كوثر كمار
يستخرج الزعفران من نبات ثمين ويعد من أغلى التوابل في العالم، لذا يغش بعض «العطارة»، في هذه المادة التي تدر عليهم أموالا طائلة. ويقوم الغشاشون بالاعتماد على العديد من الحيل للنصب على المستهلكين وإيهامهم أنه من منطقة «تالوين»، وهي إحدى المناطق المعروفة عالميا بجودة الزعفران. «الأخبار» تسلط الضوء على «الزعفران المغشوش» وتكشف عن أسرار مثيرة في هذه المادة الثمينة.
يضفي الزعفران نكهة خاصة على الأطباق المغربية التي تقدم خاصة في المناسبات. ويمتاز الزعفران برائحته وخيوطه الناعمة الحمراء أو البرتقالية، وحسب المهنيين فإن خمسة آلاف زهرة تعطي فقط 30 غراما من الزعفران و80,000 من الزهور تعطي فقط حوالي نصف كيلوغرام، وهذا يعطي دلالة على السعر المرتفع للزعفران الأصلي، والذي يزرع في إيران واليونان والمغرب وكشمير وإسبانيا وإيطاليا.
ويلجأ عدد من الغشاشين إلى بيع الزعفران المزور للزبائن، وذلك عن طريق إيهامهم بأنه من «تالوين» أو مستورد من إيران.
صافية، ربة بيت تبلغ من العمر خمسين سنة، تم الاحتيال عليها من قبل صاحب محل «للعطارة»، بعدما باعها زعفران مزور. وتحكي السيدة لـ «الأخبار» أنها اشترت خمسة غرامات من الزعفران بمائة وخمسة وعشرين درهما، معتقدة أنه «حر»، إلا أنها اكتشفت أنه مغشوش بعدما قامت ابنتها بتجريبه عن طريق وضعه في كوب من الماء. وتردف أنها عندما عادت إلى البائع ادعى أنه هو الآخر تعرض للنصب.
الزعفران المغشوش
يعتمد البعض من بائعي التوابل على العديد من الطرق للغش في «الزعفران» وبيعه للزبائن على أنه أصلي بسعره الحقيق، الذي لا يتعدى خمسة وثلاثين درهما للغرام.
عبد الحق يعمل حارسا ليليا بمدينة الدار البيضاء، وبالموازاة مع ذلك يبيع لزبائنه الخاصين «الزعفران الحر»، لأنه ينحدر من «تالوين»، ويكشف عبد الحق في حديثه مع «الأخبار» أن بعض الغشاشين يبيعون الزعفران مزورا، إذ يخلطونه بنباتات مشابهة له في اللون وفي سرعة الذوبان بالماء كالعصفر، فكيلوغرام من الزعفران قد لا يحتوي سوى على مائتي غرام من الزعفران «الحر»، بينما يتكون الباقي من التحميرة أو الخرشوف الأحمر، كما يخلط الزعفران بمسحوق الآجور الأحمر، موهمين المستهلك بأنه زعفران «تالوين».
عامل بمحل للعطارة كشف أيضا في حديثه للجريدة أن بعض الباعة يستخدمون النباتات الهندية، والتي تشبه الزعفران، ولا يتعدى سعر الكيلوغرام الواحد منها 40 درهما، ويتم خلطها بالزعفران عالي الجودة لزيادة حجمه، بحيث تكون نسبة النبات المغشوش فيه تتراوح بين 30 و80٪، لافتاً إلى أن هذه الطريقة من الغش لا يستطيع كشفها إلا من لديهم خبرة طويلة في تجارة الزعفران.
ويضيف العامل أن هناك أيضاً نوعا من الزعفران الأبيض، يقوم بعض التجار بصبغه لإكسابه لوناً خاصا بالزعفران عالي الجودة، وبيعه بالسعر نفسه، ثم يردف أن بعض الغشاشين يقومون بتجفيف الدجاج الميت أو المكسور الذي يباع بأربعة دراهم ويصبغون خيوطه كما يخلطونه مع الزعفران الأصلي للنصب على الزبائن.
ملونات صناعية
يستعين بعض «التجار» بالملونات الاصطناعية لوضعها في الزعفران المغشوش وإيهام الزبناء بأنه أصلي.
وحذر عدد من الخبراء من ملونات غير مسموح بها
تسبب ضرراً على الصحة، فقد تحتوي هذه المواد على بعض المواد الكيميائية أو السميات أو نسبة من المعادن الضارة، وسواء كانت هذه أو تلك، فإن تأثيراتها تنصب غالباً على الكبد والكلي لأنهما الجهازان المهمان في جسم الإنسان للعمليات النهائية للأطعمة والأشربة والأدوية. فهما يكونان أولى علامات التأثيرات السلبية لأي مادة ذات ضرر على الصحة، بالإضافة إلى خلايا الدم والخلايا العصبية في أنحاء الجسم التي ليست بمنأى عن التأثير بأي مادة محظورة ذات أثر على الصحة.
وتسبب بعض المكونات، حسب عدد من الدراسات، في مرض الحساسية والأمراض السرطانية على المدى البعيد، مما جعلها ممنوعة في الكثير من الدول خاصة بأوربا. وأفاد عدد من الخبراء بأن هذا الزعفران المغشوش يحتوي على ألوان صناعية مثل اللون E124 الممنوع استخدامه في الأغذية، والذي يسمى Ponceau، وهو لون اصطناعي منع استخدامه في أكثر دول العالم لأنه مثير للحساسية ويزيد من مادة الهستامين في الجسم، كما يزيد من حدة مرض الربو. ويعتبر هذا الملون من المواد المسرطنة في بعض الدول لذلك منع استخدامه من قبل» FDA» هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وكذلك يستعمل الملون E102 والمسمى «Tartrazine» وهو لون اصطناعي يستخدم بشكل واسع في الولايات المتحدة وحظر استخدامه في النرويج وأستراليا.
كما يتم استخدام صفار الغروب E110 وهو لون اصطناعي منع استخدامه في النرويج وفنلندا.
الفرق بين الزعفران الأصلي والمغشوش
من أجل التمييز ما بين الزعفران «الحر» والمغشوش، هناك العديد من الطرق التي يمكن تجريبها تفاديا للوقوع في فخ الغشاشين.
رضوان عامل في محل لـ «لبيع التوابل»، يشرح خلال حديثه مع الجريدة طرق كشف الغش، قائلا: «يجب وضع شعيرات من الزعفران في كوب ماء مغلي، فالأصلي يطفو على الماء ولونه أصفر بينما المغشوش ينزل في القاع ويميل لونه إلى البرتقالي، كما أن الزعفران «الحر» لا يذوب ويتحلل في الماء، أما الزعفران المغشوش عندما تقوم بوضعه في الماء سوف تلاحظ أنه ذاب وتحلل. أما رائحة الزعفران الأصلي فتكون قوية ومميزة، بينما الزعفران المغشوش فليس له رائحة أو تكون خفيفة جداً، ويمكن للمستهلكين أيضاً تذوق الزعفران، فإذا لاحظوا أنه ذو طعم مميز ولذيذ وفيه بعض المرارة فهو زعفران أصلي أما إذا لم يكن طعمه لذيذا فهو مغشوش» .
ويحذر رضوان من شراء النباتات المشابهة للزعفران كالعصفر، ويشير إلى أن العديد من الزبائن لا يستطيعون التمييز ما بين الأصلي والمزور من خلال العين المجردة فقط.
هذه هي فوائد وأضرار الزعفران الحر
أفادت صحيفة الديلى ميل البريطانية، أن علماء كشفوا عن أحدث سلاح طبيعي في المعركة ضد السرطان، وهو زعفران الخريف. ووجد العلماء فى دراسة نشرت نتائجها على صحيفة الديلى ميل البريطانية أن الزعفران يعمل على القضاء على الأورام والشفاء من المرض، لافتين إلى أنه يعمل ضد جميع أنواع السرطان تقريبا، بما فى ذلك سرطان الثدى والأمعاء والرئة والبروستاتا المعروفين بأنها أكبر أربعة أمراض قاتلة.
يعتمد الدواء الجديد على الكولشيسين المستخرج من زعفران الخريف المعروف بأن له خصائص مضادة للسرطان، ولكن يعتقد أنه سام جداً للإنسان، وأضاف الباحثون أن الكولشيسين يوقف الأوعية الدموية التى تغذى الأورام بالأكسجين والغذاء لنموه.
وأكدت مجموعة من الدراسات أن الزعفران يساهم في محاربة أعراض الاكتئاب والشعور بالقلق والإحباط؛ فهو مسكّن ومهدّئ عام للأعصاب ويساعد على استرخاء الجسم ويزيد الشعور بالراحة والسعادة . كما يُحسّن عمل الجهاز الهضمي ويطرد الغازات ويزيل انتفاخ البطن والتهابات المعدة، كما يُسكّن المغص المعوي، إضافةً إلى أنه يعالج كلاً من الإمساك والإسهال المزمن. ويساعد الزعفران على نزول الطمث المحتبس «الدورة الشهرية»، ويخفف من آلامها المزعجة، كما ينهي التقلصات في الرحم والنزف المزمن فيه.
أما بخصوص الجهاز التنفسي فهو يقاوم السعال ونزلات البرد ويفيد في علاج الربو وضيق الصدر. ويساعد على تقوية الدم وعلاج الأنيميا لغناه بالحديد المكوّن الأساسي لهيموجلوبين الدم وكريات الدم الحمراء. ويستخدم الزعفران لعلاج مشاكل الضعف الجنسي لدى الرجال والنساء، ويقوّي الرغبة وشهوة الجماع لدى الأزواج . يقوي الجهاز العصبي المركزي ويساعد على تجديد الخلايا العصبية التالفة . كما يحمي من الإصابة بأورام السرطان؛ وذلك لاحتوائه على مضادّات الأكسدة وبخاصة الكاروتينات كالليكوبين والألفا بيتا كاروتين. يدخل في العلاجات الطبيعيّة المستخدمة في المنتجات السياحية؛ حيث إنّه يزيل السموم المتراكمة في الجسم.
يُنشّط الدورة الدموية الضعيفة ويقوي عمل الكبد والطحال ويمنع إصابتهما بالأمراض. يمنع الإصابة بأمراض القلب والشرايين، كما يساعد على تخفيض ضغط الدم المرتفع لغناه بالبوتاسيوم. يُحسّن الزعفران من مظهر البشرة، ويزيد من نضارتها وشبابها ويحميها من التجاعيد، ويبقيها ناعمةً ملساء خاليةً من العيوب، إضافةً إلى أنه يساعد على تفتيح لون البشرة. يقوي عضلات الأمعاء ويعالج البواسير الشرجية النازفة. كما يعالج الأرق وصعوبة النوم خلال الليل . يمنع الزعفران من تساقط الشعر ويُعزّز نمو الشعر بسرعة. وعلاوة على ذلك فهو يقوي البصر ويزيل الغشاوة من العينين.
ويستعين البعض بالزعفران من أجل تخفيض وزنهم لأنه يوقف شهية الطعام .
لكن بالرغم من فوائده إلا أن له أضرارا على صحة الإنسان عند الافراط في تناوله، كاحمرار الوجه، زيادة كبيرة في الطمث، وسقوط الأجنة، والرعاف، وانخفاض دقات القلب مع الشعور بالدوار.