شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

هكذا تحدى ميراوي نقابات التعليم العالي وأعلن عن تعديلات النظام البيداغوجي

لم تثن الانتقادات المتزايدة لوزارة التعليم العالي، والرسائل التي وجهها عدد من شبكات التخصصات الجامعية التي تطالب الوزارة بالتراجع عن إقرار تعديلات للنظام البيداغوجي الجامعي، عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عن العزم على تطبيق المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي تمت فيه مراجعة التخصصات المرتبطة بسلك الإجازة، حيث أشار الوزير إلى أن «جميع الإجازات ستتغير خلال الدخول الجامعي المقبل».

وأوضح ميراوي، في جواب عن سؤال شفوي حول «التقييم المرحلي لتدبير القطاع واعتماد سياسة عمومية بشأنه»، بمجلس النواب، أن هذه المراجعة تتم بشراكة مع كافة القطاعات الوزارية والمحيط السوسيو- اقتصادي ومشاركة مختبر البحث العلمي، من أجل إضفاء صيرورة على الإجازات الجديدة، لافتا إلى أن بعض تخصصات الإجازة لم يطرأ عليها أي تغيير منذ 20 سنة. وأفاد في الصدد ذاته بأنه سيتم الشروع في تدريس الذكاء الاصطناعي في جميع تخصصات سلك الإجازة، مشيرا إلى أنه ستتم ملاءمة دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك الإجازة والدفتر الوطني للضوابط العلمية بالنسبة إلى سلك الدكتوراه.

وكان الأساتذة الباحثون قد نددوا بما سموها «سياسة الآذان الصماء»، ونبهوا إلى أن «من شأنها الإجهاز على الجامعة كمرفق عمومي»، واستدلوا على ذلك بـ«طبيعة التكوينات المعيبة المقترحة بمحتوياتها المتناقضة»، واستغربوا عدم تحديد الجهة المعنية والمسؤولة عن المشاريع المقترحة، والعمل على «تصريفها في جو من الضبابية وغياب الوثائق والمراسلات الرسمية». كما عبر الأساتذة الجامعيون عن رفضهم القاطع لـ«الاستعجال الذي أصبح سمة ملازمة لكل مشروع»، وطالبوا بـ«الوقت الكافي حتى يتسنى لهم إمعان النظر في المشروع، والحكم عليه انطلاقا من تقييم حقيقي للإصلاحات السابقة، وقياس حدود جدواه وفعاليته، وقدرته على إخراج المنظومة من التخبط الذي تعيش فيه، رغم سلسلة «الإصلاحات» المتتالية المطبوعة دائما بالتسرع والتهافت».

وكشفت مصادر نقابية من النقابة الوطنية للتعليم العالي عما قالت إنه توجه نحو عقد اجتماع بين قيادة النقابة والوزارة الوصية، وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع الذي ينتظر أن ينعقد الأسبوع الجاري، سيأتي بعد موجة الاحتقان الجديد في القطاع، بسبب إعلان الوزارة عن تعديلات للنظام البيداغوجي الجامعي، حيث راسلت الوزارة رئاسة الجامعات التي راسلت بدورها الكليات والمؤسسات الجامعية، من أجل تقديم تصوراتها حول شهادات إجازة ودبلومات جديدة.

وحذر الأساتذة الباحثون في بلاغات لفروع النقابة الوطنية للتعليم العالي (الأكثر تمثيلية في القطاع)، الوزير ميراوي من «الإفراط والمبالغة في تغليب البعد الممهنن الطّاغي في مشروع الهندسة البيداغوجية المقترحة، بدعوى تكييف التكوينات بالمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح لحاجيات سوق الشغل، للحد من بطالة الخريجين»، مؤكدين «أن البطالة لا يجب أن تلتصق بشكل قطعي وحصري بالجامعة المغربية، بل هي نتيجة لطبيعة النظام الاقتصادي الوطني العاجز عن تحقيق نسبة نمو حقيقية، تؤدي حتما إلى خلق أعداد كافية من مناصب الشغل».

النعمان اليعلاوي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى