شوف تشوف

الرئيسيةبانوراماصحةمجتمعن- النسوة

هكذا تشكل المكملات الغذائية خطرا على حياتك أضرارها تبدأ بالقلق وتنتهي بالسرطان

الجميع متفقون على أن المكملات الغذائية صناعة بملايين الدولارات وتديرها لوبيات عملاقة في سوق الأدوية والترويج لها تكلف حملات إعلانية مكثفة تحت شعارات في غالب الأحيان غير صحيحة ومضللة. لكن الحقيقة أن المكملات الغذائية ليست حلا لجميع الأمراض ولا تطيل العمر ولا تغنينا عن النظام الغذائي المتوازن، بل قد تؤدي إلى تدهور في الصحة والدخول في دوامة أمراض تبدأ بالقلق وتنتهي بالسرطان.

 

سهيلة التاور

 

إن اختيار نظام المكملات الغذائية بدون دراية أو استشارة الطبيب غير آمن ولا يقدم فوائد خرافية للصحة، على عكس ما تُهيئه شركات الأدوية للناس. فقد أشارت دراسة سابقة من جامعة تافتس إلى أن المكملات الغذائية لا تطيل العمر ولا تقي من أمراض القلب كما تزعُم الإعلاناتُ الدعائيةُ الخاصةُ بها، وأشارت الدراسة كذلك إلى أن الفيتامينات التي نحصل عليها بصفة مباشرة من الطعام هي دائما الأقدر على التأثير في جودة حياتنا.

أما المعهد الوطني للصحة (NIH) في الولايات المتحدة الأمريكية فأشار، في دراسة أخرى قام بتمويلها قبل عدة أعوام وشملت 27 ألف شخص، إلى أن المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامينات «K» و«D» و«E»، وكذلك المغنيسيوم والزنك والنحاس، لا تطيل العمر ولا تعمل على الوقاية من الأمراض كما ينتشر بين الناس، بل أشارت الدراسة إلى أن تناول الكالسيوم بقيمة 1000 مللجرام يوميا، لأغراض تكميلية، قد يرتبط بارتفاع نسب الوفاة بأثر السرطان.

وأشارت الدراسة، كذلك، إلى أن معظم الذين يتناولون المكملات الغذائية يكونون من طبقات اجتماعية أعلى تعيش – بطبيعة الحال- حياة صحية، فيظن الناس أن المكملات الغذائية هي السبب، بينما طبيعة الحياة هي ما يؤثر بشكل أكبر. في النهاية، تشير نتائج الدراسة إلى أن الاستخدام المنتظم للمكملات الغذائية لا ينبغي أن يُوصى به لعامة السكان.

 

المكملات الغذائية والصحة النفسية

تؤثر المكملات الغذائية compléments alimentaires les بنسبة كبيرة على التغيير في الساعة البيولوجية للإنسان، وتتسبب في اضطرابات النوم بسبب احتوائها على نسبة كبيرة من الكرياتين والكافيين. وتناول المكملات الغذائية بكثرة يتسبب أيضاً في الإصابة بالأمراض النفسية، مثل القلق والتوتر النفسي، وبالتالي الزيادة من نسبة الطاقة داخل الجسم.

 

المكملات الغذائية والكبد

إن الكبد هو المسؤول عن تخليص الجسم من السموم ومخزن للجليكوجين والسكر الزائد. وعند الإفراط في تناول مجموعة من الأدوية، ومن بينها المكملات الغذائية، ترتفع نسبة أنزيم ATS الذي يؤثر بشكل سلبي على وظائف الكبد ويسبب تليف الكبد. فمن  الواجب عدم اللجوء إلى المكملات الغذائية، وخاصة التي تحتوي على البروتينات، إلا باستشارة الطبيب. فكميات المكملات مرهونة لعمر الإنسان وجنسه إذا كان رجلا أو امرأة، فما يناسبك من مكمل معين قد لا يناسب غيرك أو يناسب أطفالك.

فهذه المكملات الغذائية، وبالأخص تلك المبنية على البروتين، تؤدي إلى اختلال العديد من أنزيمات الكبد الأخرى، من أهمها:  ALT، AST، ALP، GGT وLDH، وهي تلك الأنزيمات الموجودة في خلايا الكبد والتي تتسرب في الدم بسبب تلف الكبد واختلال وظائفه. وكشفت دراسة أُجريت في جامعة فيلاديفيا أن الإصابة بمرض الكبد بسبب ارتفاع نسبة الأعشاب والمكملات الغذائية داخل الجسم تتراوح بين 7 و20 في المئة على مدار عشر سنوات. وشددت الدراسة على تحذير الأشخاص الذين يلعبون كمال الأجسام من أنهم إذا استمروا بتناول المكملات الغذائية والهورمونات بكثرة سوف تعرضهم إلى تليف الكبد وربما إلى زرع كبد آخر. وأكدت الدراسة على ضرورة الرقابة على هذه المكملات الغذائية حتى لا تهدد الجسم بالأمراض وربما تؤدي إلى الوفاة.

إن بعض هذه المكملات قد تسبّب بعض المشاكل الحقيقية كتلف الكبد، وهي من أضرار المكملات الغذائية، فقد وجد الباحثون أن 18% من تلف الكبد كان بسبب أو مشتبه بالمكملات الغذائية والعشبية، إن الاشتباه بالمكملات بناء العضلات ونزول الوزن كان 34٪ و26٪ من 93 حالة تمت دراستها.

 

المكملات الغذائية تؤذي القلب

أكدت دراسات عديدة أن تناول المكملات الغذائية يؤثر بشكل سلبي على عضلة القلب ويسبب العديد من الأمراض الخطيرة التي تصيب القلب. ومن أبرز تلك المكملات الغذائية التي تضر بالقلب هو عنصر الحديد. فعلى الرغم من أن الحديد يقوي الجسم ويمنحه الطاقة والقوة، إلا أن كثرة وجود الحديد في الدم تسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار والذي يؤذي صحة القلب بشكل كبير.

كما أن عنصر البروتين من المكملات القوية والفعالة في ضرر صحة القلب وتدهور حالته والإصابة بتصلب الشرايين وانسدادها وضيق صمام القلب. فتجب استشارة الطبيب قبل الإقدام على تناول المكملات الغذائية والإسراف في استهلاكها.

 

المكملات الغذائية مضرة بالأطفال 

رغم أن العديد من المكملات الغذائية تأتي من مصادر طبيعية، فإن كلمة طبيعية لا تعني بالضرورة آمنة. كما أنه لم يتم اختبار الكثير من المكملات الغذائية على الأطفال، نظرًا لعدم تطور أجسام الأطفال بشكل كامل، فقد تختلف الآثار الجانبية لهذه المنتجات على الأطفال مقارنة بالبالغين.

فقد يتم تصنيع بعض المكملات الغذائية من أعشاب ذات نوعية رديئة، أو مواد أخرى ملوثة، ما يشكل خطرًا على صحة الطفل في حال تناولها. وقد تتفاعل المكملات الغذائية مع منتجات أو أدوية أخرى، أو قد تؤدي إلى حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها.

وتظهر بعض الدراسات أن عددًا كبيرًا نسبيًا من الأطفال يدخلون قسم الطوارئ نتيجة تناولهم مكملات غذائية دون إشراف طبي، أو بسبب تناولهم مكملات مخصصة للكبار وبجرعات غير متناسبة مع أجسامهم. فعلى سبيل المثال، تتفاعل نبتة سانت جون مع العديد من الأدوية، بما في ذلك مضادات الاكتئاب، أدوية الصرع وعلاجات السرطان. من الواضح أن إعطاء البروبيوتيك للأطفال أمر خالٍ من المخاطر، ولكن، وبسبب الافتقار إلى أدلة قاطعة، خاصة للاستخدام على المدى الطويل، يجب على المرضى المصابين بأمراض خطيرة ألا يستخدموا البروبيوتيك.

كما قد تسبب مكملات أوميغا 3 مشاكل طفيفة في المعدة، مثل التجشؤ أو عسر الهضم أو الإسهال. لا توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالعديد من الفيتامينات للأطفال والمراهقين الأصحاء الذين يتناولون نظامًا غذائيًا متنوعًا ومتكاملًا، حيث يفضل الاكتفاء بالحصول على الفيتامينات والمواد الغذائية الأساسية من الطعام.

ولا يمكن القول إن أضرار المكملات الغذائية على الأطفال أمر واجب الحدوث، إذ إن الاستخدام الصحيح للمكملات الغذائية وتحت إشراف الطبيب قد يعد أمرًا ضروريًا لصحة الطفل في بعض الأحيان.

 

الفائض في الفيتامينات قاتل 

فيتامين «A» ومركبات البيتاكاروتين

مع أن فيتامينات «A» و«C» و«E» هي مضادة للأكسدة ويتم تسويقها على أنها مضادة للسرطان، فإنه لا يوجد دليل مقنع على أن تناولها كمكملات قد يحمي من السرطان، وبالعكس فقد أشارت دراسة لمؤسسة السرطان الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن المدخنين الذين يتناولون مكملات فيتامين «A» ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بسرطان الرئة مقارنة بمن لا يأخذونه. كما يعتقد أن التركيز المرتفع للغاية من فيتامين «A» قد يكون مميتا.

فيتامين «E»

كشفت دراسة شملت أكثر من 35 ألف رجل أن مخاطر سرطان البروستات ترتفع لدى الرجال الذين يأخذون مكملات فيتامين «E». كما أن دراسة أخرى أجرتها جامعة جونز هوبكنز كشفت أن احتمال الموت هو أكبر لدى متعاطي مكملات فيتامين «E».

فيتامين «B6»:

توجد مركبات فيتامينات «B» في كثير من الأطعمة، ولكن البعض يأخذون مكملات فيتامين «B6» لفترة طويلة، وتقول المؤسسة الوطنية للصحة في الولايات المتحدة إن الحصول على كميات كبيرة من فيتامين «B6» -كما يحدث مع متناولي المكملات- قد يؤدي إلى حدوث أضرار حادة في أعصاب الشخص ما قد يفقده القدرة على السيطرة والتحكم في حركات جسمه.

ـ فائض الـ Vitamin D يؤذي الكبد

يسمح الـ Vitamin D للجسم بامتصاص الكالسيوم. ومن المعروف أنّ مكمّلات الـ Vitamin D تعد بحماية العظام ووقايتها من الأمراض كترقّق العظام مثلاً. ولكن في معظم الأحيان، وبعد مرحلة انقطاع الطمث، لا تحتاج إليها النساء اللواتي يأخذن كميّات قليلة منها. فقد أوضحت نتائج تقرير الـ Preventive Services Task Force والتي نشرت في الـ Annals of Internal Medicine، أنّ أخذ كميات قليلة من مكملات الـ Vitamin D إن لم تكن هؤلاء النساء يعانين من أيّ مشكلة صحية، لا تقيهم من خطر الإصابة بترقق العظام. إلاّ أنّ ذلك يختلف بالنسبة إلى النساء اللواتي يتخطين عمر الـ 65 سنة واللواتي يعانين من نقص في الـ Vitamin D، واللواتي لديهنّ تاريخ في الوقوع والمعاناة من ترقق العظام. فبالاستناد إلى أخصائيي الـ Institute of Medicine، إنّ أخذ مكملات الـ Vitamin D مفيد صحياً لهنّ. والخطر الذي تتعرّض له النساء اللواتي لا يعانين من مشاكل صحية في حال أخذ مكملات الـ Vitamin D، يكمن في امتصاص فائض من الكالسيوم الذي يؤدي للإصابة بحصى الكلى، وذلك بحسب الـ Cleveland Clinic.

 

فائض الكالسيوم يستقر في الرئتين

إن الكالسيوم ضروري لعظام قوية وقلب صحي، إلا أن الفائض منه قد يكون مضرا للصحة. ويوضح باحثون من الـ Mayo Clinic أنّه من السهل امتصاص الكالسيوم عبر الطعام. وينصح باحثون من الـ National Institutes of Health بـ 1000 ميليغرام من الكالسيوم في اليوم بالنسبة للنساء التي تتراوح أعمارهنّ بين الـ 19 والـ 50 سنة و1200 ميليغرام من الكالسيوم للواتي يتخطين الـ 51 سنة. بإمكان اكتشاف النقص بالكالسيوم عبر فحص دم، فإن كنت تعانين من نقص منه قد ينصحك الأطباء بأخذ مكمّلات الكالسيوم. إلاّ أنّ الفائض منه، بحسب باحثين من الـ Cleveland Clinic، خصوصاً مع النقص بالـ Vitamin D، يجعل الفائض منه يتمركز في شرايين الرئتين عوضاً عن العظام.

ـ الفيتامنات المتعددةMultivitamines

يعتقد البعض أنهم بحاجة للمزيد من الفيتامينات بالإضافة إلى الأغذية التي يستمدّونها من الطعام والنظام الغذائي الذي يتبعونه، ويعتقدون أن هذه الفيتامينات مفيدة للصحة وأن الفائض منها ليس مضرا أبدا. إلا أن الدراسات كانت قد أثبتت العكس تماما، إذ تبين أن الفائض منها يعرض المرأة لخطر الوفاة وذلك بالمقارنة مع النساء اللواتي لا يأخذن منها. وهذه الفيتامينات لا تحمي من أنواع السرطان، ولا من أمراض القلب والأوعية الدموية ولا حتى من الموت.

 

 

نافذة

تناول المكملات الغذائية بكثرة يتسبب في الإصابة بالأمراض النفسية مثل القلق والتوتر النفسي وبالتالي الزيادة من نسبة الطاقة داخل الجسم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى