توقف الأشغال بمحطة الحافلات والقطار وعدة ساحات ومبان ثقافية شيدت لتغلق
شهدت العاصمة الرباط، في السنوات الأخيرة، حركية كبيرة مرتبطة بإطلاق مشاريع تنموية تدخل في إطار برنامج الرباط مدينة الأنوار وعاصمة المغرب الثقافية. وتجسد هذه المشاريع التنموية المهيكلة الكبرى، التي انخرطت فيها الجهة خلال السنوات الأخيرة، العناية التي خص بها الملك محمد السادس المدينة التي تسير نحو الريادة، جهويا ووطنيا ودوليا. غير أن تعثر عدد من هذه المشاريع واستمرار إغلاق مبان بعد تشييدها أثرا على صورة عاصمة المملكة.
النعمان اليعلاوي
يعد البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط (الرباط مدينة الأنوار.. عاصمة المغرب الثقافية) الذي أعطى انطلاقته الملك في ماي 2014، أحد أعمدة هذه الأوراش التنموية التي ستساهم في تعزيز التنمية، والارتقاء بعاصمة المملكة إلى مصاف العواصم العالمية الكبرى، ويشمل صيانة وتثمين التراث الثقافي والحضاري للعاصمة الرباط، والمحافظة على المساحات الخضراء والمحيط البيئي للمدينة، وتحسين الولوج للخدمات والتجهيزات الاجتماعية للقرب ودعم الحكامة الجيدة، وحماية وتأهيل النسيج العمراني، باعتمادات مالية مهمة بلغت قيمتها تسعة ملايير و425 مليون درهم.
وانطلقت مشاريع وانتهت الأشغال بها أو شارفت على الانتهاء، ومنها من جاوز غلافه الزمني، ومنها ما تأخرت الأشغال به لأكثر من أربع سنوات، وترتبط هذه المشاريع بتعزيز وتقوية البنية التحتية والشبكة الطرقية، ضمن برنامج شمولي للتنمية الحضرية للرباط وكذا مشروع تنمية ضفتي أبي رقراق.
قصبة الوداية.. ترميم بلا نهاية
شهدت قصبة الوداية عملية للترميم انطلقت منذ 2016، وهمت إجراء العديد من الإصلاحات في عدد من مرافق القصبة التاريخية، وهمت المسجد الكبير الذي يتواجد بالقصبة، والساحة المطلة على البحر، بالإضافة إلى «الصقالة» الغربية، بالباب التاريخي، وقد تم أيضا التركيز على ترميم السور المحيط بالقصبة، والمقهى الموريسكي، والذي كان قد خضع لعدة عمليات ترميم، دفعت إلى إجراء تغييرات كبيرة على طابعه الأصلي وإدخال مواد بناء لا تدخل أساسا في المواد الأساسية التي تم استعمالها خلال فترة بناء القصبة ككل، وباتت التغييرات التي عرفتها قصبة الوداية، خصوصا في الجانب المطل على نهر أبي رقراق، تشكل خطرا على السور القديم للقصبة وثقلا على هيكله الأصلي المبني فوق صخرة لوداية، ما جعله مهددا بالانهيار وهو الأمر الذي عجل بإطلاق أشغال الترميم.
وفي هذا السياق، أشار عبد الرحمان البراوي، نائب رئيس جمعية فضاء لوداية، إلى أن عملية الترميم شملت جميع مرافق القصبة والأزقة والساحة الكبرى، بالإضافة إلى ترميم الحديقة والمقهى الموريسكي التي خصص لها غلاف مالي قارب مليارا ونصف مليار سنتيم، وتشرف عليها وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق ومؤسسة حماية التراث الوطني، وتدخل في إطار عملية ترميم واسعة تخضع لها قصبة لوداية بما فيها الحديقة الأندلسية، والأسوار المحيطة بالقصبة بعد ترميم المسجد الكبير الذي يوجد في قلب القصبة والذي يعد من أقدم الجوامع التي تم بناؤها في مدينة الرباط على اعتبار أن قصبة لوداية التاريخية هي الأقدم في المدينة على الإطلاق، مضيفا أن «عمليات الترميم السابقة كانت قد شابتها بعض العيوب ما دفع الجهات المختصة إلى برمجة عملية ترميم شاملة تشرف عليها شركة متخصصة في هذا النوع من الأشغال»، مبرزا أن «مشاريع حماية التراث المعماري لمدينة الرباط ستتوسع لتشمل عددا من المآثر التاريخية منها التي بدأت فيها أشغال الترميم ومنها التي ستنطلق قبل نهاية 2020».
«بلاص بيتري».. في ساحة الجدل
بعد أزيد من عامين على إطلاقها، تتواصل أشغل تهيئة ساحة مولاي الحسن المقابلة للمقر المركزي لصندوق الإيداع والتدبير، في قلب مدينة الرباط، وكلّف الشطر الأول من المشروع الذي تشرف عليه شركة الرباط الجهة التهيئة، أزيد من ثلاثة ملايير و800 مليون سنتيم، ويتعلق هذا الشطر بإنشاء غطاء، وفق ما هو مبيّن في جدول النتيجة النهائية لطلب العروض المفتوح للصفقة، وخلّف هذا المشروع غضبا ورفضا واسعين وسط رواد الساحة؛ فقد عبّر عدد منهم، من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من «تسقيف» ساحتهم المفضلة، واعتبروا الأشغال التي شهدتها الساحة هدرا للمال العام.
وعلى الرغم من الرفض الذي ووجه به مشروع إحداث غطاء لـ«بلاص بيتري» مستوحى من إحدى الساحات العمومية بمدينة اشبيلية، وصل صداه إلى مجلس جماعة الرباط، وهو من الأطراف المعنية، حيث طالب مستشارو فيدرالية اليسار بفتح تحقيق حول هذا المشروع، الذي لم تتم مناقشته في أي دورة من دورات المجلس الجماعي، إلا أن المشروع الذي يقارب إنهاء عامه الثاني، يتقدم ببطء، وتواكبه احتجاجات أصحاب المقاهي والمحال المجاورة، وفي هذا السياق، يقول (أحمد.ي) وهو نادل بإحدى المقاهي المطلة على الساحة، إن «الأشغال اليومية التي تشهدها الساحة تحرمنا من زبائننا»، مضيفا أن «تطاير الغبار من موقع العمل يجعلنا وكأننا داخل ورشة للبناء، ويخلف سخطا واسعا لدى الزبائن ورواد محلاتنا»، وقال المتحدث إن «الجهات الوصية، بما فيها مجلس المدينة السابق، كانت قد وعدت بأن لا تطول الأشغال بالساحة أكثر من سنة، واستغلال فترة الحجر الصحي، وهو ما لم يتم».
وفي الوقت الذي عمدت الجهات الوصية إلى إزالة اللوحة التقنية الخاصة بالمشروع، والتي تتضمن معلومات بخصوص موعد نهايته والتكلفة النهائية، في خضم الجدل الذي أثاره، خاصة في الجانب المادي، بينما ينتظر أن يكلف مزيدا من ملايين الدراهم مستقبلا، بعد الشروع في إنجاز شطره الثاني، إذ بلغت قيمة صفقته في طلب العروض أزيد من مليار و200 مليون سنتيم قبل أن يتم إلغاء الصفقة «لسبب غير واضح».
محطة الرباط- المدينة.. توقف القطار
للشهر الرابع على التوالي، ما زالت أشغال محطة القطار (الرباط ـ المدينة) متوقفة بشكل غير مفهوم، بعدما كانت تجري ليل نهار وتشارف على الانتهاء، وكان سكان الرباط ينتظرون أن تظهر المحطة في حلة جميلة مشابهة للمحطات الجديدة الأخرى التي أشرف على بنائها المكتب الوطني للسكك الحديدية، حيث تظهر بنايات هذه المحطات التي تم افتتاحها تزامنا مع إطلاق خط البراق فائق السرعة الدار البيضاء – طنجة، على شكل بنايات أنيقة شبيهة بالمطارات، تتضمن فضاءات متعددة تعتبر الأجمل والأكثر أناقة وجاذبية في القارة الإفريقية، وتضاهي نظيراتها بدول شمال البحر الأبيض المتوسط.
وتوقفت الأشغال بسبب ما قيل إنه قرار ملكي بسبب «عيوب هندسية»، فقد سبق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة «اليونسكو» أن اعترضت على الشكل الجديد للمحطة المدرجة في إطار برنامج لتطوير العاصمة الرباط، بسبب تعارضها مع المعايير التي اعتمدتها المنظمة الأممية لتصنيف المدينة العتيقة للرباط تراثا عالميا للإنسانية سنة 2012، كما احتجت المنظمة لعدم استشارتها بشكل مسبق باعتبارها تصنّف العاصمة المغربية تراثا عالميا للإنسانية، وهو التصنيف الذي يعتمد المعمار ضمن شروطه، وباتت البناية الحديدية الجديدة التي تمتد فوق المبنى القديم لمحطة القطار، مهجورة من العمال في الوقت الذي تراكمت بجنبات المحطة والحاجز الحديدي القديم بقايا البناء وكتل وأعمدة حديدية كان يستعملها البناؤون في أشغالهم، فيما استوطنت الطيور والنوارس الجنبات العلوية من المبنى الذي لم تظهر معالمه النهائية بعد.
مرأب باب الأحد وباب شالة.. في انتظار الاكتمال
بهدف تجاوز المشاكل المرتبطة بحركة السير ووقوف السيارات على مستوى وسط المدينة، يجري حاليا استكمال إنجاز مرأب تحت أرضي سعته 500 سيارة، وذلك تحت ساحة باب الأحد، وهو المرأب الذي انتهت الأشغال فيه حيث تم افتتاح الساحة التي يوجد تحتها كما تم تركيب المصاعد الكهربائية بواجهاتها الزجاجية وسط الساحة بالإضافة إلى اللوحات التعريفية بأبواب المرأب الذي يتوفر على مدخلين أحدهما في الواجهة المؤدية إلى باب العلو، والثاني من الطريق القادمة من شارع الحسن الثاني، في الوقت الذي تم الإبقاء على كل الأبواب مقفلة ببعض المتاريس الحديدية في المدخلين، بينما يرابط حارس تابع لشركة خاصة عند باب البيت الزجاجي للمصعد الكهربائي، والذي حوله إلى «مخزن» يضع فيه حاجياته اليومية.
وعلى بعد أمتار من باب الأحد، تنتصب رافعات عالية في ورش بناء المرأب تحت الأرضي ومحطة للحافلات بساحة باب شالة المجاورة لنزاهة حسان، وهو المشروع الذي انطلقت الأشغال فيه أيضا قبل أكثر من عام، وفي أوج أزمة وباء كورونا، حيث تم تنقيل سيارات الأجرة التي كانت تتخذ من الساحة محطة لها، وتحويلها للأزقة المجاورة، بدأت الأشغال بالمشروع الذي تشرف عليه وكالة تهيئة الرباط، وبإشراف مباشر من ولاية الجهة، حيث ينتظر أن يؤمن المشروع الذي خصص له غلاف مالي يقارب 30 مليون درهم، ثلاثة مرافق حيوية، وهي مرأب السيارات بطابقين تحت الأرض، بالإضافة إلى محطة لوقوف الحافلات، ومحطة خاصة بسيارات الأجرة من النوع الكبير.
وبشأن بناء موقفين للسيارات تحت أرضيين بالقرب من «باب الأحد» و«باب شالة»، بطاقة استيعابية إجمالية تصل إلى 1090 مركنا، وتهيئة الساحات حول السوق المركزي و«باب الأحد»، قال (الحسين.ب)، وهو سائق سيارة أجرة، إن «الجهات المحلية وعدت بإنهاء الأشغال بالمحطة وعودة السيارات في ظرف سنة، وهو الأمر الذي لم يتم الالتزام به»، مشيرا إلى أن «تأخير الأشغال في المحطة أوقع سيارات الأجرة في صعوبات كبيرة، حيث بات أغلب السائقين يمضون الساعات الطوال قبل ملء السيارة»، في الوقت الذي تسببت هذه الأشغال أيضا، حسب المتحدث، في «اكتظاظ كبير وفوضى بتقاطع الطرق الذي يتواجد قبالة باب شالة، حيت يتزامن زحام المارة وعبور السيارات مع حركة الترامواي، وهو ما يسبب اختناقا كبيرا في ساعات الذروة».
السوق المركزي للرباط .. متى التسليم؟
بقلب المدينة العتيقة «الجزاء»، تنتصب البناية العريقة لواحد من أقدم الأسواق التجارية الحضرية بالمغرب، والذي تجاوز عمره القرن، وهو السوق المركزي لمدينة الرباط الذي شيد سنة 1920، وخضع للترميم في إطار مخطط تشرف عليه جماعة الرباط وولاية الجهة بالإضافة إلى وكالة التهيئة، حيث تم إفراغ العشرات من التجار الذين يستغلون محلات تجارية في هذا السوق، مازالوا لم يلتحقوا بمحلاتهم، ما دفع ببعضهم إلى استغلال جنبات السوق أو المباني المفككة التي تم إحداثها باتفاق مع نقابة تجار السوق وتم توزيعها على بعض التجار، فيما أشار متحدث من التجار الذين استقت «الأخبار» آراءهم إلى أن «السبب الحقيقي وراء تأخر افتتاح السوق المركزي للمدينة العتيقة بالرباط راجع إلى عدم وفاء بلدية الرباط بالتزاماتها»، وأن «المشروع كان مقررا أن تنتهي فيه الأشغال بعد ثمانية أشهر، إلا أننا في العام الثالث من الأشغال اليوم ولا بصيص أمل في تسلمنا للمحلات التي تم إغلاقها وبقي السوق المهيأ في انتظار التسليم».
من جانب آخر، أوضح المصدر أنه تم تشكيل لجنة من ممثلين عن التجار ولجنة المرافق في بلدية الرباط، بالإضافة لرئيسة لجنة التعمير، وهي اللجنة التي تكلفت بمعالجة ملفات المحال التجارية التابعة للجماعة، وأنهت تلك اللجنة أشغالها بعد دراسة 1054 محلا تجاريا تابعا للجماعة على مستوى الرباط، ومنذ ستة أشهر من انتهاء أشغالها، مازالت القرارات الخاصة بالمحلات حبيسة الرفوف إلى الآن»، يشير المتحدث، مضيفا أن «الغلاف المالي المخصص لترميم السوق فاق 5 ملايين درهم، وتم تخصيص أبنية مركبة لعدد من التجار إلى حين تسلمهم محلاتهم والبالغة 74 محلا، غير أن أمد هذا التسليم طال»، موضحا أن «التجار أصبحوا عرضة للإفلاس حيث فقدوا زبائنهم بسبب الوضعية التي يتواجد عليها السوق البديل، في الوقت الذي اختار عدد منهم الإغلاق بشكل نهائي».
المركب الاجتماعي «الخير».. الشباب على الأبواب
إلى جانب مشاريع البنى التحتية التي تهم قطاع التجهيز والنقل، تعرف أحياء مدينة الرباط تواجد عدد من البنايات حديثة النشأة والتي تم إطلاق الأشغال بها منذ مدة، غير أنها ظلت متوقفة ومغلقة في وجه المواطنين، ويتعلق الأمر بمركز فضاء للشباب، بالساحة المجاورة للقباضة بمقاطعة يعقوب المنصور، وهو المشروع الذي تم إنجازه من طرف مجلس عمالة الرباط وولاية جهة الرباط سلا القنيطرة ومجلس الجهة والمندوبية الإقليمية للشباب بالرباط وشركة تهيئة الرباط ومؤسسة التعاون الوطني .
ويتوخى المشروع، الذي انطلقت أشغال بنائه سنة 2016، تكوين وتأطير الشباب المعوزين الباحثين عن عمل، وإدماج وفتح آفاق جديدة للأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن مصاحبة وإيواء الأطفال في وضعية صعبة. ويشمل المركب الذي خصص له مبلغ 18 مليون درهم، مركزا للتكوين المهني والإدماج، ومركزا لاستقبال وتوجيه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ومركزا لاستقبال الأطفال في وضعية صعبة، بطاقة 80 مستفيدا.
وفي إطار المشروع، أيضا، تم بناء مركز النجاح والتكوين في المهن الرياضية، وهو المشروع الذي خصص له غلاف مالي يتجاوز 11 مليون درهم، ويضم قاعات للموسيقى والمسرح والفن التشكيلي، بالإضافة إلى قاعة للتسجيل السمعي البصري وقاعات متعددة الوسائط، وجناح علمي للتجارب، بالإضافة إلى سكن وظيفي، كما تشير إلى ذلك الورقة التقنية للمشروع الذي انتهت الأشغال فيه منذ ما يزيد عن عامين إلا أنه ظل بناية «منمقة» تتوسط حي يعقوب المنصور، خالية من التجهيزات ولا تستقبل أحدا من الزوار، غير حارس تابع لشركة خاصة.
المعهد الوطني للموسيقى وفنون الرقص.. عقْدٌ من التأخير
على بعد أمتار قليلة من المسرح الوطني محمد الخامس، وفي زاوية زنقة مولاي رشيد (باتريس لومومبا) وشارع المنصور الذهبي، المطلة على ساحة الفنون، التي باتت تضم مرأب السيارات لحي حسان، تنتصب بناية فخمة بمساحة 17.400 متر مربع، حوالي 10 آلاف متر مربع مغطاة، ليست سوى المقر الجديد للمعهد الوطني العالي للموسيقى وفنون الرقص، والذي أعطيت الانطلاقة لبداية أشغال تشييده سنة 2008، على أن تنتهي أشغال البناء في النصف الأول من سنة 2011، غير أنه، بعد عقد من الزمن، ما تزال البناية التابعة لوزارة الثقافة، وبعدما اكتمل بناؤها، وعلت أسوارها، وزينت جدرانها، المزخرفة بالفسيفساء الخضراء، مغلقة الأبواب، خالية إلا من كلاب ضالة اختارت جانبا منها مرتعا لها.
وفي المدخل المقابل لنزهة حسان، يقبع عنصران من الأمن الخاص، يفتحان بين الفينة والأخرى الباب لمن يبدو أنهم موظفون في وزارة الثقافة أو مسرح محمد الخامس، ألفوا ركن سياراتهم في الساحة الداخلية للبناية التي كلفت خزينة الدولة أزيد من 65 مليونا و500 ألف درهم، وشيدت على أن تضم قاعة الاستماع، وقاعات الدروس الجماعية، وقاعات الدروس الفردية، وقاعة الندوات، والخزانة الوسائطية، فضاء الطفل، ولا يستغل فيها اليوم، بعد عشر سنوات من الموعد المحدد لتسلمها، سوى موقف السيارات الذي هو جزء من المشروع، في وقت باتت جنبات البناية (الحديثة) أقرب لمطرح نفايات.
وكثيرا ما يتساءل المارة بجنبات المعهد والعابرون نحو نزاهة حسان أو محطة سيارات الأجرة القريبة، عن طبيعة البناية التي تمتد من سكة الترامواي إلى المسرح الوطني، غير أن القليلين فقط من يعرفون أنها بنيت لتكون معهدا للموسيقى، فبعد أشهر قليلة من نهاية الأشغال فيها تمت إزالة اللوحة التقنية والتعريفية بالمشروع.
نافذة
احتجت «اليونيسكو» لعدم استشارتها بشكل مسبق باعتبارها تصنّف العاصمة المغربية تراثا عالميا للإنسانية وهو التصنيف الذي يعتمد المعمار ضمن شروطه