عبر الهاتف”، كما كشفت الوثائق أطلع سلطات الأمن على المستوى الاتحادي والولايات على المعلومات وتكشف الوثائق أن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية طلب من المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية)، في ذلك الحين، التحري عن المعلومات القادمة من المغرب، كما كشفت التحقيقات التي أجرتها اللجنة البرلمانية المختصة بالهجوم أن الاستخبارات الداخلية الألمانية لم تتحرى عن المعلومات سوى لدى الاستخبارات الأمريكية، التي لم تقدم ردا إلا عقب وقوع الهجوم.
وكانت العاصمة الألمانية، برلين، قد عاشت في 2016 ليلة دامية قتل فيها 12 شخصا وأصيب أكثر من خمسين آخرين، قالت شرطة برلين حينها إن شاحنة سارت فوق رصيف المشاة وأصابت العديد من الأشخاص، كما أظهر مقطع فيديو نشر على حساب صحيفة “برلينر مورجن بوست” الألمانية، أكشاكا للبيع في السوق الموجودة بالقرب من كنيسة الذكرى الشهيرة في برلين بعد أن تم تخريبها جراء عملية الدهس، وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره، إن ملابسات حادث الدهس الدموي في برلين أشارت إلى أنه كان هجوما، قبل أن يتبين أن منفذ الهجوم هو متطرف من أصل تونسي، وهو الذي نفذ هجوم الدهس بالشاحنة بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد، تم في وقت لاحق إلى إيطاليا وهناك لقي حتفه في مدينة ميلانو برصاص الشرطة الإيطالية.
