شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

هكذا سقط اسمي من لائحة المنتخب الوطني قبل التوجه إلى المكسيك للمشاركة في المونديال

عبد العزيز أنيني (لاعب دولي سابق):

حسن البصري

هل ندمت على قرار مغادرتك للوداد؟

مقالات ذات صلة

لست أنا من غادر من تلقاء نفسي الوداد، الفريق الذي لعبت له منذ صغري ولازلت أحبه، بل إن بعض مسؤولي الفريق هم الذين دبروا لي مكيدة لأغادر هذا النادي، لأسباب سبق أن ذكرتها لك، ثم كيف أندم على تغيير الأجواء وقد كان لي شرف التعرف على كبار المسيرين واللاعبين وحجزت لنفسي مكانة في قلوب جماهير الفرق التي لعبت في صفوفها. لو لم أنتقل إلى الرجاء لما تعرفت على معاش والمعطي بوعبيد والسملالي، ولو لم أنتقل إلى الخميسات لما تعرفت على عرشان، السياسي المحنك وأشقائه، وكما يقول المثل المغربي «ما يتسد باب حتى يتحل باب». لاحظ معي اليوم أن اللاعب في زمن ما يسمى الاحتراف يلعب في خمسة فرق مغربية دون أن يعاتبه أحد، وهذا ما يجسد الفرق بين زمننا وزمن العقود. في عهدنا كان اللاعب له مكانة داخل الفرق لأن اللاعبين هم الذين يعينون عميدهم لينوب عنهم في اختيار الرئيس، أي أن الرئيس لا يجلس على كرسي المسؤولية إلا إذا نال تزكية من اللاعبين، قبل أن يصبح من يؤدي ثمن الانخراط يتحكم في مصير الفريق.

شاركت في معسكر المنتخب المغربي الذي نظم في إفران استعدادا للمشاركة في كأس العالم 1970، فجأة سيسقط اسمك من اللائحة، ماذا حصل بالضبط؟

بعد أن تأهل إلى نهائيات كأس العالم في المكسيك سنة 1970، دخل الفريق الوطني المغربي مرحلة التحضير الأخيرة لهذا الحدث الذي تأهلنا إليه لأول مرة في تاريخ كرة القدم الوطنية. تعاقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع المدرب اليوغوسلافي فيدينيك، الذي شرع في عمله انطلاقا من معسكر مغلق في مدينة إفران، كان الهدف منه خلق الانسجام بين العناصر التي سترحل إلى المكسيك ورفع مؤشر اللياقة البدنية. كنا نتمرن بشكل مكثف بحضور أحمد النتيفي، الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية، وكنا نفكر جميعا في ما ينتظرنا في المكسيك، بل إن الشعب المغربي كله كان يتقاسم معنا هذه الفرحة إلى درجة أن المحلات التجارية كانت تبيع صور اللاعبين وكانت صورتي ضمن العناصر التي تم اختيارها لخوض هذه الكأس التي يتمنى كل لاعب المشاركة فيها.

لكن كيف سقط اسمك فجأة من اللائحة التي كانت تستعد للرحيل إلى المكسيك؟

ذات يوم حل بمعسكر إفران العقيد عبد القادر العلام، وهو عسكري برتبة عالية ويحمل اليوم ملعب سيدي قاسم اسمه. اعتقدنا أن زيارته جاءت في سياق الاطمئنان على الفريق الوطني، لأنه كان محبا لكرة القدم، خاصة وأنه قضى الليلة في مقر إقامتنا والتقى المدرب فيدنيك، لكن، في صباح اليوم الموالي، سيخبرني عبد الله العمراني، مدافع المنتخب، أن مهمة العلام هي تحويلي من لاعب للمنتخب الأول إلى منتخب الشرطة الذي كان في أمس الحاجة إلى مدافع أوسط.

من أين استقى اللاعب العمراني هذه المعلومات؟

العمراني كان لاعبا للجيش الملكي وصديقا لعميد المنتخب آنذاك إدريس باموس، الذي سيصبح رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وقائدا في الدرك الملكي برتبة جنرال. باموس هو الذي نقل الخبر للعمراني وهذا الأخير أخبرني بالقرار قبل أن يخبرني به النتيفي أو فيدنيك. وتقرر تعويضي بلاعب آخر من مدينة العلام نفسها، أي سيدي قاسم.

كيف تقبلت القرار وأنت تغادر معسكر المنتخب؟

للضرورة أحكام كما يقال، لكن لابد من الإشارة إلى أن منتخب الشرطة الذي طلب مني الالتحاق به كان يتمرن في مدينة إيموزار غير بعيد عنا حين كنا في إفران، وكنا نلتقي بلاعبيه بين الفينة والأخرى ونتبادل التحية، دون أن أعرف أنني سألتحق بمنتخب الشرطة ولن يكتب لي السفر إلى المكسيك. هذه أقدار وهذه أيضا اختيارات المسؤولين عن كرة القدم في تلك الفترة، وعلى رأسهم أحمد النتيفي. لهذا تقرر أن أعزز صفوف الفريق الوطني للشرطة الذي كان يستعد لخوض دورة كأس مغاربية في الدار البيضاء، علما أن منتخب الشرطة كان، حينها، بمثابة خزان للفريق الوطني الأول، وأغلب لاعبيه شاركوا في معسكرات الفريق الوطني. لهذا نودي علي وأشعرت بالقرار ولم أعترض عليه، بل اعتبرته تشريفا لي، وبعد دقائق كنت جاهزا لمغادرة الفندق بعد أن جمعت حقيبتي وودعت أصدقائي وتمنيت لهم التوفيق كما تمنوا لمنتخب الشرطة التوفيق أيضا. كانت لحظة الوداع مؤثرة جدا.

لماذا لم تتم استشارة المدرب فيدنيك قبل اتخاذ القرار؟

فيدنيك كان حديث العهد بالمنتخب، لا يعرف اللاعبين، وكان الجيش الملكي متحكما في الفريق الوطني ويشكل العمود الفقري للمنتخب، ثم كان هناك شخص آخر اسمه النتيفي الذي كان بدوره يتحكم في خيوط الفريق الوطني بما في ذلك اختيار اللاعبين، علما أن المدرب اليوغوسلافي لم يكن وراء تأهيل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، وكانت الهواتف تحمل لاعبا وتقصي آخر، وكأننا في رحلة وليس كأس العالم. في تلك الفترة كان المدرب وكان إلى جانبه ناخب وطني يختار اللاعبين ويقتصر دور المدرب على تدبير المباريات والحصص التدريبية. اليوم لا يمكن لأي شخص أن يفرض على مدرب المنتخب الوطني لاعبا بسبب القرابة. لهذا آمنت بالقدر وغادرت المعسكر على متن طائرة مروحية حملتني إلى الدار البيضاء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى