هكذا وقعت شخصيات وازنة في مصائد جنسية نصبها محتالون إلكترونيون
سألنا المستخدم المكلف بالاستقبال في الفندق المطل على بحيرة مدينة وادي زم، عن السر من الزيارة، وما إذا كان الأمر يتعلق بتغطية صحفية لعودة فريق المدينة سريع وادي زم إلى حظيرة فرق الدرجة الثانية، بعدما قضى أكثر من عقدين في زنزانة قسم المظاليم. وحين كشفنا له عن حقيقة المهمة الصحفية، المتعلقة بتسليط الضوء على ظاهرة «النصب والابتزاز الإلكتروني»، شرع في الحديث عن «الأرناك» وكيف اجتاحت المدينة وحولتها إلى عاصمة لاستدراج المشاهير من مختلف الجنسيات نحو ممارسة الرذيلة عبر الأنترنيت.
عند مدخل مدينة وادي زم، وقبل أن تصل إلى المنحدر المؤدي إلى حي القريعة، تصادفك علامة تشوير كبرى ترحب بالزائرين، كتب عليها اسم المدينة ورمزها الإداري. لكن يدا أبت إلا أن تضيف فوقها بخط واضح عبارة «لارناك»، مما يؤكد اعتراف سكانها بالرواج الاقتصادي الذي تعرفه المدينة من جراء تجارة الاحتيال، حتى أصبح للمدينة منجم جديد يعفي من انتظار وظيفة في منجم الفوسفاط.
قبل سنوات قليلة تخلت عاصمة قبائل السماعلة وبني خيران وأولاد سمير، عن عنوانها كمدينة للشهداء، واستبدلت تخصص المقاومة إلى تخصص الإبحار في عوالم الشبكة العنكبوتية، لاصطياد كائن يرغب في متعة جنسية عن بعد.
في جلسة استراحة بمقهى البحيرة، لا يمكن للتاريخ والجغرافيا أن يغيبا عن النقاش، تاريخ المدينة الحافل بالنضال ضد مستعمر تجبر، وجغرافيا ملأت أحشاء هضاب وادي زم بالفوسفاط. قال رجل ستيني إن «النضال الإلكتروني» يعد ضربة موجعة لتاريخ المدينة التي قال إنها كانت سباقة للحضارة.
أغلقت معامل وادي زم أبوابها، وفتح شباب المدينة بواباتهم الإلكترونية وشرعوا في بيع الوهم الجنسي إلى من به خصاصة، قبل أن يتحول الإبحار الساخن إلى مجرد كمين يسقط فيه كل يوم عشرات اللاهثين وراء اللذة الجنسية عن بعد.
في هذا الملف تنقل «الأخبار» أطرف المواقف التي واكبت شغل «الأرناك» وانتشلت من عز القضية لحظات ساخرة تستحق أن تروى.
ضابط ممتاز متورط في «الأرنكة»
في يوم حار من أيام شهر غشت الماضي، تمكنت مصالح مفوضية الشرطة بوادي زم من تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في السرقة والابتزاز، لكن المفاجأة كانت عسيرة التصديق، إذ إن من بين الشخصين المذكورين في البحث موظف أمن برتبة مقدم شرطة، والآخر من ذوي السوابق القضائية العديدة.
صدر على الفور بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أشار إلى أن «المعطيات الأولية للبحث تشير إلى توصل مصالح الأمن بمعطيات حول قيام المشتبه فيهما بتقديم نفسيهما كموظفي شرطة، وذلك من أجل اعتراض سبيل الضحايا من بين الأشخاص المتورطين في استقبال تحويلات مالية من عائدات عمليات الابتزاز الجنسي عبر الأنترنيت، قبل سلبهم مبالغ مالية، مقابل ادعاء التغاضي عن هذه الأفعال الإجرامية».
مكنت التحريات من تحديد هوية المشتبه فيهما، قبل أن يتم إيقافهما وحجز سيارة مكتراة استعملاها في تنفيذ عملياتهما الإجرامية، بالإضافة إلى حجز معدات معلوماتية ووصولات لتحويلات مالية كانت بحوزة اثنين من الضحايا.
لم تتوقف القضية عند رجل أمن واحد، بل امتدت لتشمل ضابط أمن كان مكلفا بملف الابتزاز الجنسي عبر الأنترنيت، الذي كان يتصيد زبناءه من الشباب من أمام وكالات تحويل الأموال، وما إن يخرج شاب منها حتى يلقي عليه القبض ويمارس عليه ابتزازا آخر، غالبا ما ينتهي بخصم نسبة من المبلغ المتحصل عليه، مقابل تسريح المعني. لكن الضابط أخطأ الوجهة، حين اعتقل شابا وهو يغادر وكالة تحويل أموال، وطالبه بالاقتطاع المتعارف عليه، لكن الفتى رفض وأصر على أن المبلغ المالي المتحصل عليه ليس من عائدات «الأرنكة»، بل هو تحويل مالي لأسرته من أب مهاجر في أوربا. اعتقل الفتى وصنع له ملف على المقاس، قبل أن تظهر الحقيقة ويتبين للجميع أن الضابط كان في حالة تسلل كلفته توقيفا في انتظار تعميق البحث، فيما أخلي سبيل الفتى وسط زغاريد أهله وجيرانه.
100 ركعة لبائع شرائط دينية مقابل الصفح
في حي الشهداء ننصت سويا لحكاية شاب يفخر بصفة «أرناكور»، التي تطارده في المدينة. يقول (ف.أ) إن هذه المغامرة كشفت له عن شخصيات وازنة، سرعان ما تنهار أمام جسد امرأة مفبركة. كان الفتى يسرد طرق الإيقاع بضحاياه ويفتخر بما يتقاضاه، خاصة مع داعية إسلامي قال عنه: «جا يضحك ندمتو، شاف الفيديو وهو يلوح حوايجو والتسبيح وبدأ يصيح بصوت شهواني غير مفهوم».
«وضعت على موقعي الإلكتروني الخاص بالتواصل و«الشات» مصيدة عبارة عن فيديو جنسي مثير لإحدى الحسناوات اللبنانيات، فبدأ يوجه إلي النصح والموعظة قبل أن يوافق على حصة للمتعة الجنسية عن بعد، نتيجة إصراري وجاذبية الشريط المثير. وحين تبين لي أن الرجل الواعظ استجاب لكل رغباتي، طالبته بممارسة العادة السرية ففعل، قمت بتسجيل هذا الصيد الثمين، وأنهيت التصوير بعد أن بلغت قصدي ووضعت على الشريط اسم «اللحية»، وبعد دقائق أخبرته عبر النقل المباشر للواقعة وأكدت له وقوعه في ما هو محرم، وأن كل الحركات الجنسية الخليعة التي قام بها قد تم تسجيلها، وأوضحت له بأنني لست فتاة لبنانية كما أوهمته في البداية، وإنما أنا شاب مغربي من مدينة وادي زم».
يلتقط الفتى أنفاسه، ويشرع في تدخين سيجارة أمريكية قبل أن يتابع: «حولت مسار الحوار بيني وبينه من الأنترنيت إلى حوار هاتفي، بعدما أرسلت إليه رقم هاتفي النقال، فبادر بالاتصال بي ملتمسا مني حذف الشريط الجنسي، خوفا من الفضيحة وسمعته كرجل دين، حينذاك بدأت في مساومته المالية والمبلغ الذي سيدفعه من أجل تخليصه من ورطته وفضيحته، فما كان من خيار له سوى إرساله لأموال مهمة أعتبرها كانت «صيدا ثمينا»».
ويضيف: «السيناريو نفسه حصل مع داعية مصري يبيع الأشرطة التي تنهى عن الفجور، إذ كنت ألمح الأشرطة والكتب خلف الرجل الأربعيني، لأن التصوير تم في محله التجاري، وحين انتهيت من القنص أشعرته كالعادة بالحقيقة وأرسلت إليه الشريط ومعه رقم هاتفي فشرع في البكاء، وأكد لي أنه مجرد مستخدم في المحل وأن صاحبه سيطرده من السعودية حين يعرف الحقيقة، كان يصيح ويردد عبارة «أبوس إيدك أنا غلبان، فطلبت منه أن يصلي مائة ركعة، فأقسم بأغلظ الأيمان أن يقضي الليلة في الصلاة وطلب المغفرة»».
معتوه يتكلف بتحصيل الأموال من وكالات التحويل
من أطرف القضايا التي يتداولها شباب مدينة وادي زم في حي القريعة بالخصوص، انتداب شخص معتوه يقضي سحابة يومه في الاستجداء بالقرب من المحطة الطرقية، اتفق معه مجموعة من محترفي النصب الإلكتروني الجنسي، على صفقة يتم بموجبها تكليفه بسحب الحوالات المالية من وكالات تحويل الأموال، مادام يملك بطاقة تعريف وطنية لا يستخدمها إلا حين يريد إخفاءها في جيب سترته. وافق على العرض، شريطة حصوله على نسبة من المبالغ المالية التي تأتي تباعا من خارج وداخل الوطن. لم ينتبه رجال الأمن إلى الرجل المعتوه، وظلوا يعتقدون أن تردده على الوكالات يندرج في إطار جولاته التسكعية، قبل أن يتوصلوا بإخبارية تقول إن المعتوه ابتلي بـ«الأرنكة»، وإن مداخيله اليومية تفوق كل التوقعات.
تحركت دورية للأمن نحو مخبأ الرجل وألقت عليه القبض، بعدما تبين لها تردد اسمه على أكثر من وكالة. في مقر مركز مفوضية الشرطة بوادي زم، تفاجأ المحققون حين سحب الرجل ورقة دون فيها جميع العمليات التي قام بها، والمبالغ المالية المتحصل عليها، والتي كان يصرفها في اقتناء سجائر أمريكية وجلسات حميمية. وأمام المحكمة زادت مفاجأة الهيئة، حين قال المتهم إن الظاهرة عادية ولا تقتصر على أبناء الفقراء، وحين لمح محاميا يتابع الجلسة قال له أمام الجميع: «ولدك أسي المحامي حتى هو أرناكور واش سولتيه منين شرى الموطور؟»، فسادت الجلسة عاصفة من الضحك.
عبيدات الرمى.. باغي نعمر الدار
استهوت الظاهرة المدرة للدخل السريع عددا من الشبان، فمنهم من تخلى عن مهنته ومنهم من حول الابتزاز الإلكتروني إلى وظيفة ثانوية، يمارسها كلما حل به خصاص مادي، التقت «الأخبار» شابا يعتبر عنصرا أساسيا في فرقة «عبيدات الرمى»، يصر على أن التهميش هو العنوان الرئيسي للحياة الرتيبة لشباب المدينة: «أنا أعتبر الشبان الذين يبتزون شخصيات عمومية بعد تصويرها في أوضاع خليعة أبرياء، لأنهم لجؤوا إلى هذا الشغل بعد أن أغلقت المصانع الأبواب في وجوههم، منهم أبناء متقاعدين من المكتب الشريف للفوسفاط، ومنهم من اعتقد أن خيرات المدينة لن يستفيد منها إلا الوادزميون، لكن للأسف الشغل من نصيب القادمين من مدن بعيدة من الرشيدية ومن زاكورة ومن مناطق أخرى، وكأنه لا وجود لليد العاملة في هذه المدينة».
خاض هذا العازف الشعبي تجربة الإبحار في عوالم النصب الإلكتروني في شقه الجنسي، وظل يركز في عملياته على فنانين قال إنهم كبار ويصنفون في خانة وجهاء الفن العربي، ليستدرجهم نحو الرذيلة الإلكترونية، ويطالبهم بالتخلص من الملابس الخارجية والداخلية، والرقص على إيقاع العري، وينتهي الأمر بكشف حقيقة الكمين، ليبدأ الابتزاز بشريط على الصفحة الفايسبوكية للفنان، غالبا ما ينتهي بالتفاوض من أجل وقف إطلاق نيران الفضيحة.
«سقط فنان كويتي مشهور في شراكي، وعبرت له عن هوايتي في الرقص وعبر من جهته عن استعداده لضمي إلى فرقته، وهو يعتقد أن حسناء مغربية تخاطبه، قبل أن أكشف له عن الحقيقة، وأطالبه بمبالغ مالية وهو ما استجاب له على الفور، شرطه في ذلك إضرام النار في جهاز الحاسوب، وتمكينه من شريط إحراقه، في اليوم الموالي ذهبت إلى ورشة إصلاح الحواسيب واقتنيت جهازا محطما وقمت بإحراقه في الخلاء، فصدق الضحية الأمر وطالبته بإرسال ثمن الحاسوب ففعل».
زكاة وكبش عيد الأضحى
من الطرائف التي ترويها عشيرة «لارناك» في هذه المدينة، قصة شاب تمكن من الإيقاع برئيس لجمعية خيرية تهتم بإغاثة الدول التي تعاني من المجاعة، حين سقط رجل الخير والإحسان في الشراك، وهو قطري الجنسية، وتبين له أن الليلة التي قضاها مع فتاة لبنانية مجرد خدعة جنسية، وأنه أصبح أمام خيار «المال مقابل السلم والأمان»، حينها قرر الخضوع للابتزاز وأداء ضريبة نزوة عابرة انتهت بفضيحة، أرسل بعد فشل كل محاولات التسوية، التي قام بها عضو في مجلس الجمعية يحمل الجنسية المغربية والذي توسط لفاعل الخير المتابع بالجرم المشهود، مبلغا ماليا بالعملة الصعبة، وحين استنفد الفتى المبلغ طالب بدفعة ثانية فثالثة، حينها تم التبليغ من طرف وكالة تحويل الأموال، بحكم أن المستفيد ما زال صغير السن ويتوصل بمبالغ مالية مهمة، فاقتيد إلى مخفر الشرطة الذي اتصل بالشخص الذي يضخ المال لمعرفة سر المعاملة بين الطرفين، لكن الخليجي سل الشعرة من عجين المساءلة وقال لرجال الشرطة، إنه يرسل بين الفينة والأخرى الزكاة للفتى المغربي بعد أن رث لحاله، حينها وضع المسؤول الأمني السماعة وتبادل النظرات مع زملائه، وأصدر قرارا بالإفراج عن الفتى.
لكن المسألة تتجاوز أحيانا حدود الزكاة، فمع اقتراب عيد الأضحى يعول أرباب الأسر على أبناء قادرين على توفير كبش العيد بمواصفات عالية، فقط بمكالمة أو رسالة نصية لزبناء خليجيين تحمل عبارة «بدي كبش عيد».
التهمة حيازة هاتف ذكي
عندما حلت فرقة أمنية قادمة من القنيطرة بوادي زم في مهمة البحث عن ثلاثة طلبة مدانين في قضية «نشر صور خليعة بغرض الابتزاز»، لم يكن الخبر قد انتشر على نطاق واسع، لأن المداهمة الأمنية تمت صباح يوم الأحد، حين كان أغلب شباب المدينة يتابعون مباراة لفريقهم سريع وادي زم بالملعب البلدي، قبل أن تتناسل أخبار ترحيل الشبان إلى عاصمة الغرب ومواجهتهم بناء على شكاية من طالب جامعي ثري تم تصويره في دردشة ساخنة ووضعه أمام خيارين، المال مقابل التزام الصمت، أو التشهير وتوزيع رابط الفضيحة على الأهل والأحباب.
وحين تقاطرت على مفوضية الشرطة مذكرات البحث عن المشتكى بهم، والتي بلغت 560 مذكرة، وتدخل «البسيج» على الخط، بدأ أمن وادي زم يشن حملات عشوائية على المشتبه في امتهانهم حرفة الابتزاز الإلكتروني، لكن الشاب (س.ف) الذي قضى ثلاثة أشهر في الاعتقال بالتهمة ذاتها، قال مستغربا وهو يحكي لـ«الأخبار»، كيف تحولت حيازة هاتف ذكي إلى دليل للجريمة: «في هذه المدينة يمكنك أن تحمل سكينا دون أن يسائلك المخزن على سر حمل السلاح الأبيض، لكن حين يتم ضبطك وأنت تحمل هاتفا ذكيا فتلك مصيبة، لهذا غالبا ما نترك هواتفنا في البيت ونكتفي بأرخص «الماركات»، تجنبا لمطاردة بوليسية غير محمودة العواقب».
الحوثيون في مصيدة «أرناكة» وادي زم
حين أصدرت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بمدينة وادي زم حكمها في حق تلميذ بالمرحلة الثانوية، بأربعة أشهر حبسا نافذا بتهمة «الابتزاز والتهديد بنشر صور ماجنة»، تبين أن الاتهام شمل والدته التي قررت الهيئة القضائية أن تقضي في حقها بما قضته على ذمة التحقيق تحت صك اتهام يتعلق بالمشاركة، وبرأت موظفين بإحدى الوكالات بصرف الأموال.
وكانت الأجهزة الأمنية قد توصلت بشكاية من هيئة للحوثيين باليمن، تقول فيها إن أحد مواطنيها تعرض للتهديد بنشر صور له متحصل عليها بطريقة النصب، بعدما أوهم التلميذ ضحيته أنه يتواصل مع إحدى الفتيات الباحثات عن اللذة الجنسية، وهو ما جعل الأخير يسقط في التعري وممارسة العادة السرية، فقام التلميذ بتصويره وعمل على تهديده بنشر صوره.
وقد عملت الأجهزة الأمنية بالمدينة على البحث في الموضوع، من خلال الرجوع إلى سجل المبالغ الواردة على إحدى الوكالات، وشكل تطابق المبالغ المالية مع اسم إحدى السيدات التي سبق وأن سحبت المبالغ نفسها، انطلاق مسار البحث التمهيدي للوصول إلى الجاني الحقيقي، وفور اعتقال أم التلميذ وإخضاعها للتحقيق، اعترفت أن ابنها ظل يستعمل بطاقتها الشخصية لاستخراج الأموال المحولة، مما جعل الأم تدخل اللعبة بصفتها شريكة في عملية النصب والابتزاز.
ومن أجل تفادي الوقوع في قيد رجال الأمن، يقوم الشبان بالتبليغ عن ضياع بطاقات التعريف الوطنية، ويعمدون إلى استخلاص أموال قادمة من الضحايا عبر بطاقتهم التي ما زالت في جيوبهم، وحين يساءلون من طرف البوليس عن استخلاص الأموال يواجهونهم بالتبليغ عن ضياع بطاقة الهوية، ويؤكدون وجود شخص استولى عليها من أجل صرف الحوالات دون أن تطاله المساءلة. بينما أوضح أكثر من شاب رغبته في تغيير موقع الشغل والانتقال إلى مدينة أخرى لاستكمال المهمة، بعيدا عن أعين المخبرين.
حوالات من إسرائيل وفلسطين والعراق
أوقفت فرقة مكافحة الجريمة المعلوماتية بالبيضاء، أخيرا، شخصين ينحدران من وادي زم، بتهمة النصب وانتحال هوية والتقاط صور ومقطع فيديو مخل بالحياء والتهديد عبر الهاتف والرسائل القصيرة والابتزاز عبر الأنترنيت في حق شخص من دولة عربية، بعد حوالي 100 عملية ابتزاز حصلا من خلالها على أكثر من 300 مليون.
وحسب مصدر أمني، فإن فرقة مكافحة الجريمة المعلوماتية لأمن أنفا، فتحت تحقيقا في حق المتهمين المذكورين بعدما توصلت بشكاية من مواطن فلسطيني، تتعلق بتعرضه لأعمال الابتزاز بواسطة الرسائل القصيرة عبر الهاتف والأنترنيت، والتهديد بنشر صور ومقطع فيديو له وهو في حالة مخلة بالحياء عن طريق الأنترنيت.
وحسب العناصر الأمنية، فإن الخلية استمعت في بداية التحقيق إلى الضحية، الذي جاء من فلسطين إلى المغرب، حيث صرح أن أحد الجناة انتحل هوية فتاة تركية وتمكن من أن يربط معه علاقة وهمية عبر الشبكة العنكبوتية، بحيث تمكن من خلالها أن يوقع به في شباك النصب عبر تسجيله بواسطة مقطع فيديو، وأخذ صورا له وهو في حالة عري وفي أوضاع مخلة بالحياء، وقام باستغلال هذه الصور ومقطع الفيديو لنشر الفضيحة.
وذكر المصدر أن المتهم تسلم من الضحية حوالة بنكية بقيمة 55 ألف درهم، قبل أن يتلقى منه ومن شخص ثان رسائل نصية قصيرة ومكالمات يهددانه فيها بنشر تلك الصور والفيديو بين معارفه وأصدقائه، إن لم يرسل إليهما مبالغ أخرى، خصوصا وأنهما تمكنا من الحصول على قاعدة بيانات أصدقائه من موقع التواصل الاجتماعي.
خلال جلسة المحاكمة فاجأ المتهمون الحضور بنشاطهم وسعيهم الإيقاع بمجموعة من الأشخاص العرب والخليجيين، مع الإشارة إلى وجود ضحايا من العراق، بالرغم من انتمائهم لمدن تعيش تحت القصف، ومن إسرائيل أيضا وهو ما جعل أحد المتهمين يقول: «حنا كنهزمو ليكم إسرائيل وكتخليوهم يرسلوا لفلوس باش تنتعش وادي زم». قبل أن يضيف: «نحن نفضل الضحايا الكويتيين لأن العملة مرتفعة السومة عند التحويل إلى الدرهم، لقد أصبحنا ملمين بأسعار العملات أكثر من العاملين في الأبناك».
حكاية مدرسين سقطوا في المصيدة
اختار أحد التلاميذ طريقة لابتزاز بعض مدرسي المؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها، فقام بقرصنة حساب خاص بإحدى التلميذات على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، وشرع في توجيه طلبات صداقة مع أشخاص من هيئة التدريس لهم قابلية لتدشين صداقة خارج أسوار الثانوية.
«حين تقمصت شخصية زميلتي في الفصل كنت أعلم بأنها تشد انتباه عدد من المدرسين والإداريين، لأنها كانت تبدو أكبر من سنها الحقيقي وجمالها لافت إلى أبعد حد، بدأت الدردشة عبر «الفايس» من سؤال حول المسألة التعليمية، ليتطور إلى رغبة في إبرام علاقة جانبية، ودعوة لحضور دروس ليلية في الجنس طبعا، كنت أرفض المواعد المباشرة حتى لا ينكشف أمري، لكنني كنت أطلب من المدرسين تعبئة هاتفي الجوال، فانهالت علي الوحدات الهاتفية المضاعفة حتى أصبح لي رصيد يكفي للمكالمات الخارجية والداخلية، وكلما وصلني «ميساج» يشعرني بالتعبئة تنتابني نوبة ضحك فأسخر من هيئة التدريس»، يقول (ع. ب) وهو يصر على اعتزاله اللعبة. قبل أن يستطرد: «أحيانا أتسلى بدردشة من صفحة «فايسبوك» نسائي مقرصن، فأوزع المواعد على أكثر من شخص في نفس المكان والزمان، وأتوجه إلى مقهى قريب لأتفرج على المشهد وأنا أعاين أشخاصا يمسحون بنظراتهم الفضاء بحثا عن فتاة يطول انتظارها».
مدرب منتخب ولاعب دولي من ضحايا محتال وادزمي
يقول شاب من رواد «الأرنكة» يرسم على ذراعه قلبا موشوما، إن أفضل العمليات هي التي تستهدف المشاهير، خاصة الرياضيين والفنانين الذين غالبا ما يملكون قاعدة جماهيرية واسعة.
«لقد سقط مدرب سابق للمنتخب المغربي لكرة القدم في المصيدة، وتم استدراجه نحو الكاميرا فشرع في اتباع التعليمات، بعد مطالبته بإزالة ملابسه الداخلية وممارسة العادة السرية، بل إن الناخب الوطني ظل يدور حول نفسه تنفيذا لتعليمات شاب متنكر في هيئة حسناء».
حين تبين للمدرب أنه كان شاردا وبلغ به الحمق الجنسي حدا لا يقاوم، «اتصل بي عبر أحد أصدقائه، وأرسل إلي المبلغ المتفق عليه، لكنني اعتقلت وقضيت شهرين بسبب هذه المهمة، بعد أن كررت مطالبي».
بعد مرور أزيد من خمس سنوات على نكبة لاعب الوداد لمساسي، تبين أن كل المؤشرات أصبحت تدل على ضلوع شاب من وادي زم في هذه القضية، بعد أن رفض اللاعب الاستجابة لابتزاز «أرناكور»، لم يتردد في نشر شريط الفضيحة على موقع «اليوتيوب» يظهر فيه اللاعب الدولي السابق في وضعية مخلة بالحياء، مما قلب حياته رأسا على عقب، وحوله من صانع ألعاب في فريق الوداد البيضاوي، إلى صانع فضائح ومبعث سجال بين الوداديين والرجاويين.
تجاوزت المضاعفات النفسية والصحية حدود اللاعب وفريقه، وامتدت إلى والدته التي أقعدها المرض من جراء هذا الحادث، لأنها كانت تعاني من داء السكري. لقد اعترف لمساسي بأنه دخل ذات ليلة باردة في دردشة ساخنة مع إحدى الفتيات، لكن تبين في نهاية المطاف أن الأمر يتعلق بشاب انتحل صفة الفتاة وشرع في عملية ابتزاز لم يرضخ لها اللاعب، فتم تدويل شريط الفيديو الفاضح. أمام هذه الفضيحة لم يجد عبد الرحمن بدا من مغادرة الدار البيضاء إلى مسقط رأسه بفاس، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، لكنه لم يسلم من نظرات الناس، خاصة محيط العائلة، وبدون تردد حزم الفتى حقائبه وقرر الانفصال عن الوداد والاستقرار في فاس مع والدته بعد أن فقد شهية اللعب، مع إيمانه الشديد بأن الحياة «تقتضي الإيمان بالقدر خيره وشره».
لم يتقدم لمساسي بشكاية إلى السلطات الأمنية ضد مجهول أو معلوم، واكتفى بطي الصفحة السوداء في مساره، موجها اللوم لنزوة بلا فرامل، معاتبا التكنولوجيا القادرة على ممارسة النصب والاحتيال في أي لحظة.
لاعبو أهلي جدة في مصيدة شباب وادي زم
يحكي الشاب (س.ف) عن سقوط فريق أهلي جدة لكرة القدم بجميع لاعبيه واحتياطييه ومدربيه السعوديين في مصيدة «الأرناك»، وقال بنبرة الفائز على فريق في مباراة كرة: «لقد بدأت العملية بالبحث في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» عن لاعب سعودي، وعثرت على صفحة لاعب من الأهلي أكثر استقطابا للمحبين العاشقين لهذا اللاعب الدولي، بدأت العملية بإرسال طلب صداقة فتمت الاستجابة بالقبول الفوري، بعدها شرعت في إرسال طلبات إلى جميع أصدقائه اللاعبين وتقاطرت علي عشرات الطلبات، وخلال معسكر مغلق للأهلي ظل اللاعبون يرسلون إلي عبارات مودة اعتقادا منهم أني فتاة مغربية، فقررت دخول العملية ذات ليلة كللت بنجاح المقلب الذي سقط فيه اللاعب وشرع في السب والشتم واتهامي بابن الشرموطة، قبل أن يستجيب لطلباتي ويقرر بعد أن تحدثت معه هاتفيا ومكنته من فرصة مشاهدة دقيقتين من الشريط على موقع التواصل الاجتماعي، أن يرسل المبلغ المتفق عليه، وعلى النهج ذاته سار رفاقه الذين سقطوا في المقلب نفسه».
قراصنة وادي زم يعلنون دعمهم لفريق المدينة
كشف مصدر إعلامي من وادي زم، أن أصحاب الخداع والابتزاز الإلكتروني المعروفين بـ«الأرانكة»، المنحدرين من وادي زم، يدعمون نادي سريع وادي زم ولاعبيه ماديا. وأفاد المصدر ذاته، أن «الأرناكور» كان لهم فضل كبير في صعود سريع وادي زم، خلال الموسم المنقضي إلى القسم الثاني، وذلك من خلال تنقلاتهم رفقة الفريق في جميع المباريات ودعم أصدقائهم من المشجعين على تحمل أعباء الرحلات، خاصة رحلة طانطان كآخر محطة قبل الصعود.
وأبرز المصدر نفسه، أن العديد من «الأرانكة»، هم أعضاء بفصيل إلترا «مارتنيز» المساند لسريع وادي زم، موضحا أن الأدوات ووسائل التشجيع واللافتات و الرايات و«التيفووات» الخاصة بالإلترا، التي استعملت في مساندة ودعم فريق وادي زم خلال الموسم المنقضي، قد تم اقتناؤها من عائدات «الأرناك».
وأوضح مصدر «الأخبار»، أنه قبل نهاية بطولة الهواة بدورات، أطلق «الأرانكة» في ما بينهم حملة عبر «الفايسبوك» لجمع الأموال من أجل منحها للاعبي سريع وادي زم لدعمهم وتحفيزهم، وهي العملية التي استجاب لها كثير من شباب النصب الإلكتروني.