شوف تشوف

الرئيسيةخاصصحة

هكذا تتسبب متلازمة «كاواساكي» في إصابة الأطفال بكورونا

سهيلة التاور

 

 

بعد إعلان هيئة الصحة البريطانية عن متلازمة غامضة تصيب الأطفال وظهور حالات أطفال آخرين في دول أوروبية يعانون من الأعراض نفسها التي تسببت في دخولهم المستشفى، بدأ المختصون بدراسة أعراض المتلازمة التي تبين أنها متلازمة «كاواساكي» النادرة ولها علاقة بفيروس كورونا.

 

مرض «كاواساكي»Kawasaki’s Disease   هو حالة تسبب التهابا في جدران الأوعية الدموية وتؤثر في الغالب على الأطفال تحت سن الخامسة. ويمكن للالتهاب أن يضعف الشرايين التاجية التي تمد القلب بالدم، هذا يمكن أن يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية والنوبات القلبية.

وتؤثر الحالة على 8 أطفال من بين كل 100 ألف طفل في المملكة المتحدة،  وتبين الإحصائيات أنها مميتة في 3% من الحالات التي لا يتم علاجها.

وعادة ما تتطور أعراض مرض «كاواساكي» على 3 مراحل على مدى ستة أسابيع. فالعلامات الأولى هي الحمى والطفح الجلدي في الأسابيع القليلة الأولى، تليها احمرار عيون الأطفال وتورمها. وقد يتسبب أيضًا في جفاف الشفاه وتشققها، والتهاب الحلق، وتورم الغدد الليمفاوية واللسان.

غالبًا ما تسبب المرحلة الثانية من مرض «كاواساكي» أعراضًا مثل آلام البطن والقيء والإسهال والصداع وآلام المفاصل واليرقان. وفي المرحلة الثالثة، تميل الأعراض إلى الاختفاء ولكن قد لا يزال لدى الأطفال نقص في الطاقة ويتعبون بسهولة خلال هذه الفترة.

 

تأثير على القلب

داء «كاواساكي» هو السبب الرئيسي لمرض القلب المكتسَب لدى الأطفال. بالرغم من ذلك، ومع العلاج الفعال، يصاب فقط عدد قليل من الأطفال بأضرار دائمة. وتتضمَّن مضاعفات القلب: التهاب الأوعية الدموية، عادةً الشرايين التاجية التي تمد القلب بالدم، والتهاب عضلة القلب، ومشكلات صمّام القلب. وأي من هذه المضاعفات يمكن أن يلحق الأذى بقلب الطفل، ويمكن أن يؤدي التهاب الشرايين التاجية إلى ضعف وانتفاخ جدار الشريان (تمدُّد الأوعية الدموية)، إذ أن  تمدُّد الأوعية الدموية يزيد من خطورة تكوُّن جلطات الدم؛ مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية، أو نزيف داخلي يهدّد الحياة.

ولا أحد يعرف ما الذي يسبب مرض «كاواساكي»، ولكن العلماء لا يعتقدون أن المرض معدٍ من شخص لآخر. وهناك عدد من النظريات التي تربط المرض بالبكتيريا أو الفيروسات أو العوامل البيئية الأخرى، ولكن لم يَثْبُتْ أي منها. وقد تجعل بعض الجينات الطفل أكثر عرضة للإصابة بمرض «كاواساكي». ويمكن أن يسبِّب مرض «كاواساكي» موت نسبة صغيرة جدًّا من الأطفال المصابين بمشكلات الشريان التاجي، حتى مع العلاج.

 

إصابات الأطفال

أصيب نحو مائة طفل بمرض «كاواساكي» إلى الآن في بريطانيا، وأظهر كل الأطفال المصابين أعراضا متشابهة عندما أدخلوا إلى مستشفى إيفيلينا لندن للأطفال، منها ارتفاع درجة الحرارة وطفح واحمرار العينين وانتفاخات وألم يشمل شتى أرجاء الجسم.

ولم يعان معظم الأطفال الذين أدخلوا المستشفى من مشاكل جدية في الرئتين أو مشاكل تنفسية، رغم أن سبعة منهم أخضعوا للتنفس الاصطناعي للتغلب على أي مشاكل محتملة في الجهاز الدوري والتنفسي.

وتشير دراسات إلى أن نفس المرض قد أصاب أطفالا في عدد من الدول الأوروبية الأخرى. ففي فرنسا سجّلت 135 إصابة بمتلازمة «كاواساكي» النادرة بين الأول من مارس و14 ماي، أكثر من نصفها في المنطقة الباريسية، وفق مديرية الصحة العامة. وتلقى 65 طفلا العلاج في أقسام الإنعاش و25 آخرين في أقسام العناية المشددة.

وفي نهاية أبريل تم الإبلاغ عن حالات مشابهة في نيويورك وإيطاليا وإسبانيا. والوفيات نادرة جدا مع وفاة طفل في الرابعة عشرة من عمره في بريطانيا وطفل في الخامسة في نيويورك وطفل في فرنسا.

 

علاقة المرض بفيروس كورونا

ومن المرجح أن سبب نشوء هذا المرض هو رد مناعي متأخر للإصابة بفيروس كورونا، وهو يشبه مرض «كاواساكي» إلى حد بعيد. حيث قالت الدكتورة ليز ويتيكر، المحاضرة في أمراض الأطفال المعدية والمناعة في جامعة إمبريال كوليج في لندن، إن كون هذه المتلازمة تنتشر وسط انتشار وباء كورونا يشير إلى أن ثمة علاقة بين الحالتين.

وأضافت أنه «بلغ انتشار مرض كوفيد قمته، وبعد 3 أو 4 أسابيع بدأنا نرى ارتفاع عدد الإصابات بهذه الظاهرة الجديدة مما يقودنا إلى الاستنتاج بأنها ظاهرة تقع بعد الإصابة بالفيروس».

ويعني هذا أنه من المرجح أن تكون لها علاقة بزيادة الأجسام المضادة في الجسم بعد الإصابة بالفيروس.

وقال المدير الطبي لخدمة الصحة الوطنية في إنجلترا، ستيفن بويس، إن هذا المرض الذي لوحظ لدى الأطفال ما يزال نادرا جدا، مضيفا أنه من المبكر الحديث عن علاقة بين فيروس كورونا وبين هذه الأعراض.

من ناحيته، قال رئيس الخدمات الطبية في إنجلترا، كريس ويتي، إن وجود رابط بين «كوفيد 19» ومرض الأطفال شأن «وارد بكل تأكيد».

في غضون ذلك، أشارت الجمعية البريطانية، إلى أن حالات الأطفال الذين يصابون بأعراض شديدة من جراء فيروس كورونا، ما زالت محدودة جدا. وتم إجراء الاختبارات للأطفال، وتبين أن عددا منهم حاملون لفيروس كورونا، فيما جاءت نتيجة آخرين سلبية، لكن من الوارد أن يكونوا قد أصيبوا من ذي قبل، لكن آخرين لم يصابوا نهائيا.

وقال مايكل ليفن، أستاذ طب الأطفال وصحة الأطفال الدولية في جامعة إمبريال، إن الفحوص التي أجريت على الأطفال أظهر معظمها نتائج سلبية، ولكن فحوص الأجسام المضادة أظهرت نتائج إيجابية. وقال «ولذا نعتقد أن الآلية البيولوجية لهذا المرض لها علاقة بشكل من الأشكال برد مناعي غير طبيعي للفيروس». ولكنه قال «إنه يوجد الكثير الذي ينبغي علينا تعلمه» حول هذه الحالة التي لم تكن معروفة قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

ويبدو أن الأطفال المصابين بهذه الظاهرة يبدؤون بالمعاناة منها بعد أسابيع (إلى حد 6 أسابيع) بعد إصابتهم بالفيروس، مما يفسر سبب ظهورها بعد عدة أسابيع من بلوغ حالات الإصابة بالفيروس في المجتمع.

وقال الدكتور لوشيو فيردوني، مؤلف الدراسة والطبيب في مستشفى البابا جيوفاني الـ 23 في بيرغامو، «رغم ندرة وقوع هذه الظاهرة، تظهر دراستنا أدلة جديدة حول الطريقة التي قد يؤثر الفيروس بها على الأطفال».

فضلا عن ذلك، لاحظ الأطباء أعراضا في دم الأطفال تشبه ما يحصل لدى الحالات الحرجة للمصابين بوباء كورونا.

 

الاستجابة للعلاج

ظهور المتلازمة النادرة دفع الأطباء إلى البحث في أعراضها ودراستها بشكل أكبر. فقد قال الأستاذ راسل فاينر، رئيس الكلية الملكية لطب وصحة الأطفال في بريطانيا، إن معظم الأطفال الذين أصيبوا بهذه الحالة استجابوا للعلاج وهم يتماثلون للشفاء وبدؤوا بالعودة إلى منازلهم. وقال إن هذه المتلازمة «نادرة جدا». وأضاف ذ. فاينر «لا ينبغي أن تمنع الأهل من السماح لأطفالهم بالخروج من حالة الإغلاق».

وقال إن التعمق في دراسة هذه الظاهرة الالتهابية «قد يفسر السبب الكامن وراء خطورة إصابة بعض الأطفال بكوفيد 19 بينما لا تعاني الغالبية الكبرى منهم من أي أعراض أو تأثيرات». ويعتقد بأن الأطفال لا يشكلون إلا 1 إلى 2 في المائة من كل حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولم يدخل المستشفى منهم إلا أقل من 500.

ويقول خبراء صحة الأطفال في بريطانيا إنه ليس من الضروري أن تكون هذه الظاهرة تصيب الأطفال حصرا.

ويتعاون هؤلاء حاليا مع باحثين في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية لفهم المزيد عن هذه الظاهرة التي أطلق عليها اسم متلازمة الأطفال الإلتهابية متعددة الأعضاء، أو (PIMS-TS).

 

طرق لوقاية الأطفال

ضمن أفضل الطرق لوقاية أطفالنا من كورونا، فإن العزل الاجتماعي والابتعاد عن المصابين بكورونا هو أنجع طريقة للوقاية من المرض، وينبغي أن ينتهز الأهالي كل فرصة لتدريب أطفالهم على غسل اليدين واستعمال الصابون والمعقمات.

ومن الضروري إرشاد الطفل إلى وضع منديل ورقي على فمه وأنفه عند السعال أو العطس، ومن ثم إلقائه في صندوق القمامة، كما ينبغي تعقيم الأسطح وألعاب الأطفال بالمعقمات بشكل متكرر.

وينبغي أن تُشرَح ماهية كورونا كمرض للأطفال بالطريقة التي تناسب أعمارهم، والإجابة على أسئلتهم في هذا الخصوص.

 

 

نافذة

تشير دراسات إلى أن المرض نفسه قد أصاب أطفالا في عدد من الدول الأوروبية الأخرى. ففي فرنسا سجّلت 135 إصابة بمتلازمة «كاواساكي» النادرة بين الأول من مارس و14 ماي الجاري، أكثر من نصفها في المنطقة الباريسية، وفق مديرية الصحة العامة. وتلقى 65 طفلا العلاج في أقسام الإنعاش و25 آخرين في أقسام العناية المشددة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى