شوف تشوف

الرئيسيةصحة

هكذا يؤثر إدمان الكوكايين على الصحة النفسية

يعد إدمان الكوكايين واحدا من أخطر أنواع الإدمان على الإطلاق، ليس لأن الإقلاع عن إدمانه أمر صعب، فكل أنواع الإدمان يصعب الإقلاع منها وتتطلب، في غالب الأحيان، تدخلا ومساعدة طبية، وقد تصل في بعض الأحيان إلى ضرورة المكوث في المستشفى لأسابيع حتى يستطيع المرء الإقلاع عن الإدمان الذي يعاني منه..، لكن خطورته تكمن في المسببات الأخرى التي يسببها الكوكايين للإنسان وتأثيراته السلبية والوخيمة للغاية على الصحة النفسية والعقلية والجسدية.
الكوكايين عبارة عن مادة بيضاء اللون تأتي على شكل بدرة يتم استخراجها في الأصل من إحدى النباتات العشبية التي تتم زراعتها من أجل هذا الغرض. ومن أجل صناعة الكوكايين والحصول عليه تمر النبتة المزروعة من العديد من المراحل حتى الحصول على هذه المركبات الأفيونية، وهو من المواد التي يحضر استعمالها وترويجها في أغلب دول العالم، ويتم تعاطيها وبيعها بشكل غير قانوني.

كيف يؤثر الكوكايين على الشخص
من أجل الانتشاء بجرعة من الكوكايين، يتم استنشاق هذه المادة البيضاء، وفور حصول ذلك يشعر المدمن بالمتعة والنشوة والابتهاج للحظات، ولكن هذه المتعة لا تدوم طويلا، فسرعان ما يفقد هذا الشخص المتعة والانتشاء ويتقلب مزاجه بشكل سريع، والأخطر من هذا أن المدمن، في حال عدم أخذه جرعة من الكوكايين، يصاب بحالة من الانفعال ويترجم ذلك بسلوكياته العدوانية والشديدة، ويصاب بالعزلة ويكره من حوله. ناهيك عن أن إدمان الكوكايين يؤدي، في أغلب الأحيان، إلى إفلاس الشخص المتعاطي، فبما أنه مادة يمنع تعاطيها وترويجها فإن المتاجرين فيها يبيعونها بأثمنة جد مرتفعة. لهذا فمهما بلغت ثروة المتعاطي سيجد نفسه في مدة وجيزة قد فقد ثروة كبيرة، أما الأشخاص الذين ينحدرون من مستوى اجتماعي متوسط، فيلجؤون، في أغلب الأحيان، للسرقة أو لبيع الأثاث وفعل أي شيء من أجل الحصول على ثمن شراء غرامات من الكوكايين.
ومن أضرار الكوكايين، كذلك، أن المتعاطي يفقد الوزن بسرعة كبيرة، والأمر يرجع بشكل أساسي إلى كون الكوكايين يسرع عملية الأيض ويسد الشهية. ويصاب الشخص المتعاطي، أيضا، بحالات يفقد فيها القدرة على النوم ويصاب باضطرابات في النوم، بالإضافة إلى كون المتعاطين عن طريق الاستنشاق دائما ما تظهر عليهم علامات، من قبيل الإصابة بالرشح والزكام، وهي تحدث للأشخاص الذين يتعاطونه عن طريق الاستنشاق، أما من يتعاطونه عن طريق الحقن، فعادة ما تظهر على أيديهم علامات الإبر الكثيرة التي يستعملونها، إلى جانب أن البعض الآخر يتعاطون الكوكايين عن طريق التدخين، وهؤلاء الأشخاص تظهر عليهم علامات شديدة، على غرار اضطرابات التنفس وسرطان الرئة والأنف.

الآثار السلبية لتعاطي الكوكايين
تعاطي الكوكايين يسبب العديد من الآثار السلبية على صحة المدمن، وأكثر هذه الآثار أنه قد يسبب الوفاة نتيجة أخذ جرعة زائدة، حيث تؤدي الجرعة الزائدة إلى حدوث أزمة قلبية وجلطة قلبية وضيق في التنفس ما يؤدي إلى الوفاة.
أضف إلى هذا أن المتعاطي دائما ما يشعر بأنه شخص لا يقهر وقادر على فعل المستحيل، وبالتالي قد يدخل في صراعات مع الآخرين أو يستخدم العنف، مع إمكانية إصابته باضطرابات نفسية شديدة ونوبات من الفزع.
ويشعر المدمن، فور ذهاب تأثير الكوكايين من دمه، بأعراض جد مؤلمة تجعله يقوم بأخذ جرعات أكبر من أجل التخلص من تلك الأعراض التي تصيبه.
إن للكوكايين تأثيرات جد كبيرة على الدماغ، إذ بمجرد تعاطيه فإن طريقة عمل المخ تتغير بشكل كلي، فيعتمد، حينها، فقط على المواد الكيماوية التي تصدر من تعاطي الكوكايين، ويتوقف المخ عن إفراز مجموعة من الهرمونات حيث إن الكوكايين يتدخل بشكل مباشر في إفراز الهرمونات، وبالتالي فبمجرد انسحاب الكوكايين من الدم تبدأ الأعراض المؤلمة والغريبة تسيطر على المتعاطي.
ويؤثر الكوكايين بشكل سريع، أيضا، على هرمون السعادة «الدوبامين» الذي ينتجه المخ، وتعاطي الكوكايين يؤدي إلى إفرازه بكميات كبيرة، ويصبح الكوكايين، مع الوقت، المصدر الوحيد للشعور بالسعادة لكون الدماغ يتوقف عن إفراز الهرمونات من تلقاء نفسه، وهذا ما يجعل انسحاب مفعول الكوكايين من الدم من أخطر أنواع الإدمان.

تأثير الكوكايين على الصحة النفسية
هناك مجموعة من التأثيرات السلبية التي يسببها الكوكايين على الصحة النفسية، فهو يؤثر على الخلايا العصبية، فيعاني المدمن من مرض الاكتئاب، فضلا عن أن الكوكايين يؤثر على الطريقة التي يفكر بها المدمن، ويصبح شخصا كثير الشك والارتياب، ويشك في كل من حوله ويغدو شخصا متربصا، ويعتقد أن كل من حوله يريدون أذيته، إما بشكل نفسي أو عضوي، ليصبح، بالتالي أكثر تركيزا في التفاصيل.
يصاب المدمن، كذلك، بجنون العظمة وتزداد ثقته في نفسه ويصاب بالغرور، مع انعدام الشعور بالذنب لديه. ناهيك عن أن الإدمان يؤدي لظهور أمراض نفسية من قبيل الهلوسة أو الخرف في سن مبكرة.
ويعاني المدمن بشكل مستمر من التقلبات المزاجية، ويصاب بهلاوس بصرية وسمعية، وبإحساس بعدم المسؤولية تجاه من حوله ويفقد الدافع نحو الشيء.

علامات تؤكد الإدمان
ثمة مجموعة من العلامات التي يمكننا القول من خلالها إن الشخص أصيب بإدمان الكوكايين، ومن أهم هذه العلامات:
الإصابة بالتهيج الشديد، الإصابة بجنون الاضطهاد وشعور المدمن المستمر بأنه مكروه ممن حوله، مع الإصابة بالأرق واضطرابات النوم، وبسيلان الأنف المزمن كما لو أنه مصاب بالزكام، فضلا عن فقدان الشهية وخسارة كبيرة في الوزن. ويصبح المدمن شخصا عدوانيا، خصوصا عندما يبدأ الكوكايين في الانسحاب من دمه، ورغبته الكبيرة في الحصول على الجرعة تجعله شخصا عدوانيا وقد يسرق أو يقتل من أجل الحصول على المال لشراء جرعة أخرى، لأن الكوكايين أصبح هو مصدر سعادته الوحيد، فمن دونه لا يشعر أبدا بالسعادة أو الراحة، مع الإصابة باضطرابات نفسية، من قبيل الذهان، أو الهلوسة السمعية أو البصرية، أو الإصابة بالجنون في حال تطور الأمر، إذ يبدأ المدمن بسماع أصوات تهدده بالقتل، أو أن هناك كائنات تطارده، ويصاب المريض بنوبات هلع.
قد يفكر المدمن على الكوكايين في الانتحار بشكل مستمر، وقد يصاب، أيضا، بالاكتئاب ومشاكل صحية كثيرة، على غرار زيادة الضغط الدموي الذي يؤثر على صحة القلب، والإصابة بـ»الغرغينا» أو ضيق الأوعية الدموية، أو الإصابة بالسرطان والأمراض التنفسية، مع إمكانية الإصابة بالفشل الكلوي، وأخيرا السكتة الدماغية المفاجئة أو السكتة القلبية التي قد تحدث نتيجة لأخذ كمية كبيرة من المخدر.

العــلاج
علاج الإدمان لا يمكن أن يتحقق إلا بإرادة قوية من الشخص للإقلاع عن هذا السم القاتل، ومن المهم أن يكون الشخص ذا إرادة قوية في التغيير، فعدم رغبته في الإقلاع سيجعله يعود لإدمانه حتى وإن شفي منه، حينها يمكن أن يوضع المدمن في مصحة خاصة بالإقلاع عن المخدرات ومحاربة الإدمان، تحت اشراف طبي بطبيعة الحال، وستتم مراقبته بشكل دائم.
يمكن أن تكون فترة الإقلاع عن الإدمان من أصعب الفترات في حياة المريض، لكنها مجرد فترة وستمر، وبالإرادة والعزيمة سيستطيع المدمن العودة إلى حياته الطبيعية. ويلعب الطبيب المعالج دورا كبيرا في مساعدة المريض على العودة إلى حياته الطبيعية، ومساعدته على مقاومة أعراض انسحاب المخدر القوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى