شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

هكذا يتخوف الخبراء على البشرية من الذكاء الاصطناعي

رسالة لأكثر من 350 شخصا تحذر من مخاطر التطور المتسارع في المجال

في مبادرة لإنقاذ البشرية، من مخاطر الذكاء الاصطناعي، نشر «مركز أمان الذكاء الاصطناعي» رسالة وقعها أكثر من 350 من خبراء الذكاء الاصطناعي وقادة شركات التكنولوجيا، تنادي بضرورة تقنينه والسيطرة عليه بشكل مستعجل وللضرورة القصوى، لأن أقصى مخاطره تصل إلى «انقراض البشرية».

 

سهيلة التاور

 

حذر عدد من قادة شركات التكنولوجيا من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خطر انقراض البشرية، مؤكدين أن تقنينه والسيطرة عليه يجب أن تعطى لهما الأولوية القصوى.

وجاء التحذير في بيان من مركز أمان الذكاء الاصطناعي، ووقع عليه العديد من قادة شركات التكنولوجيا، وأبرزهم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آيOpenAI »، الشركة المطورة لبرنامج «شات جي بي تي ChatGPT»، بالإضافة إلى المديرين التنفيذيين في شركة «دييب مايند DeepMind»، وهي ذراع شركة «غوغل Google» في مجال الذكاء الاصطناعي، وشركة «مايكروسوفت Microsoft».

وجاء في البيان أن «التخفيف من خطر انقراض البشرية بسبب الذكاء الاصطناعي، يجب أن يكون أولوية عالمية إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى، مثل الأوبئة والحرب النووية».

وقال البيان إن هناك نقاشا متزايدا حول «مجموعة واسعة من المخاطر المهمة والعاجلة، التي قد يتسبب بها الذكاء الاصطناعي»، لكنه أضاف أنه قد يكون «من الصعب التعبير عن المخاوف بشأن بعض المخاطر الأكثر خطورة للذكاء الاصطناعي».

والهدف من البيان هو التغلب على هذه العقبة، وفتح المناقشات حول هذه المخاطر.

وحذر قادة التكنولوجيا الآخرون، مثل إيلون ماسك من شركة «تسلا Tesla»، وإريك شميدت، المدير التنفيذي السابق لشركة «غوغل»، من المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على المجتمع.

وبدوره، قال مركز «Center for AI Safety» إن الهدف من البيان الموجز هو «فتح نقاش» حول  الموضوع، بالنظر إلى «مجموعة واسعة من المخاطر المهمة والعاجلة من الذكاء الاصطناعي».

وصرح دان هندريكس، المدير التنفيذي لمركز «Center for AI Safety»، قائلا: «التخفيف من خطر الانقراض من الذكاء الاصطناعي سيتطلب إجراءات عالمية. لقد تعاون العالم بنجاح للتخفيف من المخاطر المتعلقة بالحرب النووية. وهناك حاجة إلى المستوى نفسه من الجهد لمواجهة المخاطر، التي تشكلها أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية».

وأضاف: «هناك العديد من المخاطر المهمة والعاجلة المتأتية من الذكاء الاصطناعي، وليس فقط خطر الانقراض. على سبيل المثال، التحيز المنهجي، والمعلومات المضللة، والاستخدام الخبيث، والهجمات الإلكترونية، والتسليح، وهذه جميعها مخاطر مهمة يجب معالجتها».

وتسارعت هذه التكنولوجيا في الأشهر الأخيرة، بعد إطلاق برنامج الدردشة «شات جي بي تي» للاستخدام العام، في نونبر الماضي، وانتشر بعد ذلك بشكل كبير. ففي غضون شهرين فقط بعد إطلاقه، وصل عدد مستخدميه إلى 100 مليون مستخدم.

وأدهش «شات جي بي تي» الباحثين وعامة الناس بقدرته على توليد استجابات على تساؤلات المستخدمين شبيهة بالبشر، مما زاد المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل الوظائف ويقلد البشر.

 

البعض يشكك

رفض أكاديميون البيان المنشور، بشأن الذكاء الاصطناعي، ووصفوه بأنه غير مفيد. ووصف الدكتور ماهيري آيتكين، زميل أخلاقيات البحث في معهد آلان تورينج، الأمر بأنه «إلهاء» عن التهديدات الأكثر إلحاحا من الذكاء الاصطناعي.

وأضاف قائلا: «إن قصة الذكاء الخارق بالذكاء الاصطناعي، هي حبكة مألوفة من عدد لا يحصى من أفلام هوليوود».

وكانت الدكتورة كاريسا فيليز، من معهد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بجامعة أكسفورد، متشككة في دوافع بعض الموقعين.

وقالت: «أخشى أن التركيز على التهديد الوجودي يصرف الانتباه عن القضايا الأكثر إلحاحا، مثل تآكل الديمقراطية أو زوالها، التي لا يريد الرؤساء التنفيذيون لشركات معينة مواجهتها». وأضافت أن «الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتسبب في دمار هائل دون المخاطرة الوجودية».

كما أن البروفيسور ليكون، الذي يعمل أيضا في شركة «ميتا»، وصف تلك التحذيرات المقلقة بأنها مبالغ فيها.

وقال آرفيند نارايانان، عالم كمبيوتر بجامعة برينستون، إن سيناريوهات الكوارث الشبيهة بالخيال العلمي غير واقعية، مضيفا: «الذكاء الاصطناعي الحالي ليس قريبا من القدرة الكافية على تحقيق مثل هذه المخاطر. وبناء على ذلك فإنها تصرف الانتباه بعيدا عن أضرار الذكاء الاصطناعي على المدى القريب».

 

تحذيرات سابقة

سبق لجيفري هينتون، الذي شارك في توقيع البيان ويعتبر أحد الآباء المؤسسين للذكاء الاصطناعي، أن حذر من أخطاره عندما ترك منصبه في شركة «غوغل» العملاقة، في مطلع ماي الماضي.

وشدد عبر صحيفة «نيويورك تايمز» على أن التقدم في قطاع الذكاء الاصطناعي يشكل «أخطارا جسيمة على المجتمع والإنسانية».

وقبل تحذيرات هينتون، وتحديدا في مارس الماضي، دعا مئات من المتخصصين العالميين، من بينهم الملياردير إيلون ماسك الذي كان بين مؤسسي شركة «أوبن أي آي» عام 2015 وترك مجلس إدارتها في 2018، إلى التوقف لستة أشهر عن إجراء أبحاث ترمي إلى التوصل لتقنيات ذكاء اصطناعي أقوى من «تشات جي بي تي»، معربين عن تخوفهم مما تحمله هذه التكنولوجيا من «أخطار كبيرة على البشرية».

إلى ذلك، فقد شكل إطلاق «أوبن أي آي»، في مارس الماضي، «تشات جي بي تي-4»، وهو إصدار جديد أقوى من «تشات جي بي تي» الذي أتيح استخدامه في نهاية 2022، مؤشرا إلى الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي الآخذ في اكتساب الطابع «العام»، والذي يوفر قدرات معرفية بشرية ويغني تاليا عن مهن عدة.

وفي غضون ذلك يواظب الأمريكي، سام ألتمان، على إبداء مخاوفه من إمكان إلحاق الذكاء الاصطناعي «أضرارا جسيمة بالعالم»، من خلال تزوير نتائج عمليات انتخابية مثلا، أو إحداث تغييرات جذرية في سوق العمل.

 

مدى براعة الذكاء الاصطناعي

اعترف ألتمان، في وقت سابق، بالتأثير الذي قد يُحدثه الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد، والذي يشمل احتمال أن تحل تقنية الذكاء الاصطناعي محل بعض الوظائف، ما قد يؤدي إلى تسريح العمالة في مجالات معينة.

وقال: «سيكون هناك تأثير على الوظائف، نحاول أن نكون واضحين للغاية في هذا الشأن».

كما أبدى ألتمان للمشرعين الأمريكيين قلقه بشأن التأثير المحتمل على الديمقراطية، وكيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإرسال معلومات مضللة أثناء الانتخابات، وهو احتمال قال إنه من بين «الأمور التي تثير مخاوفه الكبرى».

وكانت شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي «أوبن أي آي» قد كشفت، في وقت سابق، عن تحديث روبوت الدردشة «تشات جي بي تي 4»، ليصبح قادرا على إنشاء وتحرير النصوص، والتكرار مع المستخدمين في مهام الكتابة الإبداعية والتقنية، مثل تأليف الأغاني أو كتابة سيناريوهات أو تعلم أسلوب كتابة المستخدم، كما أنه متعدد الوسائط، فيمكنه فهم الصور وإخراج النص بناء على الصور.

وقدر تقرير نشرته مجموعة «غولدمان ساكس»، في مارس الماضي، أن الذكاء الاصطناعي القادر على توليد وكتابة المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حاليا.

ويُشير التقرير إلى أن 300 مليون وظيفة سيتم الاستغناء عنها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بسبب الأتمتة. وقد يكون هذا أمرا مروعا، كما يقول مارتن فورد، مؤلف كتاب «قواعد الروبوتات: كيف سيحول الذكاء الاصطناعي كل شيء».

وقال: «يمكن أن يحدث التحول لكثير من الناس وبشكل مفاجئ تماما، ومن المحتمل أن يحدث كل ذلك في الوقت نفسه. وهذا له تداعيات على الأفراد، وعلى الاقتصاد بأكمله».

ولحسن الحظ، ليست كل الأخبار سيئة. فقد أطلق الخبراء تحذيراتهم مع بعض التحفظ، فما زالت هناك أشياء لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها – فالمهام التي تنطوي على صفات بشرية مميزة، مثل الذكاء العاطفي والتفكير خارج الصندوق لن يتم المساس بها في الوقت الحالي. لذلك فإن انتقال الأفراد إلى وظائف تعتمد على تلك المهارات، سيساعد في تقليل استخدام الروبوتات بدلا من البشر.

وقال جيف دين، كبير علماء «غوغل»: « ما زلنا نلتزم بمقاربة مسؤولة للذكاء الاصطناعي. نتعلم باستمرار لفهم المخاطر الناشئة في ظل الابتكار بجرأة أيضا».

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى