النعمان اليعلاوي
كشفت مصادر من داخل وزارة الصحة عن شروع مديرية الأدوية والصيدلة، بتوجيه من اللجنة العلمية لمواجهة وباء كورونا، في مسطرة الترخيص لنوعين جديدين من اللقاحات ضد «كوفيد 19»، بحيث أشارت المصادر في حديث لـ «الأخبار» إلى أن الأمر يتعلق بلقاح «سبوتنيك» الروسي، ولقاح «جونسون آند جونسون» الأمريكي، بالإضافة إلى «أسترازينيكا» في الصنف المصنع من طرف مختبرات بكوريا الجنوبية.
وأوضحت المصادر أن «هذا الترخيص هو بمثابة خطوة استباقية من أجل تنويع مصادر اللقاح ضد كورونا وتجنبا لأي تأخير قد يحصل في الإمداد بجرعات اللقاحات من النوعين المرخصين حاليا (سينوفارم) الصيني، و(أسترازينيكا) المصنع في الهند». وأشارت المصادر إلى أن المغرب سيتوصل بحمولة مليوني جرعة من لقاح (أسترازينيكا) المصنوع في كوريا الجنوبية، عبر مبادرة منظمة الصحة العالمية (كوفاكس)، وهو الأمر الذي تطلب ترخيص اللجنة العلمية قبل مباشرة إجراءات الحصول عليه.
من جانبه، أوضح مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بكلية الطب بالدار البيضاء أن هناك سباقا وضغطا عالميا «من كبار الدول من أجل الحصول على جرعات اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، ففي الوقت الذي تطالب أوروبا حاليا بتوفير 50 مليون جرعة لمجمل بلدان الاتحاد الأوربي إضافية، أوصى الرئيس الأمريكي شركة «جونسن آند جونسن» بتخصيص جميع الجرعات المصنعة حصريا للولايات المتحدة الأمريكية»، حسب الناجي، الذي بين في اتصال هاتفي مع «الأخبار» أنه «في الوقت الذي يواصل المغرب تحقيق الريادة قاريا من خلال حملة التلقيح، هنالك توصية من اللجنة العلمية بضرورة تنويع مصادر اللقاحات، وهو الأمر الذي عجل بالترخيص لأنواع جديدة من اللقاحات».
وشدد الناجي على أن «هذا الترخيص من طرف اللجنة العلمية لا يعني بالضرورة بداية استيراد هذا النوع من اللقاحات مباشرة، بل هناك مسطرة متبعة بعد الترخيص من طرف الجهة الوصية في بلد التصنيع، ثم بعدها ترخيص منظمة الصحة العالمية للقاح، وترخيص الجهات الوصية في بلد الاستيراد، ثم عقد شراكات وتوقيع اتفاقيات للتوريد وفق معايير محددة قبل التوصل بجرعات اللقاح، وهي المسطرة التي تم إتباعها مع النوعين الأولين من اللقاح»، يوضح الناجي.
وبخصوص الوصول للمناعة الجماعية، أوضح الناجي أنه «يصعب تحديد موعد مدقق لهذا الأمر، لأن هناك إكراهات مرتبطة بالضغط الدولي من أجل الحصول على اللقاحات، غير أن الوصول إلى 70 في المائة من نسبة المواطنين ملقحين، هو بلوغ ضمني لهذا الهدف»، مشيرا بخصوص وعود وزير الصحة بالوصول للمناعة الجماعية في 15 ماي المقبل، «أن ذلك من طموحات كل المغاربة، غير أنه لا يمكن الجزم مع تأخير تسليم الجرعات والإكراهات المرتبطة بالتصنيع على المستوى الدولي»، مبينا أن «المؤشرات بخصوص الوضعية الوبائية اليوم جيدة جدا، حيث تراجعت بشكل كبير نسبة الإماتة إلى أقل مستوياتها».
من جانبه، أوضح الطيب حمضي، الدكتور والباحث في السياسة الدوائية بالمغرب أن «هناك لقاحات تقدمت للحصول على تراخيص من الجهات الوصية في المغرب، ومن بينها اللقاحين «سبوتنيك»، الذي حصل على ترخيص اللجنة العلمية»، مضيفا في تصريح لـ «الأخبار» أن «التوصل المبكر بجرعات من هذا اللقاح قد يعالج التأخر الذي قد يحصل في وصول جرعات «استرازينيكا» المصنوع في الهند و«سينوفارم» الصيني، وبالتالي الرفع من نسبة الملقحين وبلوغ المناعة الجماعية في أقرب مدة»، مبينا أن المغرب اتبع استراتيجية خلال حملة التلقيح ترتكز في ضمان جرعتين للمواطنين المستفيد من اللقاح «بمعنى أن الذين حصلوا حاليا على جرعة أولى من اللقاح، فجرعتهم الثانية متوفرة، ولا يتم تلقيح الجميع بجرعة واحدة وانتظار التوصل بباقي الشحنات من اللقاح لتلقي الجرعة الثانية»، يوضح حمضي.
وبلغ عدد المستفيدين من عملية التلقيح الوطنية 4.017.087 (الحقنة الأولى)، فيما استفاد 717.113 من الحقنة الثانية من اللقاح، بعدما قررت وزارة الصحة توسيع الاستفادة من التلقيح لتشمل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 60 و64 سنة، وذلك بالموازاة مع استمرار تلقيح الفئات المستهدفة من المرحلة الأولى من الحملة.