يونس جنوحي
على إثر مشاركة المغرب في مؤتمر الأطراف «كوب 28» في دبي، والذي تطرق لمشاكل المناخ، أشاد مختلف المشاركين بالمجهودات التي بذلها المغرب في مجال إنتاج الطاقة النظيفة والأبحاث المتعلقة ببدائل طاقية تحد من مشاكل المناخ.
والأسبوع الماضي، فقط، نُشر مقال يتحدث عن مشكلة الانبعاثات السامة التي تؤثر على المناخ، وعلاقتها بالأداء الاقتصادي. لم يجد كاتب المقال، الذي نشرته الـ«واشنطن بوست»، أي حرج في الإشارة بوضوح إلى الصين باعتبارها أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم.
سبق للصين أن تعهدت بألا تصل إلى ذروة الانبعاثات إلا في سنة 2030، لكنها، يقول الكاتب كريستيان سيفارد، بلغتها حسب ما ذكره بعض مراقبي المناخ الذين لم تعد لديهم ثقة كبيرة في وعود الصين.
هناك لجنة دولية يطلق عليها «لجنة تحولات الطاقة»، وهي لجنة تعنى بمراقبة ورصد تغيرات المناخ. صرح رئيسها، أخيرا، قائلا إنه من المؤكد أن الصين ستبلغ ذروتها في الانبعاثات قبل سنوات من حلول 2030، وربما في وقت مبكر من سنة 2026.
الخبراء اعتبروا هذا التصريح قنبلة مدوية، إذ إن هؤلاء يفكرون في ما بعد سنة 2026، حيث يتوقعون أن تتضاعف الانبعاثات بشكل لم يسبق أبدا لأي خبير دولي تصوره في أي نسخة من نسخ «الكوب».
الكوب 28، الذي شارك فيه المغرب وحصد اهتمام أغلب الخبراء المشاركين باعتبار أن المغرب يقود تجارب في الطاقة النظيفة، منها الطاقة الشمسية، أقنعت دولا مثل بريطانيا بالدخول في شراكات طاقية وبدء مشاريع مشتركة، كان مناسبة لنقاش الآثار المترتبة عن هذا التسارع الذي تتسبب فيه الصين. هؤلاء الخبراء، حسب «الواشنطن بوست»، دائما، طرحوا أسئلة من قبيل: هل يمكن للصين أن تبدأ حقا في تقليل انبعاثات غازات دفيئة قبل 2029؟ وكيف يمكن للحكومات الأخرى دفع أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، إلى الرجوع إلى معدلات سابقة؟
يعترف المقال بأن اجتماعات «الكوب» التي عُقدت في الإمارات العربية المتحدة، ورغم نجاح أشغالها لم يقدم الخبراء المشاركون فيها أي جواب عن هذه النقطة بالذات.
بعض هؤلاء الخبراء يتساءلون لماذا لا تتجه الصين، ومعها بعض الدول الأخرى، إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية. لدى هذه الدول ما يؤهلها لتطوير الأبحاث في الطاقة الشمسية ونقلها إلى مستويات غير مسبوقة، لكن بدل ذلك يعتمد الاقتصاديون في الصين على الفحم مصدرا رئيسيا للطاقة، رغم الانبعاثات الكارثية التي تنتج عن استغلاله، والتي تُقصر من عمر كوكب الأرض بكل تأكيد.
لم تستجب الصين للضغوطات الخارجية لإيقاف بناء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، ورغم أن الصين اتجهت أخيرا إلى مصادر الطاقة المتجددة، إلا أن انبعاثات الكربون تحول دون تحقيق الهدف المحدد في ربح خمس سنوات من التباطؤ في إنتاج هذه الانبعاثات.
المشاركون في «الكوب 28» قدموا أرقاما دقيقة ودراسات موثوقة، كلها تؤكد أن الذين يُقصرون عمر كوكب الأرض يفعلون ذلك أمام أنظار المجتمع الدولي ومئات الخبراء المتخصصين في مجال التأثر المناخي بالانبعاثات السامة. وهؤلاء الخبراء يتساءلون الآن لماذا لا تعلن الصين عن إمكانية الوصول إلى ذروة الإنتاج في وقت مبكر؟ أليس من حق العالم، في النهاية، أن يعرف أن هناك ما يُعجل بوصول الكوكب إلى النهاية، قبل الموعد؟
ختم أدير تيرنر، وهو الرئيس الأول للجنة تغير المناخ وأحد أشهر علماء التغير المناخي في العالم، مشاركته في «الكوب» قائلا: «لا يُدرك الصينيون، لأي سبب من الأسباب، مدى أهمية البيانات العامة للكوب بالنقاش العالمي حول تغير المناخ. سوف يحقق العالم خطوة كبيرة جدا إلى الأمام إن هم فعلوا ذلك».