أسئلتكم يجيب عنها سفيان الفاضلي-
رئيس الرابطة الوطنية للمستشارين والمدربين المغاربة، أستاذ متخصص في العلاقات الزوجية والتواصل الزوجي، وأستاذ متخصص في التواصل والتسويق والإتيكيت الدولي
********
السلام عليكم أستاذ سفيان، عمري 28 سنة، متزوجة منذ سنتين تقريبا وليس لدي أطفال لحد الآن، مشكلتي تكمن في غيرتي الشديدة على زوجي وعدم ثقتي فيه، حيث كثيرا ما تنتابني أفكار بأنه يخونني، حدث هذا منذ أن اكتشفت بالصدفة أنه مازال يتواصل مع حبيبته القديمة التي لم يتزوجها لأسباب عائلية. لم أستطع مفاتحته في الموضوع وفي كوني تجسست على هاتفه، مخافة ردة فعله زيادة على عدم ثقتي فيه.. أصبحت خائفة الآن من إعادة إحياء حبه القديم. من فضلكم كيف أنسيه حبه القديم وأجعله وفيا لعلاقتنا؟
إن نسيان الزوج لحبه القديم يكون بحسن معاملة الزوجة لزوجها، والاجتهاد في جعل بيتها جذابا، وأن تكون متجددة دائما، والتجدد هنا ليس في المظهر فقط، وإنما التجدد المستمر في الأفكار والسلوك..، ما يمنح زوجك الشعور بأنه متزوج بأكثر من امرأة، مجتمعات في واحدة هي أنت. وذلك من خلال الاستعانة بالقراءة، والاطلاع واستيعاب آفاق جديدة تمنحك أفكارا جديدة ستدهش زوجك، وترضيه وتجعله يرتبط بك أكثر وأكثر، ويلجأ لك دائما. لا تظهري لزوجك أنك غير واثقة أو خائفة، وفي الوقت نفسه، اعطيه نوعا من الثقة ليحس بأنك تثقين فيه، وحاولي أن تدخلي إلى حياته، وتعيشي اهتماماته وتجعلي بينك وبينه قواسم مشتركة. وذلك بأن تهتمي بالأشياء التي يحبها، وتكوني فكرة عنها، فتشاركيه فيها، وهكذا حتى تكون المسافة بينكما قريبة جدا، ويعتاد على قضاء كل اهتماماته وهوياته معك، دون أن يقدر عن الاستغناء عنك.
بالمقابل، لا ننصحك بأن تلحي على زوجك أن يخبرك بماضيه وأسراره، لأن هذا لن يفيدك في شيء، وصفحات الماضي عند علاقتنا الزوجية يتوجب أن تطوى، وأن نركز مع الحاضر والمستقبل. وأنت إذا علمت تفاصيل علاقات زوجك القديمة، فإنك بعد ذلك ستبدئين بالشك، وتفسرين الكثير من تصرفاته العادية على أنها شوق وحنين للماضي، مع أن هذا في الغالب لا يكون صحيحا.
استغلي هذه الفترة التي مازال فيها زوجك منسجما معك، ويعيش معك، ويقوم بواجباته تجاهك، ويكون حاضرا ببيته ولا يغيب عنه. فهذه الأشياء تعني أن مخالفات زوجك إن كانت فهي سطحية وخفيفة، ويكون سهلا عليك أن تخلصي زوجك منها، إذا دخلت حياته من جديد وأقبلت عليه بذكاء من خلال ما ذكرناه.
هل أطلق زوجتي إرضاء لأهلي؟
السلام عليكم أستاذ سفيان، معكم صلاح الدين من اليوسفية، متزوج منذ سنة ونصف العام تقريبا، مع الوقت ظهرت لنا مشاكل ناتجة عن خلافات بين أهلي وأهل زوجتي وصلنا معها للباب المسدود، ما جعل أهل زوجتي يضغطون على ابنتهم لترك البيت. استخدمت الكثير من الأساليب مع زوجتي لأرجعها إلى رشدها إلا أنها لم تعد تبالي ولا تهتم بي ولا بمسؤولياتها الزوجية، ووالداي يريان أنه يجب أن أطلقها لأنها لا تليق بي زوجة وأنا لا أرغب بالطلاق وأخاف أن أظلمها، فأرجوكم ماذا أفعل، هل أطلقها؟
كان من المهم أن تمدنا بالمزيد من التفاصيل حول طبيعة خلافاتك مع زوجتك وأهلها وأهلك، ولماذا هذه الخلافات حتى نكون على إلمام كبير بالقضية ونستطيع أن نفيدك أكثر. وعموما، فإن الكثير من المشاكل والخلافات تحصل في السنوات الأولى من الزواج، والسبب في ذلك يعود إلى اختلاف البيئة التي تربت فيها الزوجة عن البيئة التي عاش فيها زوجها، ومن هنا يظهر التباين، وقد تحدث مشاكل تؤدي إلى نفور الزوجة وسوء ردود فعلها.
إنك تدرك، سيدي الكريم، أن من عاش في بيئة معينة فترة طويلة من الزمن، وتربى على طريقة معينة في نمط عيشه، لا يمكن تغييره بين يوم وليلة، بل يحتاج إلى أن تكون لديه قابلية للتغيير أولا ثم القليل من الصبر عليه والتغاضي عن بعض تقصيره، مع الاستمرار في التوجيه برفق ولين، وتشجيعه في حال أحدث تحسنا وتقدما، وإعانته على القيام ببعض المهام فذلك كفيل بإحداث تغيير جذري في حياته. ناهيك عن أن من أسباب نشوب المشاكل والخلافات، عدم استقلالية الزوجة بسكن خاص بها، وبعض العادات والتقاليد التي تكلفها بأعمال خاصة بأهل الزوج الذين يعيشون معها داخل البيت نفسه.
لذلك ننصحك بأن توسع صدرك، وتصبر على زوجتك، وتستمر في توجهيها ومساعدتها ومتابعتها، وابدأ بالأمور اليسيرة والسهلة فذلك أدعى للقبول والتنفيذ، ثم انقلها بالتدرج إلى ما فوق ذلك، وكلما أنجزت مهمة اثن عليها، وقدم لها هدية رمزية، وإياك أن تقارنها بغيرها، فذلك منبع الإحباط لديها والعناد. ولاشك أن لزوجتك الكثير من الصفات الإيجابية تعرفها أنت، وهناك صفات أخرى كامنة في نفسها تحتاج منك أن تنقب عنها وتستنهضها وتفعلها. ولا تنس أن تتواصل مع أهلك برفق وحكمة وأن تفهمهم ما أخبرتك به عن خلافات بداية الزواج وتجعلهم يتصوروا أن هذه الزوجة هي ابنتهم، فهل يرضون لها أن تطلق بهذه السرعة؟ واطلب منهم أن يمنحوها فرصة لتعدل من سلوكها وحياتها. تحتاج، أيضا، إلى أن تتقرب من أهل زوجتك أكثر وتوثق صلتك بوالديها، وتجتهد في جعلهم يمسكون العصا بينكما من الوسط ويتعاملون معكما كابن وابنة لهما.
كيف أتصرف مع زوجي البخيل؟
السلام عليكم أستاذ سفيان، معكم مينة من آسفي، متزوجة وأم لثلاثة أطفال، 6 سنوات، 14 سنة و21 سنة. منذ زواجي وأنا أعاني من بخل زوجي الشديد، فرغم أنه موظف وبشهرية مريحة، إلا أنه بخيل ويتهرب من الإنفاق على بيته وأبنائه، ويقطر علينا مصروفنا تقطيرا، ما اضطرني لأن أبحث عن عمل لتلبية حاجيات أبنائي، وفعلا اشتغلت بالعديد من المؤسسات الخاصة وكنت أصرف كل راتبي الشهري على بيتي وأبنائي. وبسبب وباء كورونا استغنى المشغل عن العديد منا ولم يعد لي عمل أو فرصة لأبحث عن عمل جديد في هذه الظروف. هنا أبنائي لم يتحملوا تغير مستوى معيشهم اليومي الذي تدهور كثيرا بسبب فقداني العمل وبخل أبيهم. دخلت مع زوجي في عراك وخصومات كثيرة لهذا السبب فيقول لي: هذه هي قدرتي المالية وإذا أردت مستوى أحسن فلأبحث عن شغل، كلامه هذا استفزني ووترني خاصة أن راتبه الشهري يفوق 10000 درهم وهو لا يكاد ينفق منه عنا سوى 2000 درهم ونعيش بالبيت الذي ورثه عن أبيه. استفزازه وبخله الشديد، إضافة إلى شكوى الأبناء وتذمرهم، أمور جعلتني مريضة منهكة وكارهة لنفسي ولم أعد أعرف كيف أتصرف؟
الحقيقة أن الخطأ ليس خطأ زوجك فقط، بل أنت مساهمة وبشكل كبير في هذا المشكل، إذ كان من المفروض أن لا تصرفي أجرتك على بيتك، فالقوامة المالية للرجال وليس للنساء. أنت بعملك هذا شجعت زوجك على أن يتشبث ببخله، وتصبحي في نظره ملزمة بالعمل والإنفاق على البيت. المطلوب منك الآن أن لا تبحثي عن عمل جديد، وإن كان ولا بد فلا تصرفي على البيت من أجرتك، واجعلي أبناءك هم من يتواصلون مع أبيهم بهذا الخصوص، وإن اقتضت الضرورة أن يلجؤوا لكبير من العائلة ليتوسط بينهم وبين أبيهم. المهم أن تعطي جهدك في سبيل هذا الحل الذي سيفضي إلى إنهاء مشكل بخل زوجك من جذوره ويجعله يتحمل نفقات أسرته بمستوى يتلاءم مع مدخوله المادي. وأنبهك إلى أن أي حل آخر تلجئين إليه لن يكون سوى حل ترقيعي وتأجيل للمشكلة الأكبر التي ستتفجر في ما بعد كما تفجرت هذه المشكلة الآن.