احتج العديد من المواطنين على تحول المقبرتين الموجودتين ببنسليمان إلى بؤر للفساد والتلوث. وطالبوا بوضع برنامج يومي أو أسبوعي من أجل تنقية وتطهير القبور، مؤكدين أنه لولا مبادرات بعض شباب المدينة، الذين يعملون على تنظيم أيام لتنظيف وتهيئة القبور لكان وضعها البيئي أشد خطورة.
مسؤول بالجماعة أكد أن المقبرة الجديدة هي تحت مسؤولية المجلس الجماعي، وأن عملية الدفن تتم بالمجان، لكن مواطنين أكدوا خلاف ذلك، مشددين على أن هناك من يطلب مقابلا للدفن.
يذكر أنه في السابق كانت جمعية ما يعرف بشرفاء مقبرة الولي الصالح سيدي امحمد بنسليمان هي المسؤولة عن المقبرة، بحيث كانت تتلقى منحا سنوية من المجلس الجماعي، بالإضافة إلى أنها كانت توكل مهام الإشراف المباشر لصالح شركة مناولة تكتري منها المقبرة سنويا بحوالي ستة ملايين سنتيم. وكانت تفرض رسوما وواجبات للدفن، حددتها في 300 درهم للقبر الواحد، مع ترك الأراضي القريبة من ضريح الولي الصالح أو تلك المتواجدة بواجهة المسالك. لكن، وبعد امتلاء المقبرة القديمة وإحداث مقبرة جديدة محاذية لها، أصبح المجلس البلدي هو المسؤول الوحيد، فيما أكد بعض المواطنين أن هناك جهات أخرى ما زالت تتدخل في عملية الدفن وتفرض إتاوات.
إلى ذلك، يستمر العبث والإهمال داخل المقبرة الوحيدة لموتى مدينة بنسليمان، رغم أن المجلس البلدي أصبح الوصي الوحيد على عملية دفن موتى المسلمين بعد توسيع المقبرة، وعهدت له عمليات تهيئتها والإشراف على نظافتها وصيانتها وحمايتها، لكن واقع الحال يؤكد أن المجلس غير مهتم بالمقبرتين القديمة والجديدة، حيث الأزبال منتشرة بمسالك المقبرة وحتى فوق المقابر، وحيث قطعان الغنم والبقر ترعى بها يوميا وتزيد الوضع تعفنا بما تفرزه من نفايات. إضافة إلى انزواء بعض المنحرفين داخل المقبرة من أجل معاقرة الخمر وتدخين المخدرات واستهلاك حبوب الهلوسة.