شوف تشوف

الرئيسيةبانوراما

هل تهدد أوروبا موجة ثانية من كورونا؟

ارتفاع للإصابات بعد رفع الحجر وذعر من خروجها عن السيطرة

سهيلة التاور

بعدما رفعت العديد من الدول الأوروبية الحجر الصحي الذي اعتمدته معظم بلدان العالم لمواجهة جائحة كورونا، لاحظت ارتفاعا في عدد الإصابات بالفيروس بشكل مستمر كما أن في بعض المناطق تم فقدان السيطرة على الوضع بالكامل. الشيء الذي دفع بعض الدول لأن تغلق بعض المناطق وتلتزم الحجر الصحي من جديد. لكن منظمة الصحة العالمية وبريطانيا تحذران من موجة ثانية من الفيروس قد تعم الدول الأوروبية مجددا. وفي المقابل، بعثت «بيونتك» و«فايزر» الأمل في قلوب سكان العالم بعد دخول لقاحهما مرحلته الأخيرة.

حذرت بريطانيا من ظهور بوادر موجة ثانية في أوروبا، حيث نبه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، يوم الثلاثاء 28 يوليوز الماضي، من ظهور بوادر موجة ثانية لفيروس كورونا في دول أوروبية، مضيفا -في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» البريطانية- أن دور حكومته هو “اتخاذ إجراءات بمجرد ملاحظتهم علامات تدل على موجة ثانية من كورونا”.
وجاءت تصريحات جونسون في معرض دفاعه عن قرار حكومته فرض حجر صحي إلزامي على القادمين من إسبانيا.
وأضاف: “لنكن واضحين تماما بشأن ما يحدث في أوروبا، بين أصدقائنا الأوروبيين، أخشى أننا بدأنا نرى علامات على وجود موجة ثانية من كورونا في بعض الأماكن”.
وخلال الأسبوع الماضي، غيّرت بريطانيا نصائحها بشأن السفر إلى إسبانيا بأكملها، وقالت السلطات إنه يجب تجنب «السفر غير الضروري إلى إسبانيا، بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا في بعض مناطق البلاد». فيما هددت فرنسا، يوم الجمعة الماضي، بإغلاق حدودها مجددا مع إسبانيا، ما لم تتخذ مدريد التدابير اللازمة لمكافحة فيروس كورونا.
فمن بين البلدان الأكثر تضررا، تسجل بلجيكا أكبر عدد من الوفيات بالنسبة لسكانها بمعدل 85 وفاة لكل 100 ألف نسمة، تليها المملكة المتحدة 67، وإسبانيا 61، وإيطاليا 58 والسويد 56.

منظمة الصحة العالمية
شددت منظمة الصحة العالمية على التحذير من أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد آخذ في الارتفاع مرة أخرى في أوروبا، محذرة من مخاطر انتشار جديد لوباء كوفيد 19، وهو ما يهدد نظام الرعاية الصحية من جديد.
وقال هانز كلوج، مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: «شهدت أوروبا الأسبوع الماضي زيادة في عدد الحالات الأسبوعية للمرة الأولى منذ شهور، في إحدى عشرة دولة، أدى التفشي المتسارع إلى عودة كبيرة للغاية، وفي حال تركت دون رادع، فإن أنظمة الرعاية الصحية قد تتعرض للانهيار مرة أخرى».
وحذرت منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء 28 من الشهر الماضي، من الاستكانة في مواجهة انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد في الصيف في نصف الكرة الشمالي. وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس -في إفادة صحفية عبر الإنترنت من جنيف- إن «الناس لا يزالون يفكرون في مسألة المواسم، ما ينبغي أن نفهمه جميعا أن هذا فيروس جديد وسلوكه مختلف»، وقالت إن هذا الفيروس ليس مثل الإنفلونزا التي تتبع عادة أنماطا موسمية، ودعت إلى توخي الحذر في تطبيق الإجراءات لإبطاء العدوى التي تنتشر عبر التجمعات الكبيرة.
وحذرت هاريس من التفكير في وجود موجات للفيروس، وقالت: «ستكون موجة كبيرة واحدة، ستتفاوت علوا وانخفاضا بعض الشيء، وأفضل ما يمكن فعله هو تسطيح الموجة وتحويلها إلى شيء ضعيف يلامس قدميك».

بلجيكا وكتالونيا
نبهت بلجيكا إلى أنه قد يتم فرض «إغلاق كامل» مرة أخرى بعد ارتفاع ملموس في عدد حالات الإصابة، والأمر ذاته ينطبق على إقليم كتالونيا الإسباني، مع تحذيرات باحتمالية عدم السيطرة على التفشي خلال عشرة أيام. فقد ارتفع معدل الإصابة في بلجيكا، خلال الأسبوع الماضي، إلى 279 إصابة يوميا. وفي ذروة الجائحة في أبريل، كان هناك أكثر من 1000 حالة جديدة كل يوم.
وحذرت رئيسة الوزراء البلجيكية، صوفي ويلميس، من عدم معرفة تطورات الوضع، قائلة: «يقول الخبراء إن من الممكن تجنب إغلاق جديد. يجب ألا نخيف الناس، كما يجب ألا نخدعهم بالتظاهر بمعرفة كل شيء». وقالت ويليمس إنه «على مدى أربعة أسابيع بدءا من يوم الأربعاء، يمكن لكل عائلة أن تلتقي بخمسة أشخاص آخرين».
ومن ناحية ثانية، قال رئيس إقليم كتالونيا إن الوضع أصبح شبيها بما كان عليه قبل الإغلاق في مارس. وقال قويم تورا، رئيس الإقليم، الذي يعد أحد أسوأ المناطق الإسبانية تأثرا من حيث عودة الفيروس: «الوضع خطير، وإن لم نستطع أن ننجح، فإننا سنضطر للعودة للوراء».
وهناك حوالي 8000 حالة جديدة جرى تسجيلها على مدى الأسبوعين الماضيين، وهذا يشكل نصف حالات الإصابة في كل إسبانيا، خلال الفترة ذاتها. وتتوزع حالات التفشي بين البارات والنوادي الليلية والعمال الموسميين.
واعترفت السلطات الصحية الإسبانية بأن البلاد قد تواجه فعلا موجة ثانية من العدوى، بعد رفع الإغلاق، وحذرت، الأسبوع الماضي، من عودة التفشي بشكل واسع.

فرنسا وألمانيا
لوحظ في فرنسا ارتفاع حاد في الإصابات بمرض كوفيد-19 بين الشباب، وفي ألمانيا قالت مؤسسة استشارية للصحة العامة إنها «قلقة جدا بسبب ارتفاع عدد الحالات المسجلة أخيرا».
وقال جيروم مارتي، رئيس اتحاد الأطباء العامين في فرنسا، إن «العطلة الصيفية ستكون نقطة حاسمة وخطيرة في هذا الشأن.. هناك الكثير من الحركة وزيادة في أعداد الناس. من يوم إلى آخر يمكن أن ترجح الكفة».
وتتزايد المخاوف في ألمانيا، إذ يقول بعض الخبراء إن الموجة الثانية بدأت بالفعل، فيما يشير إليها آخرون على أنها «الموجة الدائمة»، التي ستستمر حتى يتم التوصل إلى لقاح..، حيث زاد عدد الحالات الجديدة إلى أكثر من 800 يوم الجمعة، بعد تسجيل معدلات يومية بين 300 و400 حالة.
ويقول طبيب مختص إن الأكثر احتمالا هو أن حالات الإصابة بالفيروس ستستمر بالارتفاع والانخفاض بشكل متتال. فيما سيكون التحدي الأكبر هو محاصرة التفشيات الصغيرة قبل أن تخرج عن السيطرة.

لقاح في المرحلة النهائية
قالت شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية «بيونتك» وشركة صناعة الأدوية الأمريكية «فايزر»، يوم الاثنين 27 من الشهر الماضي، إنهما ستبدآن دراسة عالمية مهمة للغاية لتقييم لقاحهما الذي يحتل الصدارة بين اللقاحات المحتملة لمرض «كوفيد-19».
وإذا نجحت الدراسة، فسيمكن للشركتين تقديم اللقاح للحصول على الموافقة لإدراجه على اللوائح التنظيمية في أكتوبر، الأمر الذي يضع أقدامهما على المسار الصحيح الذي يمكّنهما من توفير ما يصل إلى 100 مليون جرعة بنهاية عام 2020، و1.3 مليار جرعة بنهاية عام 2021. ويستفيد كل مريض من جرعتين من اللقاح للمساعدة في تعزيز جهازه المناعي، لذا فإن أول 100 مليون جرعة ستكون كافية لتطعيم حوالي 50 مليون إنسان. ومن المتوقع أن تجرى الدراسة في حوالي 120 مكانا على مستوى العالم، ويمكن أن تشمل ما يصل إلى 30 ألف مشارك، كما ستشمل المناطق المتأثرة بشدة بالمرض الذي يتسبب فيه فيروس كورونا المستجد.
وقالت كاترين جنسين، رئيسة قسم أبحاث وتطوير اللقاحات في شركة «فايزر»، إن «إطلاق تجربة المرحلة 3‭‭/‬‬2، خطوة رئيسية للأمام في التقدم الذي نحرزه صوب توفير لقاح محتمل للمساعدة في محاربة جائحة كوفيد-19».
ولدى شركة «فايزر» بالفعل اتفاق لبيع 100 مليون جرعة من لقاحها لحكومة الولايات المتحدة، كما تتيح لها خيار شراء 500 مليون جرعة إضافية، وتجري الشركة محادثات مع حكومات أخرى -بما في ذلك الاتحاد الأوروبي- حول صفقات مماثلة.

In this picture taken on April 29, 2020, an engineer takes samples of monkey kidney cells as he make tests on an experimental vaccine for the COVID-19 coronavirus inside the Cells Culture Room laboratory at the Sinovac Biotech facilities in Beijing. – Sinovac Biotech, which is conducting one of the four clinical trials that have been authorised in China, has claimed great progress in its research and promising results among monkeys. (Photo by NICOLAS ASFOURI / AFP) / TO GO WITH Health-virus-China-vaccine,FOCUS by Patrick Baert

السعر المتوقع للقاح
يبحث منسقو خطة تمويل لقاحات فيروس كورونا في مجموعة واسعة من الأسعار المحتملة للقاح، ووفقا لتقرير حصري، فإن سعر 40 دولارا لكل جرعة هو أعلى رقم في هذا النطاق، وفقا لما نقل عن أحد المشاركين في المشروع.
وقال سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي لتحالف اللقاحات جافي (GAVI)، الذي يشارك في قيادة مبادرة كوفاكس (COVAX) المصممة لضمان وصول عالمي عادل إلى لقاحات فيروس كورونا المستجد، إنه ليس لديهم سعر مستهدف محدد، وسيسعون أيضا للتفاوض على أسعار متدرجة للبلدان الأكثر ثراء والأكثر فقرا. ورفض بيركلي التعليقات من مصادر الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، والتي قالت إن منشأة كوفاكس تستهدف سعر 40 دولارا للقاحات (COVID) للبلدان الغنية. وقالت مصادر الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد سيسعى لتأمين صفقات أرخص خارج خطة كوفاكس.
وقال بيركلي، في مقابلة، إنه في عرض تقديمي (Presentation) لمسؤولي الاتحاد الأوروبي، أعطى مسؤولو كوفاكس مجموعة مختلفة من الأسعار. وأضاف: «وهذا (40 دولارا) كان السعر الأقصى في النطاق للدول ذات الدخل المرتفع وليس السعر المحدد».
ويشترك في قيادة منشأة كوفاكس كل من جافي ومنظمة الصحة العالمية، وتحالف ابتكارات الاستعداد لمواجهة الأوبئة «سيبي (CEPI) Coalition for Epidemic Readyness Innovations»، وهي مصممة لضمان الوصول السريع والعادل إلى لقاحات «كوفيد-19» بمجرد تطويرها.
وتهدف «كوفاكس» إلى تأمين الإمدادات وتسليم ملياري جرعة إلى الدول التي تسجل في كوفاكس بنهاية عام 2021، وقال جافي، في وقت سابق من الشهر الماضي، إن أكثر من 75 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى كوفاكس.
وأكد بيركلي أن اختبار معظم اللقاحات مبكر جدا، ومن السابق لأوانه معرفة السعر النهائي. ولفت إلى أنه «لا أحد لديه فكرة كم سيكون السعر، لأنه ليست لدينا أي فكرة عن لقاح كورونا الذي من المحتمل أن يعمل». وأوضح بيركلي، الذي يتفاوض من خلال جافي مع الشركات المصنعة لشراء اللقاحات بكميات كبيرة لاستخدامها في البلدان الفقيرة، أن صانعي الأدوية كثيرا ما يستخدمون نهج التسعير المتدرج، حيث تدفع الدول الأكثر فقرا سعرا واحدا، والبلدان المتوسطة الدخل سعرا أعلى، وتدفع الدول الغنية أعلى سعر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى