هل يدعو النزيف للقلق؟
أنا امرأة متزوجة منذ خمس سنوات، عمري ثلاثون سنة، ولدي طفلان. لاحظت أخيرا أنه يحدث لي نزيف بعد كل علاقة جنسية، وهو أمر يقلقني أنا وزوجي. سؤالي هو ما سبب هذا النزيف؟ هل هو أمر طبيعي، أو بسبب خلل في الهرمونات، أو بسبب الإصابة بميكروب، أم سرطان عنق الرحم أو سرطان المهبل؟ فحدوث نزيف بعد كل علاقة جنسية يقلقني ويقلق زوجي أيضا، فما الحل في هذه الحالة؟
نزول الدم بعد الجماع مشكل شائع جدا بين الأزواج، وأسبابه مهمة وتجب على كل الأزواج معرفتها حتى يكونوا على علم بهذه الأسباب لتفاديها، والبحث عن العلاج المناسب.
فبعد الجماع تكون هناك متعة جنسية، لكن لا يجب أن يرافق الأمرَ ألم ودم، وإذا حدث نزول دم خارج الدورة الشهرية فالأكيد أنه مسألة غير طبيعية. نزول الدم قد يكون بسبب وجود تعفنات أو جفاف المهبل بعد سن اليأس، بحيث يحدث نقص في إفراز هرمون الأستروجين، ما يؤدي لجفاف المهبل، وحدوث تقرحات بسرعة عند العلاقة الحميمية. وقد يكون النزيف بسبب سرطانات أو تعفنات، خصوصا سرطان عنق الرحم أو سرطان المهبل، وذلك عندما تصل المرأة سن اليأس. وعندما يحدث نزيف فأول ما يجب أن نفكر فيه هو السرطان. ولهذا يجب أخذ الأمور بجدية، وعلى المرأة، بعد كل سنتين أو ثلاث سنوات، القيام بفحص عنق الرحم من أجل الكشف المبكر عن سرطانات، خصوصا عنق الرحم والمهبل.
من الضروري اللجوء إلى الطبيب من أجل معرفة السبب وأخذ العلاج المناسب، ومعرفة هل يتعلق الأمر بسرطان أو التهابات عادية، أم بتعفنات جرثومية، وهل هو جفاف؟ وكل مشكل له علاج خاص به.
في ما يخص هل للنزيف تأثير على العلاقة الجنسية، فقد يكون للأمر تأثير لأن الزوج قد لا يسعد بوجود دم أثناء العلاقة الحميمية، وغالبا لا يكون لها تأثير، ما عدا إذا كانت هناك فطريات أو مكروبات من الممكن أن تنتقل إلى الزوج. في هذه الحالة على الزوجين أن يأخذا الدواء معا، وما عدا ذلك يجب أن يكون هناك تشخيص للمشكل مع أخذ الدواء المناسب.
وإذا كانت فطريات، فالطبيب يصف للزوجة محلولا للوضوء، مع تحاميل مهبلية، وغالبا تكون كافية. وفي حال الإصابة بالتهاب بكتيري، قد يصف الطبيب مضادات حيوية موضعية أو عن طريق الفم، وفي بعض الأحيان يجب على الزوج أيضا أخذ العلاج نفسه، وفي بعض الأحيان تكون هناك جراثيم يجب علاجها بالشكل المناسب لها، وفي حالة الشك يتم تحليل السائل المهبلي في المختبر من أجل الكشف عن نوع الجرثومة بطريقة محددة ومعرفة الدواء المناسب والفعال أكثر من غيره، وهو الذي يتم وصفه للمريضة حتى تشفى.
رشيد حتيمي- طبيب مختص في الصحة الجنسية والإنجابية