سهيلة التاور
ينبغي على جميع مرضى السرطان أن يكونوا على علم بأنه من الواجب أن يقوموا ببعض التغييرات الغذائية، فهذا من شأنه أن يزيد من فرص شفائهم بشكل كبير، بغض النظر عن العلاج الذي يتبعونه.
تعتبر التغذية أول وأفضل مقاومة لمرض السرطان. لذا يجب تقديم المعلومات الضرورية للذين يعانون هذا المرض عن كيفية المرور إلى نظام غذائي أساسي وقائي سليم، والذي يشمل أساسا الخضر مع كمية قليلة من الفواكه والحبوب والبروتينات. هذا النظام الغذائي يشبه النظام الغذائي “الكيتوني” (للتخلص من فرط في كيتون الجسم)، وهو الموضوع الذي أثار جدلا كبيرا في المجلات والصحف المتخصصة في علم الأورام، مع المناداة بمزيد من التخفيض من استهلاك البروتينات والحبوب والدهون والسكريات المتحولة، للمساعدة على تخفيف الالتهاب في الجسم. لكن، بدلا من ذلك، يتم تقديم معلومات عن النظام الغذائي لمرضى السرطان بعد إصابتهم به أولا، والغريب أنه عادة ما يتم تقديم تقنيات غذائية وطريقة إعداد الوجبات معروفة بتحفيزها للأورام وتطور السرطان.
خطورة الوجبات الجاهزة
من الواضح أن هناك تفاوتا بين المعلومات الموثقة في الدراسات الحديثة بشأن النظام الغذائي وتطور مرض السرطان وما يعتمد عليه أولئك الذين يتواصلون مع مرضى السرطان، ضمن فرق معالجة الأورام، في توجيه مرضى السرطان.
طريقة الحياة الحديثة، خاصة في الدول الغربية، التي تتطور بسرعة، لا تهتم تماما بالنظام الغذائي الوقائي. الأطعمة الجاهزة والوجبات التي تعد باستخدام الميكروويف، والوجبات الخفيفة المعلبة والوجبات السريعة تهيمن على القائمة اليومية لكثير من مواطني الدول الغربية وحتى لدى المجتمعات التي تأثرت بنمط الحياة الجديد الذي يهيمن عليه عامل السرعة. ولذلك لا يجب الاستغراب إذا علمتم أن هذه الأطعمة ليست الأمثل لمحاربة السرطان.
لكن ما الذي يجب على مريض السرطان، الذي قد تم تشخيصه للتو، أن يفعله لمساعدته على الاستعداد للعلاجات المقبلة وزيادة فرصه في العلاج؟
في ما يلي ستة تغييرات في النظام الغذائي تعد الأكثر أهمية التي يجب أن يدخلها كل مريض بالسرطان على نظامه الغذائي. وعلى الرغم من أنها تبدو صعبة في البداية، لكن ما على مريض السرطان القيام به حقا هو أن يأكل الأغذية الموسمية الطازجة، وذات التحضير البسيط.
الغذاء الوقائي
اليوم، معظم الناس في العالم الغربي لديهم نظام غذائي يشجع الالتهاب ويزيد من درجة الحموضة داخل الخلايا، الحماض الكامن، الذي من شأنه أن يوفر بيئة مثالية لانتشار السرطان. واتباع نظام غذائي وقائي مطبق بشكل جيد يسمح بتحسين درجة الحموضة داخل الخلايا مع مرور الوقت، وهذا هو أفضل مقاومة ضد الالتهاب الجاري في الجسم. ويتكون أساسا من: الخضروات العضوية الورقية الخضراء، الأعشاب والتوابل والخضروات الجذرية، البصل والثوم، والبروكلي، والقرنبيط، والكرنب، والفول والعدس والبازلاء والمكسرات، والبذور، تُخلط مع كمية صغيرة من الحبوب الخالية من الجلوتين (كوب أو اثنين يوميا) مثل الأرز. كمية من 60 إلى 120 غراما من الأسماك أو الدواجن أو اللحوم التي تتغذى على العشب البيولوجي، عدة مرات في الأسبوع، يمكن أن تكون جزءا من النظام الغذائي الصحي الوقائي. من اثنين إلى ثلاث فواكه الطازجة يوميا تساعد على تحقيق التوازن في كمية استهلاك الفيتامينات والمعادن.
إقصاء السكر
تستخدم الخلايا السرطانية كمية زائدة من الجلوكوز (السكر) في وحدة الزمن أكثر من الخلايا الأخرى. واستقلاب السكر ينتج الحامض، الشيء الذي يعزز أيضا تطور السرطان. بالإضافة إلى ذلك، اتباع نظام غذائي غني بالسكريات، بما في ذلك الفواكه، يحرر استجابة للأنسولين. إذا كنت غالبا ما تأكل الفواكه الحلوة كل يوم، فإنك بهذا تحذف وظيفة المناعة بينما تزيد من مستوى الأنسولين في الجسم، ومقاومته. وترتبط مقاومة الأنسولين ارتباطا مباشرا بانتشار السرطان. السكر المكرر يسبب نقص المغنيسيوم في الجسم، وهذا يساهم أيضا في انتشار مرض السرطان. كما أن شراب الذرة أيضا غني بالفريكتوز (نوع من السكر)، ويرجع ذلك إلى طريقة تحوله، ويحتوي على نسبة عالية من الزئبق، الذي يعتبر السم الذي يهيئ للسرطان. توصية إقصاء السكر تشمل السكر بجميع أشكاله، حتى السكريات الطبيعية مثل العسل والصبار، وكذا السكر الأبيض وعصير الذرة الغني بالفركتوز، لذلك يجب تفضيل التفاح غير المحلى أو اثنين أو ثلاث حبات من التين أو المشمش المجفف، أو قطعة أناناس طازجة إذا كنت بحاجة إلى القليل من الحلاوة. من المهم أن تأكل الفاكهة باعتدال، فالخلايا تستخدم الفركتوز خلال عملية انقسامها، مما يعزز من نمو وانتشار السرطان.
إقصاء الغلوتين
الحبوب الغنية بالغلوتين تسبب الالتهاب. والالتهاب يعزز تطور السرطان. وهذا يعني أنه يجب تجنب الحبوب الغنية بالغلوتين مثل القمح، حبوب الجاودار، بما في ذلك الحبوب الكاملة. ففي النظام الغذائي الوقائي يجب إقصاء المعكرونة والحبوب والخبز، والكعك، والكعك وغيرها من المعجنات المخبوزة.
مرضى السرطان يجب أن يأكلوا الحبوب الخالية من الغلوتين مثل الأرز، الأرز الأسود، والكينوا والقطيفة، ومع ذلك، فاستخدام المنتجات “الخالية من الجلوتين” يعد خطأ، لأن معظمها تحتوي على الزيوت والسكر المعالجة، وبالتالي فهي لا تدخل ضمن مكونات النظام الغذائي الوقائي المكافح للسرطان.
إقصاء المنتجات اللبنية
لقد تم إثبات أن البقرة الحلوب في دراسة كبيرة قادها البروفسور “ت. كولن كامبل”، الدكتور في جامعة كورنيل، تعد واحدة من منتجي المواد الرئيسية التي تشجع على تطور السرطان. الغريب أن المسؤول الأول هو: البروتين الكازين. كما أن الزبادي الغني بالبروتين الذي تضاف إليه بودرة الحليب أو مصل اللبن، يشكل مادة مسرطنة أكثر من الحليب العادي، والزبادي العادي أو الجبن. ومع ذلك، يجب إقصاء جميع منتجات الألبان خلال محاربة السرطان. فالمنتجات اللبنية تسبب الالتهاب، حيث تعتبر سببا في تدهور العظام وتعزز تطور السرطان كما يفعل السكر.
زيت الزيتون وزيت جوز الهند وزيت الأفوكادو في النظام الغذائي
استخدم زيت زيتون المعصرة في الأجواء الباردة، وزيت جوز الهند أو زيت الأفوكادو فقط ومن الأحسن أن تكون هذه الزيوت عضوية. هذه الزيوت لها خصائص مضادة للالتهابات، وبالتالي فإنها تساهم في تهدئة الخلايا الملتهبة والتي يمكن أن تكون مسرطنة في الجسم. زيت جوز الهند لها كذلك تأثير مضاد للجراثيم، جيدة لمرضى السرطان مع اشتمالها على وظيفة مناعية ضعيفة، وخصائص مضادة للسرطان. والزيوت المراد إزالتها هي زيت الذرة وفول الصويا وبذور اللفت، عباد الشمس، لأن معظمها تكون مصنعة وغير طبيعية.
يتم إعداد الزيوت المصنعة، بما في ذلك الزيوت المهدرجة والسمن النباتي في درجة حرارة عالية لزيادة العمر الافتراضي لها. وهذا يغير جزيئات الزيت بحيث بدلا من أن تعمل كقائد طبيعي لكل المراسلات الكهربائية بالكامل في الجسم، هذه الجزيئات تخلق “مناطق ميتة” في الخلايا الخاصة بك لأنها لا تستطيع التحكم في قيادة الكهرباء. هذا يتداخل مع وظيفة الخلايا السليمة ويمكن أن تعزز تطور السرطان.
في الأساس، فإن الخلايا السرطانية هي الخلايا التي لم تعد تلبي الرسائل بين الخلايا وتتكاثر بشكل لا نهاية له، مما يؤثر على الخلايا الأخرى.
تجويع السرطان.. استراتيجية أخرى في المستقبل
من السمات الرئيسية للسرطان هي تكاثر الأوعية الدموية (نمو الأوعية الدموية الجديدة). الورم يحتاج إلى الدم لينمو، وبالتالي يمكنه أن يخزن الجلوكوز من خلال مجرى الدم. ولكن يبدو أننا يمكننا السيطرة على نمو الأوعية الدموية من خلال تناول الأطعمة التي تمنع نموها. باستهلاك هذه الأطعمة بانتظام، يمكننا تجويع الخلايا السرطانية المجهرية بشكل فعال ومنعها قبل أن تتكاثر وتصبح خطرة.
وقد ثُبت أن ريسفيراترول موجود في العنب الأحمر، على سبيل المثال، والذي من شأنه أن يمنع نمو الأوعية الدموية بنسبة 60 في المائة.
وهناك أيضا حامض الإيلاجيك الذي يوجد أساسا في التوت والرمان (أو عصير الرمان المصفى). وبعض الأطعمة الأخرى التي تحتوي على مواد مكافحة لتكاثر الأوعية الدموية المحتملة: من قبيل الشاي الأخضر والفراولة والتوت، العنب البري والكرز و البرتقال والبومبلوموس والليمون وجوز الطيب والثوم والكالي والخرشوف والخرقوم والبقدونس والفطر.
فهذه الأطعمة تحتوي على مركبات مختلفة مضادة لتكاثر الأوعية الدموية. بعض الأطعمة أكثر فعالية حتى من العقاقير المضادة لتكاثر الأوعية الدموية، بما فيها البقدونس والثوم.
والنتيجة تكون أكثر فعالية إذا كانت هذه المركبات تؤخذ بالتوازي مع الفاكهة بكاملها، أكثر مما إذا كانت تؤخذ بشكل فردي، وهذا هو السبب المهم جدا للتركيز على الحمية التي تشمل كامل الأطعمة البيولوجية، بدلا من استهلاك المواد بشكل فردي على أساس أنها مفيدة.