المهدي الجواهري
انفتح أنس البوعناني، رئيس جماعة القنيطرة، على هيئات المجتمع المدني، في أول لقاء بعد انتخابه رئيسا، حيث تسلم، أول أمس الخميس، مذكرة اقتراحية من طرف «مجموعة إنصاف القنيطرة»، التي تضمنت عدة محاور كالمساهمة في النهوض والارتقاء بالقنيطرة، وتشخيص الاختلالات والمشاكل التي يعاني منها سكان المدينة، وتعكس انتظارات المواطنين ذات الأولوية على مستوى النقل والنظافة والبيئة والمرافق الاجتماعية والرياضية والثقافية.
وأفادت مصادر «الأخبار» بأن رئيس جماعة القنيطرة، الذي كان مرفوقا بنائبه الحسين المفتي، أثنى على هذه المبادرة ورحب بالتنسيق والعمل مع مجموعة المجتمع المدني، إلى جانب انفتاحه على كل المبادرات والاقتراحات في إطار الديمقراطية التشاركية للنهوض بمدينة القنيطرة، وتأهيلها اقتصاديا واجتماعيا من كل الجوانب الثقافية والرياضية والنقل والنظافة والاستثمار، بالرغم من الإكراهات المالية واختلالات تدبير سنوات المجلس السابق.
واعتبرت «مجموعة إنصاف القنيطرة» أن جماعة القنيطرة قد اعترتها عدة اختلالات، وعرفت سوءا للتدبير وللتسيير في العديد من المجالات، وأصبحت المدينة تعاني مشاكل عدة وخصاصا كبيرا تختلف حدة وطأته من قطاع لآخر، وتأمل «مجموعة إنصاف القنيطرة» من رئيس الجماعة ومجلسه الجماعي، الإنكباب عليها من أجل تدارك هذا الخصاص وسد هذه النقائص، والعمل على إيجاد الحلول الناجعة والسريعة لهذه الاختلالات، كمطلب شعبي عبرت عنه صناديق الاقتراع ليوم 8 شتنبر 2021، تحقيقا للحاجيات الضرورية والملحة لساكنة القنيطرة، وذلك من أجل توفير ظروف العيش الكريم في بيئة وفي محيط وفي فضاء ملائم، صحي وسليم يصون ويحفظ كرامتها.
وتتشكل المذكرة الاقتراحية لـ«مجموعة إنصاف القنيطرة» من خمسة محاور أساسية، تقدم بها عدد من أعضاء المجموعة تهم التعمير والتراث وحفظ الذاكرة والنقل الحضري وحركة السير والجولان والوقاية الصحية والنظافة والبيئة والمجال الثقافي والرياضي والاجتماعي والفني والترفيهي. كما أن «مجموعة إنصاف القنيطرة» تستعد لتقديم المزيد من الاقتراحات في عدد من القطاعات والمجالات الأخرى إلى رئيس جماعة القنيطرة، مع تنظيم ندوات ولقاءات لتنوير الرأي العام المحلي بكل مستجد بهذا الخصوص، وفتح نقاش واسع رزين ومسؤول مع كل من يعنيه أمر خدمة مصلحة الجماعة وسكانها.
وفي السياق نفسه، دخلت «مجموعة إنصاف القنيطرة»، التي تشكلت قبل الانتخابات الجماعية الأخيرة، على خط التغيير بالمدينة، معتبرة أن محطة الانتخابات وما أفرزته من نتائج ومن حكم حاسم للمواطنين، ورغبتهم الجامحة والملحة طلبا للتغيير الإيجابي ورؤية مدينتهم تتبوأ المكانة اللائقة بها بين المدن الكبرى للمملكة، كما تهيب وتناشد جميع الأعضاء الذين حظوا بثقة الساكنة، والذين أصبحوا يشكلون المجلس الجماعي الجديد لجماعة القنيطرة، العمل بنفس روح المسؤولية العالية والمواطنة الصادقة، واستحضار المصلحة العليا لجماعة القنيطرة ولسكانها أولا وأخيرا، ونبذ الخلافات والمصالح الشخصية الضيقة، والعمل بالتوجيهات الملكية السامية، وبروح الدستور والمنهج الديمقراطي السليم، والتصدي لكل الضغوطات الخارجية التي تعاكس تحقيق المصلحة العليا للمدينة ولساكنتها، وإفراز أغلبية مريحة قادرة على تلبية الحاجيات الضرورية والمشروعة للمواطنين في تنمية مستدامة اقتصادية واجتماعية حقيقية، وقادرة أيضا على التنزيل السليم للمخطط الاستراتيجي لمدينة القنيطرة، الذي تم التوقيع على برامجه الكبرى والطموحة بحضور الملك محمد السادس، وقادرة أيضا على تحقيق الاستفادة لجماعة القنيطرة من المخطط التنموي الجديد المزمع تنزيله، لإخراجها من براثن الركود الاقتصادي الذي تعيشه، والذي يؤثر سلبا على المستوى المعيشي للساكنة عموما، وللطبقات الفقيرة والشعبية والمتوسطة بصفة خاصة.
وتمنت «مجموعة إنصاف القنيطرة» أن يكون جميع أعضاء المجلس الجماعي في مستوى اللحظة التاريخية، وأن يلتقطوا رسائل المواطنين الواضحة، وألا يفوتوا على المواطنين فرصة تصحيح مسار مدينة القنيطرة الاقتصادي والاجتماعي والخدماتي والثقافي والرياضي والترفيهي، وليعلموا أنهم يتحملون مسؤوليات تاريخية جسيمة أمام سكان المدينة وأمام الله، في ما قد تؤول إليه جماعة القنيطرة من تدهور ومن أوضاع مزرية، نتيجة حسابات فردانية خاصة.