هكذا بدأ سوق العقار بالبيضاء وهذا سر المخطط الفرنسي لإنشاء المستشفيات
يونس جنوحي:
بيت مزخرف على الطريقة التقليدية المغربية يُكلف ابتداء من 280 جنيها إسترلينيا (يتكون من غرفة جلوس واحدة)، إلى أربعمئة جنيه (بالنسبة للمنزل المكون من ثلاث غرف).
تكلفة الكراء، كما تمت معاينته، تتراوح ما بين ثلاثين وخمسين جنيها شهريا، لكن سُكانه يكترونه على أساس أن يُصبحوا مُلاكا للعقار، وتقدم لهم الدولة قروضا بنسبة 4 بالمئة، (وبالنسبة للجنود فإن النسبة تتحدد في 2 بالمئة)، تُسدد على مدى عشر أو خمس عشرة سنة.
أخيرا تقرر أن يتم هدم أحياء الصفيح، وتُستعمل المواقع التي كانت تحتلها للسكن اللائق. يقول الرجل، المتخصص في التعمير، مُعلقا: «لكن مع وجود فارق! الموقع الذي يؤوي الآن خمسين شخصا لن يكون كافيا وقتها إلا لخمسة أشخاص».
المغاربة لا يميلون بسهولة إلى السكن في الأحياء التي تحتوي على الشقق الكبيرة، لكن اليهود يميلون إلى ذلك، ولديهم ممتلكات شخصية من هذا النوع، صُممت اعتمادا على أفكارهم الخاصة.
العقارات الجديدة المصممة على الطريقة الأوروبية صارت الآن جاهزة للتسليم.
لكن، مرة أخرى، هناك تأخر كبير ويُسجل نقص حاد في عملية الإسكان.
حوصر الفرنسيون بطريقة سيئة بسبب التوسع الكبير، كالفطر، لمساحة الدار البيضاء.
لا يجب التغاضي عن الصعوبات التي عرفتها المدينة خلال سنوات الحرب. ومن المؤكد أن هناك، اليوم، توقعات على المدى البعيد. فقد تم تبني خطة تصميم للمدينة تغطي مساحة أميال على طول الأراضي المجاورة للساحل في اتجاه منطقة فضالة.
سوف تكون هناك مدن «تابعة»، تُحيط بالمناطق الصناعية الجديدة، وسوف تتوفر فيها كل المرافق بما فيها المناطق الخضراء وطريق للسيارات. لقد تم شراء مساحات أرضية مهمة سلفا كتأمين ضد الوقوع في المضاربات.
قال لي أحد المغاربة، وكان في حالة جيدة ويُبلي البلاء الحسن في عمله:
-«عُد إلينا بعد خمس سنوات، وتذكر دائما أنه لا يجب أن تحكم على إفريقيا بالمعايير الأوروبية».
هذا الأمر، رغم كل شيء، هو ما تدعو إليه الدار البيضاء. عندما ترى العمارات الإسمنتية الشاهقة، تُجاور أكواخ أحياء الصفيح، فإنه ليس بيدك سوى أن تنتبه فقط إلى وجود الأكواخ.
==
الحملة التي يشنها الوطنيون تقوم خصوصا على انتقاد الخدمات الصحية المغربية. لهذا السبب كنت أراقب الأنشطة الفرنسية خلال جولتي التفقدية. زيارة الدار البيضاء وفرت لي فرصة لإجراء نقاش أعمق في هذا الموضوع.
مفخرة الخدمات المحلية كان المستشفى الجديد الذي لا يمكن إلا الإشادة به والترحيب به في أي مدينة في العالم.
البناية ليست فقط جيدة ومناسبة لكي تكون مستشفى، لكن تجهيزاتها أيضا حديثة ومتطورة على آخر طراز.
المخطط العام في الدار البيضاء – كما في المدن الأخرى الكبرى- يقوم أساسا على إنشاء سلسلة من المستوصفات أو المصحات الموزعة على الأحياء المحلية.
هذه المستوصفات تستقبل المرضى القادمين إليها من العديد من مراكز الفحص، وهو ما يعادل ما يقوم به الأطباء العامون عندنا في بريطانيا.
في المغرب هناك نقص حاد في أعداد الأطباء، إلى درجة أنه في بعض الحالات يتم تعويضهم بالممرضين. الإصابات والأمراض البسيطة يتم التعامل معها في عين المكان، بينما الحالات الأخرى تتم إحالتها على المصحات. وهذه الأخيرة بدورها تتعامل مع أغلب المرضى، لكن هناك ثلاثة مستشفيات جاهزة ومتاحة للحالات الأكثر خطورة.