هكذا تتحول مواد غذائية تأكلونها كل يوم إلى سرطانات
إعداد: سهيلة التاور
السرطان هو المرض الذي أصاب في السنوات الأخيرة كتلة كبيرة من السكان. بعض الأطعمة التي نستهلكها يوميا قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان بسبب المواد الكيميائية التي تحتوي عليها. وللوقاية منه، بات من الضروري اعتماد نظام غذائي، صحي ومتوازن وغني بالفواكه والخضراوات والألياف وغيرها من المنتوجات الطبيعية. وتجنب تناول المنتوجات المصنعة بشكل مستمر وبنسبة تفوق المعقول لأنها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
دراسات مثبتة
وفقا لدراسة أمريكية، كل الأطعمة اللذيذة في الحياة ستكون مسببة للسرطان. إذ أثارت دراسة نشرت من قبل مجموعة من الباحثين من جامعة نيو هامبشاير (UNH) ضجة كبيرة، حيث أكدت ما تداولته وسائل الإعلام لعدة سنوات: الأشياء الأكثر لذة، الرائعة، والممتعة في الحياة ستكون مضرة بالصحة.
هذا الفريق ذو الخبرة يدق ناقوس الخطر بخصوص الطعام الذي نتناوله كل يوم: اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك المستزرعة التي تتغذى على مواد أخرى غير ما هو متعارف عليه ستكون السبب الأول للوفيات في صفوف السكان الذين يتمتعون بالإمكانيات التي تخول لهم تناول هذه المواد بانتظام. والشيء نفسه ينطبق على الملح الذي يتسبب في انسداد الشرايين أو السكر الذي يؤدي إلى ثقبها.
وفي هذا الصدد، العلماء لا يتأخرون عن نشر نصائحهم الخاصة بعدم أكل المقليات بكميات كبيرة والابتعاد عن كل ما هو دسم إذ قد يؤدي إلى الموت المحتم وفي وقت وجيز جدا. أما بالنسبة لأولئك الذين استطاعوا أن يجدوا تغذية بديلة، فيجب أن يحرصوا كل الحرص على ألا يشربوا الكحول (سرطان الكبد)، أو الكثير من القهوة (القرحة)، والمشروبات الغازية أيضا (سرطان البنكرياس أو المعدة). أما في ما يخص ماء الصنبور، المثقل بالحجر الجيري، فلا يمكن اعتباره هو الآخر مادة خالية من الأخطار وحلا موثوقا. وردا على السؤال حول السلوك الصحيح والحل الجذري لمواجهة هذه المخاطر، صرح الدكتور Peele بيلي بأنه، «يمكنك ببساطة أن لا تفعل شيئا، عدم أكل أي شيء وعدم الخروج إلى حين ظهور أسلوب حياة بديل. فاتباع نظام غذائي غني ومثقل بالمواد المصنعة سيؤدي بك حتما إلى الموت وذلك عن طريق أمراض القلب والأوعية الدموية.. وبنفس الطريقة، الأغذية العضوية ستؤدي بك إلى الموت كذلك، وذلك لافتقارها لعدة مكونات».
تحذيرات من معظم المواد التي نتناولها يوميا
هناك العديد من الأطعمة التي يمكن أن تقود إلى السرطان. في الواقع، هذه الأطعمة تتمثل في المواد الغذائية المتحولة والتي تحتوي على المواد الحافظة. كما أن هناك أسوأ 15 غذاء يجب القضاء عليه نهائيا من النظام الغذائي الخاص بك للحد من خطر الإصابة بسرطان:
الشاركوتري
الشاركوتري هو العنصر الغذائي الأكثر استهلاكا ما بين الوجبات أو خلال الوجبات الرئيسية. بالإضافة إلى النقانق التي تعتبر مواد مثقلة بالمواد الحافظة والكيميائية والتي تستخدم عادة لإعطاء طعم لذيذ ومظهر جديد لأطباقنا وموائدنا.
المواد الحافظة تحتوي على الصوديوم، نترات الصوديوم والنترات، حيث أثبتت دراسات عديدة مؤخرا على أن هذه الأخيرة ضارة جدا وقادرة على توليد العديد من أشكال السرطان. فمن الأفضل اختيار المنتوجات الخالية من المواد الحافظة، وتناول اللحوم الآتية من الحيوانات التي تتغذى على العشب الطبيعي ويعتبر هذا هو الاختيار الأفضل لاتباع نظام غذائي صحي.
الفشار في الفرن
أفضل طريقة لتحضير الفشار الجيد، هو استخدام المايكرويف والأكياس! هذه هي الطريقة الفعالة جدا، ولكن أكياس الورق المستخدمة للاحتفاظ به تحتوي على منتوجات ضارة للغاية.
إن أكياس الورق البني تستخدم لتخزين المواد الغذائية لتطول نضارتها. ولكن هذه الحقائب تحتوي على مواد كيميائية تسبب العقم، وليس فقط هذا، بل أيضا سرطان الكبد والخصيتين والبنكرياس. وقد وجدت وكالة حماية البيئة أن أغشية هذه الحقيبة تحتوي على حمض خطير من شأنه، وفقا للبحث العلمي، أن يسبب أوراما خبيثة في الجسم بأكمله.
المنتوجات المجمدة والحمية
تحاول المتاجر وتجار الأسواق التجارية الكبرى خلق وبيع مجموعة متنوعة من المنتوجات، بما في ذلك الوجبات المجمدة وتلك التي تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون لجذب الناس الذين يتبعون حمية غذائية ما. ومع ذلك، فإن معظم هذه الأطعمة الخاصة بالحمية تكون سيئة للغاية بالنسبة للصحة. وأشارت دراسات من قبل هيأة سلامة الأغذية الأوروبية أن الأسبارتام، واحد من المحليات الاصطناعية الأكثر استخداما، يمكن أن يكون المسؤول الأول عن مجموعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان والتشوهات الخلقية. كما أن السكروز، السكرين، والمحليات الصناعية الأخرى مرتبطة كذلك بظهور وتطور السرطان. رغم أن صناديق التعبئة وتغليف المنتوجات الغذائية المجمدة تقدم هذه الأطعمة على أنها صحية وطازجة، إلا أن الخطر الحقيقي يكمن في المواد الكيميائية المستخدمة للحفاظ على هذه الأطعمة (ما يعرف بالمواد الحافظة).
السكر المكرر
السكر ضروري للجسم، ولكن يجب أن يستهلك باعتدال. السكر المكرر معروف عنه أنه يستعمل لتحقيق زيادة سريعة في مستويات الأنسولين ويساهم في الوقت نفسه في نمو الخلايا السرطانية في جسم الإنسان. والمحليات الغنية بالفركتوز مثل شراب الذرة، تعتبر كذلك خطرة للغاية ويمكن أن تسبب العديد من الأمراض. ومن بين هذه الأمراض نذكر السرطان، حيث أن الخلايا السرطانية تتمثل وتنتشر بسهولة في جميع أنحاء الجسم إذا كنا نستهلك الكثير من السكر المكرر. يتم استخدام السكر المكرر في البسكويت، الكعك، والفطائر، والصلصات، وعصائر الفاكهة والأطعمة المصنعة الأخرى. وهذا ما يجعل معدل السرطان مرتفع على نحو متزايد، لأن كل هذه الأطعمة تعتبر في متناول الجميع ومتوفرة في كل مكان. فعلى عكس الخلايا العادية، الخلايا السرطانية تتغذى على السكر. وبالتالي، يجب تجنب استهلاك الأطعمة التي تحتوي على السكر المكرر للحد من خطر الإصابة بالسرطان.
اللحوم الحمراء
للأسف، استهلاك اللحوم الحمراء بشكل يومي يمكن أن يساهم في نمو الخلايا السرطانية في الجسم. في حين أكل كميات صغيرة من اللحوم الحمراء قد يكون مفيدا جدا، ولكن من الضروري أن تتغذى هذه الحيوانات التي أتت منها هذه اللحوم على العشب الطبيعي دون إضافة أي مواد أخرى.
وقد أظهرت دراسة قامت بها مدرسة هارفست الطبية أن استهلاك كميات كبيرة من اللحوم الحمراء مرتبط بشكل وطيد بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان القولون. ووجدت هذه الدراسة أيضا أن الأسماك والدجاج هما الأفضل لحماية الجسم وباستهلاكهما نقوم بالتقليل من خطر الإصابة بالسرطان.
الفواكه «الملوثة» بالمبيدات
يعتقد بعض الناس أن الفواكه مثل التفاح والعنب أو الفراولة التي تباع في الأسواق التجارية الكبرى أكثر صحة وأكثر نظافة من غيرها. للأسف، فهذا ليس صحيحا دائما. فقد وجدت مجموعة العمل البيئي أن 98 في المائة من المنتوجات التقليدية، وخاصة تلك الموجودة على لائحة الفواكه «الملوثة»، دمرت بواسطة المبيدات المسببة للسرطان. مع الإشارة إلى أن التفاح والبرتقال والفراولة والعنب هي الفواكه التي تحتوي على معظم بقايا المبيدات. وغسل الفاكهة، للأسف، ليس هو الحل المناسب لإزالة بقايا المبيدات. بل يجب علينا التحقق من المنتوجات المستخدمة في زراعتها، قبل شراء هذه الفاكهة.
الطماطم المعلبة
المنتوجات المعبأة في العلب تشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان، خاصة الطماطم المعلبة. حيث أن الغلاف المستخدم في علب تخزين المواد الغذائية يتكون من مادة كيميائية تعرف باسم ثنائي الفينول-A أو BPA. هذا المنتج هو عالي التسمم، ويمكن من تسريع نمو الخلايا السرطانية في الجسم. فتعتبر الطماطم المعلبة أكثر خطورة بسبب نسبة الحموضة العالية التي تحتوي عليها. هذه الحموضة تهيج الـ BPA المتواجد في جدار العلبة وينتشر في الأطعمة المحفوظة. ولتجنب هذه المواد الكيميائية، يمكنك شراء الطماطم الطازجة والاحتفاظ بها في عبوات زجاجية، بدلا من السم الذي تدخله إلى جسمك.
السلمون الذي تتم تربيته
السمك هو العنصر الغذائي السليم الذي يمكنك اختياره في السوق التجارية. ومع ذلك، يجب تجنب السلمون، حيث تتعرض هذه الأسماك، للأسف، للأعلاف المصنعة الغنية بالمواد الكيميائية والمضادات الحيوية والمبيدات وغيرها من المواد المسرطنة. فالسلمون الذي تتم تربيته يتوفر على أوميغا 3 أقل ويحتوي على مستويات عالية من ثنائي الفينيل، متعدد الكلور، والزئبق، ومركبات الديوكسين المسببة للسرطان.
رقائق «الشيبس»
رقائق البطاطس المقلية تحتوي على مستويات عالية من مادة الأكريلاميد، وهي مادة مسرطنة التي تنتشر عند طهي الطعام التي تدخل في تركيبه أو عندما يقلى في درجات حرارة عالية. وقد أظهرت الدراسات التي أقيمت على عدد من الحيوانات أنواعا مختلفة من السرطان عن طريق تناول هذه المواد الكيميائية.
هذه الرقائق تحتوي على مادة الأكريلاميد، والنكهات الاصطناعية والمواد الحافظة والأصباغ الغذائية، في حين أن الرقائق المطبوخة في المنزل قد تكون صحية وتحتوي على نسبة أقل من الدهون والسعرات الحرارية.
الزيوت المهدرجة
تستخدم الزيوت المهدرجة للحفاظ على الأطعمة المصنعة والاحتفاظ بها «طازجة» لفترات أطول. غير أنه يمكن لهذه الزيوت أن تتسبب في خلل في التركيب وسلامة أغشية الخلايا، مما يؤدي إلى أمراض مثل السرطان.
وتحاول الشركات المصنعة القضاء على استخدام الزيوت المهدرجة واستبدالها بزيت النخيل، فيمكنك بدورك استهلاك الزيوت النباتية الغنية بأحماض أوميجا 6 والأحماض الدهنية.
الأطعمة المالحة.. المدخنة والمخللة
النترات لا تسبب السرطان حيث يتم استخدامها للحفاظ، إضافة اللون وإعطاء نظرة جديدة إلى الأطعمة. ولكن في ظل ظروف معينة، يمكن تحويل النترات إلى nitrosodimethylamine في الجسم التي تعتبر مادة ضارة جدا ومرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
أما الأطعمة المخللة واللحوم مثل لحم الخنزير المقدد والنقانق والسلامي فهي تحتوي بدورها على نسبة عالية من الملح والدهون، والتي يمكن أن تسبب سرطان المعدة وتجعل هذه الأطعمة أكثر خطورة على جسم.
مع الإشارة إلى أن، في اليابان، نسبة سرطان المعدة عالية جدا نظرا لكون الناس يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة المملحة والمدخنة.
المحليات الاصطناعية
يتم عادة استخدام المحليات الاصطناعية لإنقاص الوزن أو تجنب استهلاك السكر. على العكس، وللأسف، فإن الناس الذين يستهلكون مواد التحلية الاصطناعية يكسبون وزنا أكثر بدلا من فقدانه.
وتحتوي مواد التحلية الاصطناعية على الأسبارتام الذي تم ربطه بالنوبات لدى بعض الناس. فبعد استهلاك مادة التحلية الاصطناعية، يتم تقسيم المواد الكيميائية في الجسم إلى مادة سامة قاتلة تعرف باسم DKP. وبعد ذلك، المعدة تحلل هذا السم وتنتج مواد أخرى من شأنها أن تسبب مرض السرطان، وخاصة أورام الدماغ.
الكحول
لطالما كان الكحول معروفا على أنه يسبب مشاكل الصحية عديدة. واليوم فهو السبب الرئيسي الثاني للسرطان، بعد التدخين.
وقد وجدت دراسة أمريكية أن النساء اللواتي قمن بشرب على الأقل كأس واحد من الكحول في اليوم زدن من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30 في المائة مقارنة مع اللواتي لم يشربن الكحول أبدا. فاستهلاك الكحول يمكن أن يسبب فشل القلب والسكتة الدماغية أو الموت المفاجئ. حيث أظهرت الوكالة الدولية للبحوث أن شرب الكحول يمكن أن يسبب عدة أنواع من السرطان مثل سرطان الكبد والقولون والثدي.
الدقيق الأبيض
الطحين الأبيض المكرر هو عنصر يستخدم في إنتاج معظم الأغذية المصنعة ويحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات. وأظهرت دراسة أن الكربوهيدرات المكررة ارتبطت بزيادة قدرها 220 في المائة من نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء. لتبييض الدقيق تستخدم المطاحن غاز الكلور الذي يعتبر مهيجا خطيرا حيث يمكن أن يؤدي إلى الموت. فالطحين الأبيض يزيد من نسبة السكر في الدم وفي الجسم كله بشكل سريع جدا، الشيء الذي يؤدي إلى نمو وانتشار الخلايا السرطانية في الجسم. ولتجنب استخدام هذا الدقيق، يمكنك اختيار الطحين التي لم يتم تبييضه.
البطاطس المقلية
أصابع البطاطس المقلية مثل رقائق البطاطس المقلية تماما، فهما يتوفران على مستويات عالية من مادة الأكريلاميد، وهي مادة مسرطنة والتي تتشكل عند ارتفاع درجة الحرارة. وقد أظهرت الدراسات أن مادة الأكريلاميد تزيد من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان. وذكرت الوكالة الدولية لبحوث السرطان أن مادة الأكريلاميد هي مادة مسرطنة محتملة عند البشر. وعادة ما توجد هذه المادة الكيميائية في جميع الأطعمة المطبوخة على درجة حرارة أعلى من 242 درجة. ومن بين الأطعمة التي تم اختبارها من قبل المنظمة، البطاطس حيث اعتبرتها المادة التي تحتوي على أعلى مستويات الأكريلاميد.
رغم كل هذه الإكراهات الغذائية التي بتنا نقابلها في حياتنا، توجد طريقة مثلى لتحقيق التوازن الغذائي والتي تتمثل في «تناول الفواكه والخضروات الطازجة أقل من 2 ساعات والتي نمت دون أي تدخل بشري، واللحوم البيضاء التي تمت تربيتها في الهواء الطلق».