هل فعلا تبخير الأكل أفضل طرق تحضير الطعام صحيا؟
هل سبق وتساءلت عن مدى صحية الطبخ بواسطة البخار؟ الكل يؤمن بفكرة أن الطبخ بالبخار يبقى أفضل طريقة من الناحية الصحية للجسم، كونها تحمي الصفات الغذائية للأطعمة، فضلا عن أنها تحافظ على مذاقها الطبيعي بشكل أكبر. فما مدى صحة هذا الأمر؟
بالرغم من أن تبخير الطعام يتميز عن طرق الطهي الأخرى، كالقلي بواسطة الزيت أو الزبدة على سبيل المثال، أو السلق الذي يجعل الماء المستعمل عبارة عن مزيج من العناصر الغذائية القابلة للذوبان، التي تضيع إذا ما لم يتم استعمالها ودمجها في الطبق على شكل عصير أو لصنع حساء، على سبيل المثال، أو طريقة الشي، التي بالرغم من كونها طريقة تخول لنا الحصول على طعم خاص يحظى بتقدير في كثير من الأحيان، إلا أن هذه الطريقة قد تنتج عنها بعض المواد الضارة بالصحة، سيما شي اللحوم والأسماك.
لا توجد طريقة طبخ مثالية حسب الأخصائيين، فجميع طرق الطهي، بما فيها استعمال البخار، تُحدث تغييرات كيميائية وفيزيائية في الأطعمة وتحول خصائصها الغذائية. وبالتالي، قد يتطور مستوى مضادات الأكسدة بشكل غير إيجابي مع الطهي بالبخار، مما يجعل التكوين النهائي للطعام قبل تناوله مختلفا عما هو في الأصل، أو عن شكله الطبيعي وخصائصه الصحية الأصلية.
هناك أيضا مجموعة من المواد التي تحتوي عليها الأغذية والتي يعمل التبخير على تحليلها، ومن أهم هذه المكونات البروتينات، فاستعمال حرارة عالية وعلى مدى فترات طويلة من الزمن، سيغيران من تكوين الطعام بالنسبة لبعض الأطعمة مثل الخضر التي تحتاج إلى وقت طويل لتنضج أو اللحوم، مما يجعل الطهي بالبخار لا يكون الطريقة الأمثل دائما.
وبعيدا عن التبخير بات أخصائيو الصحة والتغذية أخيرا يشيرون بين الفينة والأخرى، إلى أهمية إعادة تأهيل الدهون في النظام الغذائي، لكونها مهمة جدا للصحة وضرورية لنظام غذائي متوازن، لهذا لا يجب أبدا إلغاء القلي من طرق تحضير الطعام الصحية.
ليكون الطعام صحيا يجب ألا يغيب عن الأذهان، أن الخصائص الغذائية يتم الحفاظ عليها بشكل أفضل عند طهي الطعام لفترة قصيرة، وفي درجة حرارة منخفضة وبدون ماء. لذلك يمكن أن يكون لجميع طرق الطهي مزايا، تختلف باختلاف نوعية الطعام الذي يتم تحضيره.